البولندية إيجا شيانتيك - (Photo by Matthew Stockman/Getty Images)

6-2 و7-6 يوم السبت.
وهذا هو اللقب الثالث لشيانتيك في البطولات الأربع الكبرى والثاني لها هذا العام بعد فوزها في فرنسا المفتوحة في 2020 و2022 لكنه الأول في فلاشينج ميدوز.

وسقطت البولندية شيانتيك على ظهرها وغطت وجهها بأيديها بعد فوزها بشوط فاصل صعب في المجموعة الثانية، لكنها ضمنت الفوز عندما ردت المصنفة الخامسة الكرة بعيدا عن الملعب.

وهذا أول ألقاب شيانتيك بطلة فرنسا المفتوحة مرتين على الملاعب الصلبة وأصبحت اللاعبة البالغ عمرها 21 عاما أول بولندية تفوز ببطولة أمريكا المفتوحة.
وقالت شيانتيك خلال مراسم الاحتفال بتسليم الكأس في الملعب "كنت بحاجة حقا للاحتفاظ بهدوئي وتركيزي على الأهداف. إنها نيويورك ذات الأصوات الصاخبة والمجنونة للغاية. فخورة جدا بإمكانية تعاملي مع الأمر ذهنيا".
وبالإضافة إلى الكأس، ستغادر شيانتيك نيويورك ومعها 2.6 مليون دولار قيمة جائزة المركز الأول.
وعلقت ضاحكة بشأن الجماهير التي ملأت ملعب آرثر آش "سعيدة حقا بأن المبلغ ليس نقدا".
وكان أداء شيانتيك جيدا خلال المباراة ونجحت في تهدئة الجماهير التي كانت تطلق صيحات وصفيرا صاخبا أثناء ضربات إرسالها مما أدى إلى توبيخ شديد من الحكم.
وتمكنت أنس من تسخير طاقة مشجعيها من الجماهير لصالحها في بعض الأحيان لكن لم يكن ذلك كافيا للتغلب على تركيز وحزم شيانتيك.
وقالت شيانتيك بعد تحسين سجلها أمام أنس بالتقدم 3-2 "أنس. لقد قدمتي بطولة وموسما مذهلين حقا. أدرك بالفعل أنها منافسة جيدة حقا وسنتنافس مجددا. متأكدة من أنك ستفوزين ببعض البطولات الكبرى لذلك لا داعي للقلق".
وبدأت شيانتيك ممارسة التنس في محاولة للسير على خطى شقيقتها الكبرى التي شاركت لفترة في منافسات الشابات.
وقادت شيانتيك بولندا للفوز بكأس الاتحاد للشابات في 2016، قبل أن تفوز ببطولة ويمبلدون للشابات في 2018، وهو نفس العام الذي شهد تتويجها بالميدالية الذهبية مع كايا يوفان في منافسات الزوجي في أولمبياد الشابات.
ورغم الهزيمة، ستستعيد أنس مركزها الثاني في التصنيف العالمي بعد ختام البطولة يوم الأحد.
وقالت "حاولت حقا لكن إيجا لم تسهل الأمر علي. لقد استحقت الفوز اليوم". وأضافت مبتسمة "لا أحبها كثيرا الآن لكن لا بأس. سأواصل القتال بقوة وسأحصد هذا اللقب في وقت ما قريبا".\
وخسرت أُنس للمرة الثانية في نهائي إحدى البطولات الأربع الكبرى بعد هزيمتها أمام القازاخستانية إيلينا ريباكينا في ويمبلدون في يوليو تموز الماضي.
وأصبحت أول امرأة عربية تصل نهائي بطولة كبرى. وأضافت سطرا جديدا في كتب التاريخ في نيويورك عندما أصبحت أول امرأة أفريقية تبلغ نهائي بطولة أمريكا المفتوحة.
وقالت "أتمنى أن ألهم المزيد والمزيد من الأجيال. إنها فقط مجرد بداية لأشياء كثيرة".

* أخطاء الشوط الفاصل

بدأت شيانتيك بقوة ودفعت أنس للجزء الخلفي من الملعب بفضل إرسالها الدقيق وضرباتها الأرضية العميقة لتتقدم 3-صفر.
ونجحت أنس في استغلال ضرباتها الأمامية القوية لتفوز بشوطين متتاليين وتجعل النتيجة 3-2 لكن زخمها لم يدم طويلا حيث كسرت شيانتيك إرسال اللاعبة التونسية لتحسم المجموعة الأولى خلال 30 دقيقة فقط عندما أرسلت أنس ضربة خلفية في الشبكة.
وحافظت شيانتيك المفعمة بالثقة على ضعطها في بداية المجموعة الثانية بينما بدأ الإحباط يتصاعد داخل أنس التي ألقت بمضربها على الأرض في حالة من الفزع عندما جاءت ضربتها الموثوقة والقصيرة خلف الشبكة غير حاسمة في الشوط الثاني بالمجموعة.
وأطلقت شيانتيك ضربة خلفية ناجحة بمحاذاة الخط الجانبي للملعب لتتقدم 3-صفر في المجموعة الثانية فيما بدا أن المباراة ستكون قصيرة.
لكن تلقت أنس مساندة جماهيرية ودعما صاخبا في استاد آرثر آش فاندفعت لتجبر منافستها على خوض شوط فاصل وذلك بعدما أنقذت نقطة للفوز بالمباراة والنتيجة 6-5.
لكن اللاعبة التونسية ارتكبت عدة أخطاء سهلة فتحت باب الانتصار أمام شيانتيك التي تبادلت عناقا حارا مع أنس بعد تحسين سجل انتصاراتها أمامها إلى 3-2.

* واحد في 40 مليون

لقب شيانتيك في نيويورك هو الأحدث في موسم مكتظ بالألقاب.
وقد احتلت صدارة التصنيف العالمي بعد الاعتزال المفاجئ للأسترالية آشلي بارتي في مارس اذار الماضي وأظهرت سريعا أنها تستحق هذا المركز بفوزها في 37 مباراة متتالية بينها بطولة فرنسا المفتوحة.
وأثبتت اللاعبة المتخصصة في الملاعب الرملية إمكانية نجاحها في الملاعب الصلبة بفوزها في إنديان ويلز وميامي لكن في النهاية بدت ضعيفة بعد خروجها المبكر من بطولتي تورونتو وسينسناتي.
وتصدرت عناوين الصحف قبل بدء المنافسات في نيويورك من خلال انتقاد الكرات المستخدمة في بطولة أمريكا المفتوحة وقالت إن توقعاتها لنفسها كانت منخفضة.
ولم يكن طريق اللاعبة البولندية نحو اللقب سهلا، حيث احتاجت لتحويل تأخرها بمجموعة في مباراة الدور الرابع أمام المصنفة 108 عالميا يوله نيماير ومن تأخرها 4-2 في المجموعة الثالثة أمام أرينا سبالينكا في قبل النهائي.
لكنها وصلت للذروة في الوقت المناسب حيث قدمت أفضل أداء لها في البطولة لتقضي على آمال أنس وتنقش اسمها مرة اخرى في تاريخ الرياضة البولندية.
وقالت لشبكة ئي.إس.بي.إن أثناء هتاف مشجعي بولندا الذين يرتدون ملابس بيضاء وحمراء (إيجا-إيجا) "النشأة في بولندا لا تضمن لنا بالتأكيد إمكانية أن نصبح نجوما في التنس.
"عندما كنت أصغر سنا، اعتقدت أنني مجرد واحدة من 40 مليون نسمة في البلاد. ما إمكانية أن أكون هناك؟. لقد عملت بجدية يوميا".

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ