logo

الصين ترد على الرسوم الأمريكية في تصعيد للحرب التجارية العالمية

تقرير رويترز
05-04-2025 07:53:10 اخر تحديث: 05-04-2025 10:21:15

(رويترز) - أعلنت الصين فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34 بالمئة على السلع الأمريكية يوم الجمعة في أخطر تصعيد في الحرب التجارية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

والتي أذكت مخاوف من حدوث ركود وأثارت موجة اضطراب في أسواق الأسهم العالمية.

وفي المواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلنت بكين أيضا عن فرض قيود على صادرات بعض المعادن النادرة وقدمت شكوى إلى منظمة التجارة العالمية، بينما تعهد ترامب بعدم العدول عن مساره.

وأدرجت الصين أيضا 11 كيانا أمريكيا على قائمة "الكيانات غير الموثوقة" التي تسمح لها باتخاذ إجراءات عقابية ضد الكيانات الأجنبية، بما في ذلك الشركات المرتبطة بمبيعات الأسلحة إلى تايوان التي تتمتع بنظام حكم ديمقراطي، والتي تقول الصين إنها جزء من أراضيها.

وتأهبت دول أخرى متضررة مثل كندا للرد في حرب تجارية متصاعدة بعد أن أعلن ترامب زيادة القيود الجمركية إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من قرن هذا الأسبوع، مما أدى إلى انخفاض حاد في الأسواق المالية العالمية.

وقال بنك الاستثمار جيه. بي.مورجان إنه يرى الآن احتمالا بنسبة 60 بالمئة لدخول الاقتصاد العالمي في ركود بنهاية العام، ارتفاعا من 40 بالمئة سابقا.

وانخفضت بورصة وول ستريت بشكل حاد عند الفتح يوم الجمعة بعد أن ردت الصين بفرض الرسوم الجمركية الجديدة بعد يوم من قرار إدارة ترامب فرض الرسوم الشاملة وهو ما أدى إلى خسارة 2.4 تريليون دولار من القيمة السوقية للأسهم المدرجة في الولايات المتحدة.

وانخفضت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، مما دفع مؤشر ناسداك نحو هبوط حاد. وتضررت بشدة الشركات المرتبطة إلى حد كبير بالصين وتايوان لتصنيع منتجاتها، إذ انخفض سهم أبل 4.7 بالمئة، ونزل سهم إنفيديا 3.4 بالمئة.

وهوى مؤشر ناسداك 3.69 بالمئة، مما أدى إلى انخفاض المؤشر بنسبة 20 بالمئة عن أعلى مستوى إغلاق له على الإطلاق المسجل في ديسمبر كانون الأول.

وقال ستيفان إيكولو خبير الأسواق والأسهم في شركة تراديشن في لندن "ردت الصين بقوة على رسوم ترامب الجمركية".

وأضاف "هذا أمر بالغ الأهمية، ومن غير المرجح أن ينتهي، ومن هنا جاءت ردود الفعل السلبية في السوق. يخشى المستثمرون من حرب تجارية شعارها ‘العين بالعين’".

وقال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) يوم الجمعة إن الرسوم الجمركية "أكبر من المتوقع" وزادت من خطر ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو.

وفي تعليقاته المُعدة مسبقا خلال مؤتمر صحفي، لم يتطرق باول مباشرة إلى تراجع الأسهم الأمريكية، لكنه أقر بأن حالة الضبابية التي تُحيط بالمستثمرين والمديرين التنفيذيين للشركات يواجهها البنك المركزي أيضا.

 التأثير العالمي
هون فريق ترامب من شأن الاضطراب الذي تشهده الأسواق ووصفه بأنه تعديل سيكون له فوائد على المدى الطويل.

وكتب ترامب في منشور على منصات التواصل الاجتماعي "إلى المستثمرين الكثيرين القادمين إلى الولايات المتحدة والذين يستثمرون مبالغ طائلة، سياساتي لن تتغير أبدا. هذا هو الوقت الأمثل للثراء، ثراء أكبر من أي وقت مضى!".

وبعد رد بكين برسوم مضادة، كتب ترامب "لعبت الصين بشكل خاطئ، أصيبت بالذعر - وهو الشيء الوحيد الذي لا يمكنها تحمله!"

وقال ترامب يوم الخميس إنه منفتح على التحدث مع الصين وإبرام صفقة بشأن تطبيق تيك توك من خلال تخفيف للرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية مقابل موافقة بكين على بيع تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة المملوك لشركة بايت دانس.

وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة إن الأمر مجرد مثال، ولم يجب على سؤال حول ما إذا كانت هناك خطط قيد الإعداد للتحدث مع نظيره الصيني شي جين بينغ.

وفي اليابان، أحد أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، قال رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا إن الرسوم الجمركية خلقت "أزمة وطنية" في حين أدى انخفاض أسهم البنوك يوم الجمعة إلى تسجيل بورصة طوكيو أسوأ أداء أسبوعي لها منذ سنوات.

وشكك وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الجمعة في حدوث انهيار اقتصادي، وقال للصحفيين إن الأسواق تتفاعل مع التغيير وستتكيف معه.

وقال في مؤتمر صحفي في بروكسل "اقتصاداتهم لا تنهار. أسواقهم تتفاعل مع تغيير جذري في النظام العالمي فيما يتعلق بالتجارة. الأسواق ستتكيف".

 انقسامات وإشارات متباينة
مع اتجاه الأسهم الأوروبية أيضا لتسجيل أكبر خسارة أسبوعية في ثلاث سنوات، سيتحدث مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي ماروش شفتشوفيتش إلى المسؤولين الأمريكيين.

وقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي "لن نرد بتهور، نريد أن نعطي المفاوضات كل الفرص للنجاح من أجل التوصل إلى اتفاق عادل لصالح الجانبين".

والاتحاد الأوروبي منقسم بشأن أفضل السبل للرد على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.

وتشمل الدول التي تتوخى الحذر في الرد وبالتالي رفع المخاطر في المواجهة مع الولايات المتحدة، أيرلندا وإيطاليا وبولندا والدول الاسكندنافية.

وقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحملة يوم الخميس بدعوة الشركات إلى تجميد الاستثمار في الولايات المتحدة.

لكن وزير المالية الفرنسي إريك لومبار حذر في وقت لاحق من اتخاذ تدابير مضادة ردا على الرسوم الجمركية الأمريكية، وقال إن هذا من شأنه أن يؤثر سلبا أيضا على المستهلكين الأوروبيين.

وقد ترفع الرسوم الجمركية الأمريكية أسعار جميع السلع على المتسوقين الأمريكيين بدءا من القنب إلى أحذية الجري وحتى هاتف آيفون الذي تنتجه شركة أبل. ووفقا لتوقعات شركة روزنبلات للأوراق المالية، ربما يصل سعر هاتف آيفون عالي الجودة إلى ما يقرب من 2300 دولار إذا حملت أبل التكاليف على المستهلكين.

وترد الصين على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بنسبة 54 بالمئة على الواردات من ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ويواجه الاتحاد الأوروبي رسوما جمركية بنسبة 20 بالمئة.

ويقول ترامب إن الرسوم الجمركية "المضادة" رد على القيود المفروضة على السلع الأمريكية، في حين قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن الرسوم الجمركية من شأنها أن تخلق فرص عمل في قطاع التصنيع في الداخل وتفتح أسواق التصدير في الخارج، لكنهم حذروا من أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لرؤية النتائج.

Photo by -/AFP via Getty Images