ومع ذلك، لم يتم اتخاذ قرار رسمي من إسرائيل بإرسال وفد لهذه المحادثات، كما لم يتضح بعد من سيكون أعضاء الوفد أو من سيرأسه، خاصة وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو موجود حاليا في واشنطن.
وجاء في وسائل اعلام عبرية أن التقديرات تشير إلى أن نتنياهو يخطط لتعيين الوزير رون ديرمر مسؤولا عن فريق المفاوضات بدلا من رئيس الموساد ديدي بارنيع، الذي سيظل عضوا في الفريق إلى جانب رئيس الشاباك رونين بار واللواء المتقاعد نيتسان ألون.
من وجهة نظر نتنياهو، ستبدأ المفاوضات على المرحلة الثانية اليوم خلال اجتماعه في واشنطن مع ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط. وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع، سيجري ويتكوف محادثات مع رئيس وزراء قطر ومسؤولين كبار في مصر، ويبدو أن المرحلة الثانية من المفاوضات ستتم من خلال دبلوماسية التنقل بين الأطراف بقيادة ممثل من إدارة ترامب.
بحسب المحلل نداف إيال،من واينت فإن نتنياهو ناقش مع رئيس الموساد بارنيع ورئيس الشاباك بار خططه لتغيير فريق المفاوضات. ويقول محللون سياسيون إن هذه الخطوة تهدف إلى تقليص دور المستوى المهني لصالح المستوى السياسي القريب من نتنياهو (ديرمر). ويرى هؤلاء أن ذلك يأتي لسببين رئيسيين: ربط أي صفقة جديدة في غزة بتفاهمات مع السعودية، ورغبة نتنياهو في تأجيل المرحلة الثانية من الاتفاق. خاصة أن هناك قلقًا داخل محيط نتنياهو من أن بعض المسؤولين الأمنيين، مثل رئيس الشاباك واللواء ألون، لا يتماشون مع مصالحه بشكل كامل.
وبحسب ما جاء في واينت من المتوقع أن تصر إسرائيل على ثلاث مطالب رئيسية قبل بدء المرحلة الثانية: نفي قيادة حماس من غزة، نزع سلاح القطاع، وإطلاق سراح جميع المختطفين. ومع ذلك، فإن احتمال موافقة حماس على هذه الشروط ضئيل، مما يقلل من التفاؤل بشأن استمرار الصفقة. ومع ذلك، هناك احتمال أن يوافق محمد السنوار على صفقة مؤقتة يتم بموجبها إطلاق سراح عدد إضافي من المختطفين الأحياء.
من المفترض أن تنتهي المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في الأول من أذار ، وهو اليوم الثاني والأربعين للاتفاقية، ووفقًا لشروط الصفقة، كان من المفترض أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية بحلول اليوم على أبعد تقدير. وبحلول اليوم الخمسين للاتفاق، من المفترض أن تنسحب إسرائيل من ممر فيلادلفيا الحدودي، لكن يبدو أنها لن تفعل ذلك دون ضمانات لاستمرار تنفيذ الصفقة.
بالأمس، اعترف رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بعدم وجود "تفاصيل واضحة" بشأن توقيت وكيفية بدء المحادثات، لكنه أعرب عن أمله في رؤية "تقدم ما" خلال الأيام المقبلة. ولكن بالنسبة لنتنياهو، فإن المفاوضات تبدأ في واشنطن وليس في قطر، وهو يهدف إلى مناقشة مواقف إسرائيل بشأن استمرار الاتفاق خلال اجتماعاته هناك.
في وسائل الإعلام العربية، تم توجيه اتهامات لإسرائيل بأن عدم إرسال وفد للتفاوض على المرحلة الثانية يعد انتهاكا لاتفاقية التبادل ، رغم أن مصادر مصرية قالت لصحيفة "الأخبار" إن "التأخير لمدة يوم أو يومين لن يسبب مشكلة كبيرة". ومع ذلك، فإن القاهرة ترى أن التحدي الأكبر يكمن في المرحلة الثالثة من الصفقة، نظرا لما يُعتقد أنه "رغبة أمريكية في إبطاء إعادة الإعمار والضغط على سكان غزة للهجرة طوعا"، وهو ما تحاول مصر منع حدوثه بمساعدة أطراف عربية أخرى. لكن من الواضح أن المرحلة الثانية لا يمكن أن تبدأ بدون التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الثالثة، التي تشمل تبادل القتلى بين الجانبين، وإنهاء الحرب بشكل كامل، وإعادة إعمار قطاع غزة.
على غلاف إحدى الصحف اللبنانية المقربة من حزب الله، ورد أن "صفقة ترامب-نتنياهو" تعني فعليًا "التطبيع مع السعودية مقابل وقف الحرب". من الواضح أن نتنياهو سيناقش مع الرئيس الأمريكي ليس فقط الصفقة نفسها، ولكن أيضًا القضايا المحيطة بها، بما في ذلك التهديد الإيراني والاتفاق المحتمل مع السعودية.
في الولايات المتحدة وإسرائيل، يدركون أن السعوديين لن يشاركوا في أي اتفاق ما لم يكن هناك وقف دائم لإطلاق النار في غزة وأفق سياسي للفلسطينيين. ولا يزال من غير الواضح ما الذي ستطلبه السعودية تحديدا من إسرائيل ونتنياهو، سواء من الناحية العملية أو الرمزية. من المحتمل أن يحاول نتنياهو إقناع ترامب بالتركيز أولا على التهديد الإيراني، ومن ثم التوصل إلى اتفاق تاريخي في الشرق الأوسط.
Photo by Anna Moneymaker/Getty Images
Photo by LUDOVIC MARIN/POOL/AFP via Getty Images
Photo by Fatih Aktas/Anadolu via Getty Images