وأي تغييرات اقتصادية فيها تُحدث تأثيرًا واسعًا على صناعة السيارات عالميًا.

أحد هذه التغييرات هو موجة الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب مؤخرًا. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الرسوم إلى رفع أسعار السيارات وزعزعة استراتيجيات العديد من شركات السيارات الكبرى. ولكن، من هي الشركات الأكثر تضررًا؟ الجواب يكمن في مدى اعتمادها على السوق الأمريكية في مبيعاتها العالمية.

ما هي شركات السيارات الأكثر اعتمادًا على السوق الأمريكية؟

يكشف تحليل حديث لبيانات المبيعات عن الشركات التي تعتمد بشكل كبير على السوق الأمريكية كنسبة من إجمالي مبيعاتها العالمية. وتوضح الأرقام أن بعض الشركات ستتأثر بشكل أكبر من غيرها في حال ارتفاع الأسعار أو اضطراب السوق:

في المقابل، شركات مثل BYD وسوزوكي ورينو لا تُباع منتجاتها في السوق الأمريكية، ما يعني أنها لن تتأثر بشكل مباشر بهذه الرسوم.

التركيز على سوبارو: العلامة الأكثر تعرضًا للمخاطر

تتصدّر سوبارو قائمة الشركات الأكثر اعتمادًا على السوق الأمريكية، حيث تمثل السوق الأميركية 71٪ من إجمالي مبيعاتها العالمية. والمفارقة أن عام 2024 كان عامًا مميزًا للعلامة اليابانية، إذ تجاوزت سيارة كروستريك طراز آوتباك لتصبح الطراز الأكثر مبيعًا لدى الشركة في السوق الأميركية.

كما سجلت فورستر نموًا في المبيعات بنسبة 15.1٪، مما ساعد سوبارو على الحفاظ على زخم قوي في السوق الأمريكية. ولكن لم تشارك جميع الطرازات في هذا النجاح، فقد تراجعت مبيعات ليغاسي بنسبة 23.2٪، إلى جانب انخفاض مزدوج الرقم لطرازي BRZ وإمبريزا.

ورغم هذه التراجعات، تمكنت سوبارو من تسجيل نمو عام في المبيعات بنسبة 5.6٪ في 2024. كما شهدت أداءً قويًا في ديسمبر، ونجحت في تسجيل 29 شهرًا متتاليًا من النمو في المبيعات داخل الولايات المتحدة. فقد تم بيع 667,725 سيارة جديدة من سوبارو في البلاد خلال العام الماضي، مقارنة بـ 632,086 سيارة في العام الذي سبقه، رغم تراجع مبيعات خمسة من أصل تسعة طرازات.

وأعربت الشركة، التي توظف مئات العمال في ميناء فانكوفر، عن قلقها من أن الرسوم الجمركية الجديدة “ستؤثر بشكل كبير على أنشطة سوبارو في السوق الأميركية.”

الرسوم الجمركية ستؤثر على السوق بأكملها، وليس على الشركات فقط

ورغم أن سوبارو هي الأكثر عرضة للتأثر، إلا أن التأثير الأوسع للرسوم سيطال السوق بأكملها. تعتبر السيارات ثاني أكبر عملية شراء بالنسبة للأسر الأميركية بعد السكن. وفي عام 2024 وحده، اشترى الأميركيون 13 مليون سيارة جديدة و40 مليون سيارة مستعملة، أي أن نحو 40٪ من الأسر الأميركية دخلت سوق السيارات هذا العام.

ومع ارتفاع تكلفة التصنيع، من المتوقع أن ترتفع أسعار السيارات الجديدة. ولكن التأثير لن يتوقف عند هذا الحد، إذ إن انخفاض المخزون الناتج عن تراجع الاستيراد سيؤثر على قانون العرض والطلب، ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل عام، حتى في سوق السيارات المستعملة.

ورغم أن السيارات المستعملة ليست خاضعة للرسوم مباشرة، إلا أن الضغط على سوق السيارات الجديدة سيدفع المزيد من المشترين نحو السيارات المستعملة، مما يزيد الطلب عليها وبالتالي يرفع أسعارها.

Photo by BRENDAN SMIALOWSKI/AFP via Getty Images