(Photo by Julien Mattia/Anadolu Agency via Getty Images)
في ضاحية نانتير بباريس، في وقت طلبت فيه الحكومة من أعضائها البقاء في العاصمة وسط مخاوف من توسع رقعة الاضطرابات.
فقد أفادت وسائل اعلام باندلاع صدامات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين مساء أمس الجمعة في مرسيليا (جنوبي فرنسا) مشيرا إلى إصابة شرطيين واعتقال أكثر من 80 شخصا.
وقد دعا عمدة مرسيليا السلطات إلى إرسال قوات إضافية إلى المدينة، في حين أظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي انفجارا يهز منطقة الميناء القديم، وقالت السلطات المحلية إنها تحقق لمعرفة السبب لكنها لا تعتقد أن هناك إصابات أو خسائر في الأرواح.
وأشارت وسائل الاعلام إلى مناوشات في مدن ليون وستراسبورغ ونانت، وحدوث إطلاق نار في حي لادوشير بمدينة ليون، وتوجه قوات التدخل السريع للمكان.
وفي ليون أيضا، استخدمت الشرطة المدرعات وطائرة مروحية في محاولة للسيطرة على المتظاهرين.
وفي مدينة أنجيه (غربي البلاد) أضرم محتجون النار في عشرات السيارات.
وقد سجلت عمليات نهب في مدن عدة بينها باريس وستراسبورغ، استهدفت محال تجارية، وذلك على الرغم من نشر أعداد كبيرة من قوات الأمن ووقف حركة المواصلات العامة بداية من الساعة التاسعة مساء.
وكانت الاحتجاجات اندلعت إثر مقتل الشاب نائل (17 عاما) ذي الأصول الجزائرية برصاص الشرطة في ضاحية نانتير. وأثارت عملية القتل اتهامات للشرطة الفرنسية بالعنصرية.
حرائق وأسلحة منهوبة
وفي باريس، سُجلت مساء أمس أعمال عنف جديدة بعدد من الضواحي، وأحرق متظاهرون مباني حكومية وسيارات مما اضطر السلطات لنشر المزيد من قوات الأمن.
وقالت وسائل اعلام إن النيران التهمت مساء أمس مقر بلدية بيرسان بمقاطعة فالدوار بضواحي باريس بعد تعرضها للنهب والتخريب. وأضافت أن تعزيزات أمنية وصلت في وقت مبكر من صباح اليوم إلى إيفري سورسان بضواحي العاصمة بعد عمليات حرق واسعة للسيارات.
وبالتزامن، تجددت المواجهات في ضاحية نانتير غرب باريس، واستخدمت قوات الأمن العربات المدرعة لإزالة المتاريس. كما افادت وسائل اعلام بوقوع مناوشات وإضرام نار في ضاحية جانفيلييه شمالي باريس ووصول تعزيزات أمنية للمنطقة.
وقبل ذلك، تدخلت الشرطة لإخلاء ساحة الكونكورد الشهيرة وسط باريس من المحتجين.
وفي مرسيليا، نهب متظاهرون متجرا للأسلحة واستحوذوا على أسلحة صيد.
وقالت الشرطة إن المتظاهرين استولوا على بعض بنادق الصيد لكن دون ذخيرة.
وأضافت أنها اعتقلت أحد الأشخاص وبحوزته بندقية ربما نُهبت من متجر السلاح.
"الجمهورية ستنتصر"
وبينما كانت المواجهات مستمرة لليلة الرابعة، قال وزير الداخلية جيرالد دارمانان إن "الجمهورية ستنتصر على مثيري الشغب والعنف". وأضاف دارمانان -أثناء تفقده الوضع في ضاحية مونت لاجولي شمال غرب باريس- أنه تم اعتقال 471 آخرين في كامل فرنسا ليرتفع العدد الإجمالي للمعتقلين منذ بدء الاحتجاجات إلى نحو 1300 معتقل.
وكان الوزير أعلن أمس عن نشر 45 ألف شرطي لحفظ الأمن واحتواء الاضطرابات، وتحدث عن استخدام وسائل "استثنائية لضبط الأمن" مستبعدا في الوقت ذاته فرض حالة الطوارئ.
من جانبه، ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس اجتماعا جديدا لخلية أزمة في وزارة الداخلية بعد قطع مشاركته بالقمة الأوروبية في بلجيكا، وطلب من منصات التواصل الاجتماعي إزالة لقطات الشغب "الأكثر حساسية" من صفحاتها وإبلاغ السلطات بهوية المستخدمين الذين يحضون على ارتكاب العنف.
وبينما توعد ماكرون بالحزم في مواجهة الاضطرابات، أشار إلى وجود ما وصفها بجماعات متطرفة ومنظمة في صفوف المتظاهرين .
من جهتها، طلبت الحكومة من كل وزرائها عدم مغادرة باريس خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتوسعت رقعة الاحتجاجات تدريجيا لتشمل المدن الفرنسية الكبرى على غرار مرسيليا وليون وتولوز وستراسبورغ وليل بالإضافة إلى باريس.
وتحولت الاضطرابات الراهنة إلى أكبر أزمة يواجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال فترة رئاسته منذ احتجاجات السترات الصفراء التي اندلعت في 2018.

(Photo by ABDULMONAM EASSA/AFP via Getty Images)

(Photo by ZAKARIA ABDELKAFI/AFP via Getty Images)

(Photo by Sam Tarling/Getty Images)