مقال: لماذا يرفض نتنياهو اقامة دولة فلسطينية؟ وهل تجري رياح نتنياهو بما تشتهي سفنه؟
عندما احضر رابين رئيس حكومة اسرائيل في شهر سبتمبر ١٩٩٣ اتفاق اوسلو لاقرارة بالكنيست الاسرائيلي، تصدى له رئيس المعارضة انذاك ، بنيامين نتنياهو،

سهيل دياب
ومن خلال اعتراضه لاتفاقيات اوسلو، تطرق نتنياهو الى الجذور التاريخية والتلمودية للشعب اليهودي مع مناطق الضفة الغربية والقدس وبيت لحم والخليل، مؤكدا أن اهمية هذه المناطق لليهود تفوق اهمية تل ابيب وحيفا وبير السبع. واتهم كل من يقوم بالتنازل عن القدس والضفة الغربية بالخيانة العليا لدولة اسرائيل ولن نغفر له مدى العمر.
اتفاق اوسلو مر باكثرية الكنيست، ولكن اقوال نتنياهو تم ترجمتها لاحقا باغتيال رابين في الرابع من نوفمبر عام ١٩٩٥ من قبل احد غلاة اليمين التلمودي واحد مؤيدي حزب كهانا الفاشي يغئال عمير. ومن ثم نجاح نتنياهو رئيسا للحكومة لاول مرة في العام ١٩٩٦، هازما شمعون بيرس آنذاك بانتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة.
عندها، كان واضحا لنتنياهو ما لم يكن واضحا للآخرين آنذاك أن المجتمع الاسرائيلي بدأ يدخل تغييرا بنيويا عميقا، ولم يعد ذلك المجتمع الذي اقام الدولة عام ١٩٤٨ بعد نكبة الشعب الفلسطيني.
ماذا فهم عندها نتنياهو؟
هو فهم، ان المجتمع الاسرائيلي لم يعد منقسما بين صيهونيين لبراليين وعلمانيين، مقابل متدينين تلموديبن لا يتماهون مع الصهيونية، وبدأ هذا المجتمع بالتغير البنيوي يمسارين اثنين:
المسار الاول- تدين متدحرج للعلمانيبن اللبراليين.
والمسار الثاني- صهينة المتدينين اللاهوتيين.
وبناء على هذا التغيير البنيوي، اصبحت المواقف اليمينية المتطرفة مندمجة اندماجا عميقا مع اليمين اللاهوتي والتلمودي، والتعببر الاكبر لذلك تجلى بالاساس بالتوجه نحو القضية الفلسطينية، وتجييش شعور الاستكبار والاستعلاء وترسبع الاستيطان في الضفة الغربية، من عشرات الالاف عند اتفاق اوسلو الى ٧٥٠ الف مستوطن اليوم.
أما السبب الثاني عند نتنياهو لموقفة بمعارضة الدولة الفلسطينية فهو سياسي- انتخابي- شخصي. فمنذ ٢٠١٨ حتى الانتخابات الاخيرة، لم ينجح نتنياهو خلال خمسة جولات انتخابية كسب الاغلبية، ولم يبقى امامه سوى الهروب الى الامام، واستثمار التغييرات البنيوية، سياسيا وانتخاببا وشخصيا، بواسطة انتهاج طريق يميني فاشي لاهوتي المرتبط بالقضية الفلسطينية. فالموضوع الاساسي الذي من الممكن ان يجمع به جمهور العلمانيبن اليميني، والجمهور التلمودي الفاشي ، هو العداء للفلسطينين وحقهم في تقرير المصير.
وما زال يتصرف نتنياهو بهذه الطريقة حتى اليوم حتى بعد صدمة ٧ اكتوبر ، فقد صرح قبل يومين: " لا لدولة فلسطينية، لا للتعامل مع السلطة الفلسطينية، ولا لدولة حمستان او دولة فتحستان"!
السؤال: هل ينجح نتنياهو بعد زلزال ٧ اكتوبر كما نجح منذ ١٩٩٦؟؟
سؤال مفتوح.. ولكن واضح لي ان الرياح هذه المرة لن تجري بما تشتهي سفن نتنياهو !!
من هنا وهناك
-
‘ تغيير الواقع ‘ - بقلم : د. غزال ابو ريا
-
المحامي زكي كمال يكتب : العنصريّة داء الأمم وبداية تفكّك الدول
-
‘ بدون مؤاخذة-التّكيّف والتّهجير ‘ - بقلم : جميل السلحوت
-
مقال: الولاء بين التقاليد والحق - بقلم: منير قبطي
-
‘ بلدتي بين الامس واليوم‘ - بقلم : معين أبو عبيد
-
‘رأيٌ في اللغة .. في مـِحنة اللّغة ومَعاني ‘الاشتهار‘ .. قُل: اشتَهَر، وقُل: اشتُهِر‘ - بقلم: د. أيمن فضل عودة
-
المحامي محمد غالب يحيى يكتب : التعاون مطلوب، الاقصاء مرفوض والبديل موجود
-
مقال: نظرية ‘إكس‘ ونظرية ‘واي‘ في سلوك الموظفين - بقلم: د. غزال ابو ريا
-
‘ رأيٌ في اللُّغة.. فُحُولُ اللُّغة يوسِّعون لا يضيّقون ..فقُل: «سَمـَّى» وقُل: ‘أَسْمَى‘ - بقلم : د. أيمن فضل عودة
-
المحامي زكي كمال يكتب : ‘الديمقراطيّة‘ في مفهوم دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو بقاؤهما في السلطة!
أرسل خبرا