وذلك وفقا لتقرير جديد حول وضع التشغيل في قطاع الهايتك لعام 2025، نشرته هيئة الابتكار مطلع الاسبوع.
ويُظهر التقرير أن إجمالي عدد العاملين في شركات الهايتك الإسرائيلية بالخارج بلغ حوالي 440 ألف موظف، مقارنة بـ400 ألف فقط في إسرائيل. وتستند معطيات "الانتقال طويل الأمد" إلى تحليل بيانات التعداد السكاني وبيانات مغادرة المواطنين من قبل سلطة السكان والهجرة. ويبلغ المعدل الشهري حوالي 826 شخصا، مع تسجيل الذروة في تشرين الأول 2023 حيث بلغ عدد المغادرين حوالي 1,207 شخص. أما الذروة السابقة، فكانت في آب 2023، وسُجّلت عند 966 موظف هايتك.
ويتضمن التقرير أيضا مجموعة من النتائج الإضافية التي تُظهر ركودا في سوق العمل في قطاع الهايتك الإسرائيلي منذ عام 2022، وزيادة في انتقال الموظفين إلى الخارج بسبب حالة عدم اليقين الناتجة عن الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد. وعلى خلاف السنوات السابقة التي شهدت نموا سريعا في هذا القطاع مقارنة بباقي فروع الاقتصاد، فإن النمو في العام الأخير كان مشابها لبقية القطاعات.
حاجة إلى حوافز لعودة المغادرين
وفقا للمعطيات ، توظف شركات الهايتك الإسرائيلية الخاصة (مثل Waze، Gett وSync) أكثر من نصف موظفيها خارج البلاد (240 ألف من أصل 430 ألف تقريبا)، بما في ذلك موظفي البحث والتطوير، رغم أن هؤلاء يُعتبرون من بين أبرز الميزات النسبية لإسرائيل على الصعيد العالمي.
وفي مجالات التسويق، المبيعات وخدمة العملاء التي تتطلب مهارات لغوية وحضورا في السوق المحلية، فإن حوالي 75% من العاملين يعملون خارج البلاد.
أما في الشركات الإسرائيلية العامة المدرجة في البورصة (مثل Check Point، NICE وWix)، فيتضح انها لا توظف في إسرائيل سوى 60 ألف من أصل 260 ألف موظف. وفي عام 2024، قامت شركات الهايتك الإسرائيلية بتوظيف 4,500 موظف في مجال البحث والتطوير خارج البلاد، وأكثر من 2,000 في مجالات التسويق والمبيعات.
توصيات هيئة الابتكار
من بين التوصيات التي تطرحها هيئة الابتكار للحد من انخفاض الكفاءات في قطاع الهايتك: استقرار بيئة الأعمال داخل البلاد من خلال تقليص حالة عدم اليقين الأمني والسياسي، وتحديث هيكل الحوافز الضريبية والتسهيلات للعودة إلى إسرائيل. وفقا لهيئة الابتكار، فإن سوق العمل في الهايتك يشهد ركودا منذ عام 2022، رغم وجود نقص بحوالي 17 ألف موظف في هذا القطاع. ولأول مرة، سُجل في هذا العام انخفاض بـ5,000 عامل في القطاع. وبعد أن ارتفعت نسبة العاملين في الهايتك من بين إجمالي القوى العاملة بين عامي 2012 و2022، فقد ثبتت عند حوالي 11.5% في السنوات الثلاث الأخيرة دون تغيير ملحوظ.
فجوات الأجور تواصل الاتساع
بالتوازي، تستمر فجوة الأجور بين عاملي الهايتك وبقية القطاعات في الاتساع. ففي عام 2024، بلغ متوسط الأجور في قطاع الهايتك 32.3 ألف شيكل، أي ما يعادل 2.8 ضعف متوسط الأجور العام. ويُعزى هذا إلى زيادة عدد الموظفين في وظائف البحث والتطوير التي تحظى برواتب مرتفعة، مقابل انخفاض التوظيف في وظائف الدعم والمقر.
ويعرض التقرير لأول مرة صورة شاملة عن سوق العمل في شركات الهايتك الإسرائيلية. من بين حوالي 400 ألف موظف في القطاع داخل إسرائيل، يعمل حوالي 250 ألف في شركات إسرائيلية خاصة وعامة و90 ألف في شركات متعددة الجنسيات. كما يعمل حوالي 50 ألف موظف في شركات تكنولوجيا المعلومات وتقديم الخدمات التقنية.
تأثير الذكاء الاصطناعي
وتحذر هيئة الابتكار كذلك من أن دخول الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل كبير على هذا القطاع وعلى الأرجح من خلال تقليص عدد الوظائف وهو ما يستدعي استعدادا من الحكومة، والقطاع الخاص، ومؤسسات التعليم العالي والنظام التعليمي بشكل عام. وقال المدير العام لهيئة الابتكار، د. درور بين، عقب التقرير: "في فترة من عدم اليقين الأمني، السياسي والاقتصادي، تشير البيانات إلى تحديات تتطلب معالجة فورية: ركود في التشغيل، تغيّر في تركيبة الوظائف. لضمان مستقبل الهايتك الإسرائيلي، هناك حاجة لجهد مشترك بين الحكومة والصناعة استثمار في رأس المال البشري، تحسين المهارات، إعادة من غادروا البلاد، وتوسيع النشاط التجاري هنا، في البلاد."صورة للتوضيح فقط - shutterstock - violetkaipa