‘ مملكة النهر العظيم ‘ - قصة للأطفال بقلم : زهير دعيم
كثُر الهمس وازداد التذمّر والشّكوى ، من ظلم الأسد العجوز "مبروك" والذي يحكم منذ عشرات السّنين ، مملكة الغابة البعيدة القابعة خلف الشّمس وعلى ضفاف النهر العظيم.
زهير دعيم - صورة شخصية
فالجوع لحق بمعظم الحيوانات السّاكنة في المملكة ، بعد ان استبدّ وتجبَّر الملك العجوز وأعوانه ، وفرضوا الضرائب الكثيرة على الرّعيّة ، غير مهتمّين بقلّة المحاصيل وشُحّ المطر ، كما وساد جوٌّ من الرُّعب اطراف المملكة ، فللحيطان آذان ، والواشون في كلّ زاوية وتحت كلّ شجرة !
كان الملك مرائيًا حكيمًا ، فهو يدعو كلّ الحيوانات: يا أبنائي ، يا أحبّائي . ويحلف لهم أنّه يسهر الليالي من اجل راحتهم . ولكنّ الظروف فوق طاقته ، ولكنه سيعمل من أجل تحسين الأوضاع ، فالمستقبل حتمًا سيكون أجمل وأحلى ، المهمّ أن يصبروا !!
وصبرت الرّعيّة .... وطال الانتظار وطال الصّبر ، فهذا المستقبل الجميل الموعود يرفض أن يأتي .
ولكنهم تمسّكوا بالأمل ، فالملك أسد شيخ ومريض ولا بدّ له أن يرحل من هذه الدّنيا إن لم يكن اليوم فغدًا.
وفي أحد الأيام ، وصل الى مسامعهم أن الأسد مبروك يريد أن يُنصِّب عليهم خلفًا له شبله نضال ، والشّبل نضال هذا طمّاع متكبّر، أخذ عن أبيه كلّ صفات الدّهاء، فهو حلو الحديث كوالده ، يعرف كيف ينثر الوعود ويزرع السّراب ، ويجمع الثروة الكبيرة من عرق الحيوانات وكدّهم. فغضبوا وكتموا غيظهم.
في مساء احدى الليالي الشتائيّة ، حين كان الفقر يتمشّى في كلّ ارجاء المملكة ، أقام القصر للأسد الشيخ حفلة حفلاء بمناسبة عيد ميلاده ، فارتفعت الزينات ، وعلت الاهازيج ، ووصلت رائحة الشّواء والاطعمة اللذيذة الى انوف كلّ الحيوانات الجائعة في المملكة.
وكان الكلّ ينظر من بعيد ... ينظرون الى هناك ، الى خلف الأسوار والجدران ، حيث حفنة من الحيوانات المُقرَّبة من الملك تأكل وترقص وتمرح.
وفجأة اندفع من بين الحيوانات الجائعة ، مهر جميل وصهل بصوت هادر :" لن نسكت بعد اليوم ، لن نصمت على الظّلم والجوع والذُّل ...كفى ..كفى... هيّا بنا ندخل الى هناك ونطرد الظالمين...هيّا ...هيّا .
وصرخ الجميع : هيّا.. هيّا.
واختلطت الأصوات فهذا يعوي وذاك يصيح وتلك تثغو.
واندفعت جموع الحيوانات الغاضبة الى قصر الأسد ، ودخلت وصراخها يملأ الأجواء : ارحل ...ارحل ...ارحل انت وأعوانك.... ارحل يا من سرق خبزنا صغارنا...
ورحل الأسد الشيخ الى غير رجعة ، رحل يجرّ أذيال الخيبة ...رحل رغمًا عنه، فالعيون ؛ كلّ العيون كانت تقدح شررًا.
ورقصت الحيوانات جميعها ، رقص الحيوان الّلاحم مع أخيه العاشب ، رقصوا حتى الصّباح .
رقصوا وهم يرنون الى الأفق البعيد ينتظرون الآتي.
أتراه سيأتي بجديد؟
أتراه سيأتي حاملا العدل على منكبيه ، فلا يُفرّق بين لاحم وعاشب؟!!!
أم تراه ؟!!!!
من هنا وهناك
-
‘فارسُ الشِّعرِ والأدبِ وعُملاقِ الكلمةِ يَترَجَّلُ عن صَهْوَةِ جَوَادِهِ‘ - بقلم : الدكتور حاتم جوعية
-
‘ هي التي أشعلت في قلبي الحبر ‘ - بقلم: رانية مرجية
-
تعداد البجع السنوي يبدأ في بريطانيا على نهر التايمز
-
‘ مَنَارُ الفِدَا ‘ - بقلم : الدكتور حاتم جوعية
-
‘ الله يراني ‘ - بقلم : رانية مرجية
-
قصة ‘حكاية كون بلا لون‘ - بقلم: الكاتبة اسماء الياس من البعنة
-
النُّور قريبٌ - بقلم : زهير دعيم
-
زجل ‘ كُن جميلاً ‘ بقلم : اسماء طنوس من المكر
-
‘وتختفي البسمات... ‘ - بقلم : زهير دعيم
-
‘في ذكرى الفنان التشكيلي الراحل فيصل عثمان .. كان مبدعاً في الألوان المائية‘ - بقلم : دلير ابراهيم
أرسل خبرا