logo

شاب من الناصرة يعيد الحياة لفن وتراث عريق: ‘التطريز طريق للإبداع، التمسك بالتراث، والهروب من إدمان الهواتف‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
22-01-2025 11:41:39 اخر تحديث: 30-01-2025 14:15:44

يحمل الشاب محمود سيلاوي من الناصرة حقيبة، فيها ابرة وخيوط ملونة، ولوحات التطريز، ويتنقل بها من مكان الى آخر، ليعلم فتيات ونساء التطريز الحديث على أصوله .

محمود سيلاوي الذي دخل الى هذا العالم صدفة، ينظم ورشات تطريز للنساء والفتيات، يطلق عليها اسم "اطلعي من تلفونك" والتي يرى فيها فرصة للابداع والتخلص من الإدمان على الهواتف النقالة، كما انه يهوى تطريز الشخصيات مثل الأميرة ديانا وتشارلي تشابلن .

مراسل قناة هلا، معتصم مصاروة، التقى بمحمود سيلاوي، واستمع الى قصته ومشواره الذي يمتد على مدار ست سنوات .. عن بداية رحلته في مجال التطريز، يقول محمود: "كل شيء بدأ صدفة. كانت لدي صديقة أمريكية مهتمة بعاداتنا وتقاليدنا، واصطحبتها إلى دورة تطريز في سوق الناصرة. خلال حضور الدورة، اقترحوا أن أجرب التطريز معها. شعرت بتواصل كبير مع هذا الفن، ومن هنا بدأت رحلتي".

ويضيف: " أرى انه يجب علينا أن نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا، حيث يُعتبر التطريز جزءًا أصيلًا من تراثنا وهويتنا. بعد أن بدأت في هذا المجال، تشكلت لدي رؤية تهدف إلى إدخال التطريز والعمل اليدوي إلى كل بيت. من خلال ورشات "اطلعي من تلفونك"، تمكنت من نشر فن التطريز وإدخاله إلى العديد من المنازل في مناطق الشمال والمركز، محققًا بذلك تواصلًا مميزًا مع الناس وتعزيزًا لهذا الفن العريق".

يعتبر محمود التطريز جزءًا من الهوية الفلسطينية، ويقول: "التطريز يمثل هويتنا وتراثنا وهو جزء أساسي من قضيتنا. خلال إقامتي في إنجلترا، أتيحت لي الفرصة لتعريف الكثيرين بفن التطريز، حيث كانوا يشاهدون اللوحات التي أصممها وينبهرون بهذا الفن العريق. لاقى التطريز ترحيبًا واسعًا، وبدأ الناس يسألونني عنه ويتعرفون من خلاله على تراثنا وقضيتنا. لم يقتصر الأمر على التعريف بالفن فقط، بل تمكنت أيضًا من تشجيع العديد من الأشخاص على الانخراط في هذا المجال، ومساعدتهم على بدء مشاريعهم الخاصة في التطريز، مما عزز من انتشار هذا التراث وأهميته على نطاق أوسع".

" وسيلة للخروج من الإدمان على الهواتف"
وتحدث محمود عن فكرة مشروعه قائلاً: "أثناء عملي بالتطريز لاحظت أنني ابتعدت عن الهاتف. فكرت حينها كم هو رائع أن نقدم هذا النشاط كوسيلة للابتعاد عن الهواتف. ومن هنا جاءت الفكرة. أقدم الورشات خاصة لجيل المراهقين الذين يعانون من التعلق المفرط بالهواتف، وأساعدهم على الانغماس في عمل إبداعي ومفيد". ويرفض محمود الالتفات إلى الانتقادات التي يتعرض لها في بعض الاحيان، ويؤكد: "ما يهمني هو الدعم الذي أتلقاه. لا أهتم بما يقال عن أن هذا 'عمل بنات' أو غير ذلك. أركز على التطوير والإبداع، وأسعى دائمًا لتحقيق النجاح".

من التراث إلى الشخصيات العالمية
يتميز محمود بتطريز شخصيات شهيرة مثل الأميرة ديانا وتشارلي تشابلن، ويقول: "ابتعدت عن التطريز التقليدي الفلسطيني واتجهت إلى تطريز شخصيات حقيقية مثل الاميرة ديانا وشخصيات من خيالي، مما أعطى العمل طابعًا مميزًا وجذب الكثير من المهتمين".

طموحات لا حدود لها
يحلم محمود بنشر مشروعه في كل أنحاء البلاد، ويختتم حديثه قائلاً: "عرضت مطرزاتي في القاهرة، وأطمح أن تصل ورشات 'اطلعي من تلفونك' إلى كل مكان. رسالتي للمجتمع هي أن ندعم تراثنا، نبدع بأيدينا، ونخرج من إطار الهواتف إلى أعمال تطورنا مهنيًا ومستقبليًا".