ورغم أن مشاهدة القروش أصبحت أكثر شيوعا في السنوات الأخيرة قرب محطة الطاقة "أوروت ربين" في مدينة الخضيرة، حيث تنجذب القروش إلى المياه الدافئة المتدفقة هناك، إلا أن الظهور الذي تم توثيقه على شاطئ بيت يناي يُعد نادرًا إلى حد كبير. وقد وثّق الحدث يهودا زيمبريس (68 عاما)، المولود في بلدة مكيمورت بمنطقة عمك حيفر، والذي يعرّف نفسه بأنه "بحّار بالفطرة" نظرا لقربه الدائم من البحر.
وقال زيمبريس: "أنا أقوم ببناء منزل على الجرف المطل على شاطئ يناي، وفجأة لاحظت ظلَّين في الماء. التقطت لهما صورا، وسرعان ما أدركت أنهما قرشَين. اقتربا حتى مسافة تتراوح بين 50 إلى 100 متر من الشاطئ، وأثارا الذعر بين غالبية المستجمين. ومع ذلك، كان هناك بعض الأشخاص الذين حاولوا الاقتراب منهما، رغم التعليمات الواضحة من المنقذ بالخروج من الماء. القروش تحركت من الجنوب نحو الشمال، وأدت نوعا من "الرقص"، ثم اختفت باتجاه الشمال".
ووفقًا لما صرّحت به د. عدي بارش، عالمة الأحياء البحرية من جمعية القروش في إسرائيل ومن متحف شتاينهارت للتاريخ الطبيعي بجامعة تل أبيب، والمتخصصة في أسماك الغضروف وعضوة في مجموعة خبراء القروش التابعة للاتحاد العالمي لحماية الطبيعة (IUCN)، فإن ارتفاع حرارة مياه البحر خلال فصل الربيع يدفع القروش إلى الابتعاد عن "منتجعها الدائم" مثل المنطقة القريبة من الخضيرة.
وأضافت بارش: "من المحتمل أن هذه الظاهرة تحدث أيضا خلال أشهر الشتاء، لكن بنسبة أقل. وبسبب موجات الحر، هناك عدد كبير من الأسماك التي تموت لعدم قدرتها على التكيف مع التغيرات الحادة في درجة حرارة المياه، مما يجذب القروش نحو هذه المناطق. إضافة إلى ذلك، فإن مساحة التجوال تتسع، مما يدفع القروش إلى الهجرة على امتداد الساحل الإسرائيلي دون التركيز في مناطق محددة".
وأكدت د. بارش: "من المهم التوضيح أن ظهور القروش على سواحل إسرائيل ليس أمرا استثنائيا، بل هو ظاهرة طبيعية تحدث كل ربيع بسبب ارتفاع حرارة المياه. لذلك، ليست هناك حاجة لإغلاق الشواطئ، بل يكفي الالتزام بالتعليمات واحترام وجود القروش دون محاولة استفزازها أو دفعها للتفاعل. القروش في إسرائيل من الأنواع المحمية، وبالتالي يُمنع الاقتراب منها أو لمسها".
تصوير: عوفير شفر - جمعية حماية الطبيعة