مراسل قناة هلا، معتصم مصاروة، التقى بيوسف أبو داوود ووالدته، اذ تحدثا عن هذه الرحلة التي قضاها يوسف برفقة المغامر محمد أبو شقرة من أم الفحم .
وقد ذكرت والدة يوسف أبو داوود أن " السبب الرئيسي لفقدان ابنها البصر هو انفصال تام للشبكية في العينين ، حيث فقد النظر في عينه الأولى بعمر 6 أشهر وبقي يرى بعين واحدة لكن مع كثير من المشاكل في الشبكة والقرنية وضغط عال، الى أن أجرى عملية في شهر 5 من العام الماضي نتيجة انفصال الشبكية لكن لم تنجح العملية وفقد النظر في العين الأخرى، والحمد لله على كال " .

وقال يوسف أبو داوود في حديثه لقناة هلا : " هذه التجارب كانت جديدة علينا ، حيث سافرنا أنا وأمي الى النمسا والتقينا بالمغامر محمد أبو شقرا ، وواحدة من التجارب التي كانت جميلة هي القفز بالمظلة مع أمي التي جعلتني أشعر بالمتعة والحرية وأيضا مسارات المشي في الطبيعة التي كنت أمشي فيها بشكل مستقبل دون الحاجة لأحد . كما أنني قمت بتعلم التزلج حيث كنت أشك في البداية بقدرتي على تعلم التزلج لكن محمد أبو شقرة أحضر لي مدربا خاصا علمني التزلج من الصفر، وخلال يومين كنت أتزلج وحدي " .

وأضاف يوسف أبو داوود " أنا انسان رياضي وشعرت أنني أستطيع ، كما أن وجود أمي الى جانبي ووجود محمد أبو شقرة ودعمهم جعلن أشعر بالأمان " . وأردف بالقول : " أواجه صعوبة في التنقل وحدي ، لكنني احصل حاليا على ارشاد من مؤسسة مختصة لاعتمد على نفسي واستخدم عصا المكفوفين".
وأكد الشاب يوسف أبو داوود أن " المجتمع العربي ليس مهيئا للمكفوفين وخاصة قريتنا محد الكروم حيث أن الشوارع والأماكن العامة ليست مهيأة لهم . أما أحلامي فأنا أحلم أن أكمل دراستي في الشريعة واحفظ القرآن الكريم وأن أتسلق قمة جبل" .
ووجه يوسف أبو داوود رسالة للشباب ، قال فيها :" أوجه رسالة للشباب أن يشكر الله على النعم التي أعطاهم إياها وأن يستغلوها ويبتعدوا عن أي شيء يضرهم وان يستغلوا أوقاتهم في الرياضة وأية هواية أخرى يحبونها " .

من جانبها ، قالت شريهان قداح والدة الشاب يوسف أبو داوود : " مجرد أن تقول فقدان النظر فهذا كان يشكل صدمة كبيرة ليوسف وللعائلة كاملة، لكن الحمد لله فموجود في قلوبنا رضا وتقبل ونتخطى هذه المشاكل" .
وأضافت: " أكثر ما يميز يوسف هو حبه للحياة وللرياضة ومليء بالحب والفرح . عندما فقد نظره دخل في صدمة كونه شاب مراهق وفقد نظره ، لكن بعد رحلتنا مع أبو شقرة شعرت أن الطموح والأحلام عادت ليوسف أو شعر بقوته أكثر وأنه يمكنه القيام بأشياء صعبة علينا ونحن نرى . يوسف يحب الطبيعة وأن يجرب أشياء جديدة ففكرت في رحلة خاصة لي وله ، وكان العنوان لي محمد أبو شقرة لأنني أعرف انه مغامر ويحب التسلق فشعرت أن الأمر ملائم ليوسف ، فأرسلت رسالة الى أبو شقرة والحمد لله أنها لقيت تجاوبا مباشرة من أبو شقرة ، ثم انطلقنا في اول مرحلة التي كانت مليئة بالمغامرات وتشبه يوسف ، وهي مسارات مشي والقفز من الطائرة والمظلة وتسلق الجال والسباحة في مياه باردة ( مثلجة ) ، فكان الأمر محمسا لأن نعود " .

ومضت شريهان قداح والدة الشاب يوسف أبو داوود بالقول: " في أغلب الرحلة كنت أبكي فرحا وخوفا ، وأتذكر عندما قفز بالمظلة شعرت بالخوف فعلا وكنت أريد أن أقول له لا تقفز لكنني في نفس الوقت كنت أريده أن يستمتع باللحظة ويشعر باحساس الحرية وأنه مستقل مثل أي شخص اخر . أحاول دائما البحث عن أطر ودورات تلائم يوسف لكن للأسف لا نجد " .