‘ صباح يوم العيد ‘ - بقلم : الشيخ ابو العلاء
هكذا هو صباح العيد يعود من جديد، يحمل في طياته أجواء الفرح والبهجة، يكسو البيوت بألوان السعادة، ويرسم على الوجوه ابتسامات مشرقة. غير أن هناك قلوبًا تنزف بصمت،
صورة توضيحية - shutterstock - fizkes
تعيش العيد بوجه مبتسم وقلب مكسور، يطوف عليها طيف الحنين في كل زاوية، ويوقظ فيها مشاعر فقد ٍ ال تندمل.
في صباح العيد، أتذكر طفولتي، تلك األيام التي فقدت ُ فيها والدي ّ في عمر كنت ُ أحوج ما أكون إلى دفء حضن أمي وحماية أبي. أستعيد صوت أبي وهو يوقظني لصالة العيد، ومالمح أمي وهي تلبسني ثيابًا جديدة، وترتب شعري بحنان قبل أن تطبع قبلة دافئة على جبيني. لكن كل هذا لميعد سوى ذكرى عالقة في أعماقي، ذكرى تحفر جرحًا ال يلتئم مهما مرّت السنوات.
أتذكر جدتي، رحمها هللا، التي احتضنتني في يتميوانا ابن سنتين، وحاولت بكل ما تملك أن تغمرني بحبها وعطفها، أن تصنع لي عيدًا يشبه أعياد األطفال اآلخرين، تجهز لي المالبس الجديدة، تضع العيدية في يدي، تبتسم وهي تخفي في قلبها حزنا ً تعرف أنني أشعر به رغم محاوالتها. كانت تجاهد لتمأل الفراغ الذي تركه رحيل والديّ، لكنها كانتُتدرك كما كنت أدرك، أن أحدًا ال يمكنه أن يكون بديال ً ألمي وأبي.
في صبيحة العيد، وبينما األطفال يخرجون فرحين بأيدي آبائهم، ينطلقون ضاحكين إلى ساحات اللعب، كنت ُ أنظر إلى يدي الفارغة، أبحث فيها عن يد أمي أو يد أبي، لكنني ال أجد سوى فراغ ٍ يضغط على صدري. كنت ُ أركض إلى جدتي، أدفن وجهي في حضنها، أبكي هامسًا: "ال أريد العيد، الأريد العيد، أريد فقط أن أراهما، أن أسمع صوتهما، أن أشعر بوجودهما ولو ليوم ٍ واحد."
كانت جدتي تمسح دموعي بكفّها المرتجف، وتهمس بصوتها الحنون: "يا صغيري، والداك لم يرحال بعيدًا، إنهما في قلبك، في دعائك، في ضحكتك، في خطواتك. هما يريانك اآلن، فال تحزنهما ببكائك، بل اجعلهما فخورين بك، قوي ٌّ رغم ألمك."ٌ
ورغم كلماتها التي كانت كالبلسم، كان القلب يظل موجوعًا، وكان العيد يمر ثقيالً، كأنه اختبار ٌ جديد ٌ للحزن، كأنه تذكير قاس ٍ أن بعض األعياد قد تأتي ناقصة، بال روح، بال دفء، بال تلك األصوات التي كانت تمأل البيت ضجيجًا وحبًا.
ورغم كل ذلك، تعلمت ُ أن أجد في الحنين قوة، وفي الذكرى عزاءً، وفي دعائي لهما سعادة. تعلمت ُ أن أبتسم رغم الدموع، وأن أُهدي العيد لروحهما، فأرتدي أجمل ما عندي، وأدعو لهما بكل حب، عل ّ العيد يصل إليهما في جنات النعيم، كما كان يصل إلي ّ وهما بجانبي.
من هنا وهناك
-
مهاجمة القرش للغواص: لماذا تتجمع أسماك القرش قرب شواطئ الخضيرة في هذا الموسم؟
-
‘ عودة ديك ‘ - قصة بقلم : ناجي ظاهر
-
بالفيديو : البحث عن غواص هاجمته سمكة قرش في أحد شواطئ الخضيرة
-
ترامب يهنئ خصومه السياسيين : ‘عيد فصح سعيد لجميع المجانين‘
-
الشاب بشار أبو عابد من رهط يجتاز الامتحانات النظرية لمنظمة الطيران الدولي : ‘خطوة تقربني من قمرة القيادة‘
-
نيجيري يعاني من التوحد يحطم الرقم القياسي لأكبر لوحة فنية على القماش
-
ذعر في الجو : أرنب في محرك طائرة كاد يتسبب بكارثة
-
مسن إسباني بعمر 88 عاماً يمارس التزلج لكسر الروتين
-
‘ المدير الغرير ‘ - قصة بقلم : ناجي ظاهر
-
مطلة على البحر - بقلم : د. غزال ابو ريا
أرسل خبرا