والبحث الأكاديمي من جهة أخرى. يعتقد البعض أن هذه المجالات تقتصر على الإبداع الفني فقط، ولكن عند دمجها بالبحث الأكاديمي، تكتسب أبعادًا أعمق تصبح من خلالها أداة قوية لفهم الثقافة، المجتمع، والهوية.
هذا التداخل يعزز من قيمة الفنون ويمنحها تأثيرات تتجاوز مجرد الترفيه، ليصبح لها دور أساسي في تشكيل الوعي الجماعي، كما تقول الفنانة راما نصر الله، التي تحدثت لقناة هلا عن مسيرتها وتجربتها في الجمع بين المسرح والأكاديميا.
"بدأت رحلتي الفنية في سن صغيرة"
تحدثت الفنانة راما نصر الله عن بداياتها قائلة: "بدأت رحلتي الفنية في سن صغيرة، حيث انضممت في عمر 10 أو 11 عامًا إلى مركز 'كان يا مكان' في الناصرة، وهو مركز لتعليم الفنون والمسرح. حتى قبل ذلك، كنت قريبة جدًا من هذا العالم. بدأت مشواري كهواية، ثم قررت احتراف المجال والتحقت بجامعة تل أبيب، حيث درست في برنامج متميز يتيح الحصول على اللقب الأول والثاني في المسرح والتمثيل. اليوم، أعمل كممثلة محترفة في عدة أماكن، وفي الوقت نفسه أتابع دراستي للقب الثاني البحثي في المسرح."
التداخل بين البحث الأكاديمي والعمل المسرحي
وعن تأثير الأبحاث الأكاديمية على عملها المسرحي، أوضحت الفنانة راما نصر الله قائلة: "خلفيتي الأكاديمية كباحثة في المسرح تساعدني كثيرًا في عملي كممثلة، حيث تمكنني من فهم السياق التاريخي والاجتماعي لأي عمل أشارك فيه، ومعرفة زمن كتابته، الأسباب التي أدت إلى تأليفه، والاتجاه السياسي أو الفكري الذي ينتمي إليه. كما أن الدراسة الأكاديمية علمتني تحليل النصوص بطريقة علمية، مما يثري عملي في التمثيل ويوسع من طرق تفكيري ورؤيتي الفنية."
وعن التحديات التي تواجهها في الجمع بين الفن والبحث الأكاديمي، قالت الفنانة راما نصر الله: "التحدي الأساسي بالنسبة لي حاليًا هو ضغط الوقت، حيث أوازن بين التمثيل، كتابة الأطروحة، والمشاركة في العروض المسرحية والأفلام والمسلسلات. أبحث حاليًا في موضوع 'مسرح الميدان' في حيفا والناصرة، وأتناول فيه قضية المقاومة في المسرح الفلسطيني ودور المسرح في التعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية. كما أن كوني فلسطينية أعمل داخل الخط الأخضر يشكل تحديًا إضافيًا، خاصة في ظل الصعوبات التي تواجهها المرأة العربية في المجال الفني."
دور المسرح في المجتمع العربي
وحول رؤية الفنان الأكاديمي للمسرح مقارنة بالفنان التقليدي، تقول نصر الله: "هناك اعتقاد سائد بأن المسرح في المجتمع العربي غير موجود أو لا حاجة له، لكنني أرى العكس تمامًا. هناك طلب كبير على المسرح، والناس الذين يعملون في هذا المجال يبذلون جهدًا هائلًا لإحيائه. البعض يعتبر المسرح أمرًا ثانويًا، بينما يرى آخرون أنه حاجة أساسية، تمامًا كأي نشاط ثقافي وفكري. في رأيي، المسرح هو جزء من الحل للعديد من المشاكل التي يواجهها مجتمعنا، مثل العنف، حيث يمكن للفن والثقافة أن يكونا أدوات قوية لمواجهتها."
التداخل بين البحث الأكاديمي والأعمال المسرحية
وعن كيفية تأثير الأبحاث الأكاديمية على أعمالها المسرحية، توضح الفنانة راما نصر الله: "كل الأعمال التي قدمتها خلال دراستي الجامعية كانت مستوحاة من البحث الأكاديمي، وأحيانًا كان يحدث العكس، حيث أشارك في عمل كممثلة، ثم أتناوله لاحقًا في أبحاثي. التداخل بين البحث الأكاديمي والعمل المسرحي مهم جدًا، حيث يساعد الفنان على قراءة النصوص وتحليلها بطرق مختلفة، مما يثري تجربته الفنية."
وعن مشاريعها المستقبلية، كشفت نصر الله: "حاليًا، أعمل على مسرحية 'ذاكرة صفراء' التي عُرضت مرتين، ومن المقرر عرضها قريبًا في رام الله. كما أشارك في مسرحية 'ليلة في روما' التي تُعرض في تل أبيب باللغة العبرية. إلى جانب ذلك، أشارك في مسلسل جديد، وأتمنى أن تعود عروض مسرحية 'يوم من زماننا'، التي قُدمت على مسرح 'كان يا مكان' قبل الحرب، إلى الجمهور قريبًا."