يدافع عن الحقوق في قاعات المحاكم، بل اختار أن يكون مدافعاً عن الحياة ذاتها، حين قرّر قبل سبع سنوات ان يمنح ابنته بيان فرصة جديدة للحياة من خلال التبرع بكليته لها، في خطوة مصيرية أقدم عليها دون تردد، مؤمناً بأن الحب الحقيقي يُترجم بالأفعال.
اليوم، بيان تنعم بحياة جديدة، وتحتضن طفليها عطوة وإيلين، بينما والدها يواصل طريقه المليء بالشغف والرؤية في مجالي المحاماة والتدريب الشخصي والزوجي والمهني. عطوة لا يكتفي بنجاحه المهني، بل يحمل رسالةً ذات طابع عالمي – رسالة تهدف إلى نشر ثقافة التمكين الذاتي والتغيير الواعي، وخاصة داخل المجتمع العربي.
في هذه الفقرة ، استضافت قناة هلا المحامي والمهندس والمدرب الدولي د. عطوة الحاج أبو عنزة من رهط ليفتح لنا قلبه، ويتحدث بصراحة عن تجربته كأب، كمحامٍ، وكمدرّب يسعى لزرع بذور الوعي والتحول الإيجابي في كل من يلتقيه.
وقال د. عطوة الحاج أبو عنزة في حديثه لقناة هلا : " لو لم أدخل في مسار التدريب الشخصي والزوجي والمهني لما كنت تبرعت بكليتي لابنتي ، علما أنه في تلك اللحظة وبعد دخولي للمسار وهو القرار الذي اعتبره من أفضل القرارات ، في تلك اللحظة كنت لن أتردد في التبرع بكليتي لابنتي او لاي شخص اخر لأنها خدمة إنسانية وهدية مني للإنسانية " .
وأضاف د. عطوة الحاج أبو عنزة : " بعدما اتخذت هذا القرار اتصل بي الكثير من الأشخاص ليأخذوا استشارتي كيف وصلت الى قرار صائب باعطاء كليتي لابنتي بيان ، ولذلك أصبحت قدوة حسنة للمحيط الذي أعيش فيه " .
وأردف د. عطوة الحاج أبو عنزة بالقول : " لو كنت في نفس المكان وكنت أريد أن اتخذ قرارا بالتبرع بكليتي لابنتي أو لاي شخص اخر فانني سأتخذ القرار الصائب وهو الذي يدفعني نحو المسؤولية بالشعور بالاخرين " .
ومضى بالقول : " التجربة هذه جعلتني لا أفتح صدري منتظرا العطاء من الاخرين ، حيث تصل الى نقطة كانسان أنه يجب أن تعطي ، وهذا العطاء لا ينبع الا اذا بدأت بنفسك وكان لديك قاعدة متينة اسمها المحبة ، أن تحب نفسك ليس للغرور وانما للتواضع ، فاذا لم تحب نفسك فأنت تفتقد للحب وبالتالي لا يمكنك اعطاءه للاخرين ، فالعطاء بحاجة الى محبة " .
وتابع د. عطوة الحاج أبو عنزة بالقول : " المحادثة التي أعيشها اليوم هي محادثة بحث واكتشاف وليست محادثة معرفة أو علم ، فأنا من خلال تجربتي في التدريب المهني اكتشفت نفسي واكتشفت الاخرين ، وبدون هذا الاكتشاف فانك لن تتغير " . وأكد أنه " بعد تبرعي بكليتي لابنتي بيان تطورت بيان جسديا وبشكل راق ورائع ، ولهذا فانني في التدريب أركز على تغيير الروح لدى الانسان حتى يتغير بشكل كامل وحتى يكون تغيره من القلب " .
ومضى د. عطوة الحاج أبو عنزة بالقول : " الخوف من التبرع يحتاج الى تدريب للتغلب عليه لأن هذا الخوف هو عائق وهمي يمنع الانسان أن يعطي ويتبرع للاخرين " .