logo

الجيش الاسرائيلي: اقالة نائب قائد الوحدة الخاصة التابعة للواء غولاني بعد حادثة مقتل المسعفين في رفح

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
20-04-2025 13:27:02 اخر تحديث: 20-04-2025 14:00:17

قال المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي في بيان وصلت نسخة عنه لموقع بانيت : " عُرض على رئيس الأركان، الجنرال إيال زامير، التحقيق في الحادث الذي أُصيبت فيه طواقم وآليات إنقاذ في قطاع غزة بنيران قواتنا،

وقد أُجري التحقيق من قبل آلية التحقيق التابعة لهيئة الأركان العامة برئاسة الميجر جنرال (احتياط) يوآف هار إيڤن. وقد تضمّن التحقيق الذي أجرته آلية التحقيق التابعة لهيئة الأركان العامة جمع معلومات واسعة من الأنظمة العملياتية ومن القوات في الميدان بشأن سلسلة القيادة بأكملها.
وشملت عملية الجمع تحقيقات أُجريت من قبل القوات في الميدان، في الفرقة والقيادة، وأوامر وبلاغات عملياتية سارية المفعول، وتوثيق من وسائل المراقبة المختلفة التي تم استخدامها في الحادث، بالإضافة إلى تسجيلات من وسائل الاتصال اللاسلكية. كما أُعيد تمثيل الحدث ميدانيًا، وتم استجواب أصحاب المناصب ذات الصلة. حيث أُجري التحقيق على يد طاقم مهني رفيع المستوى ضمن الآلية، والذي يكون منفصلاً عن سلسلة القيادة المتعلقة بالحادث، وبدعم كامل من رئيس الأركان من اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في سبيل كشف الحقيقة " .

واضاف البيان : " تشير نتائج التحقيق إلى أن الحادث وقع في ساحة قتال عدائية وخطيرة، في ظل تهديد على المنطقة المحيطة بالقوات العاملة في الميدان. ويرتبط الحادث في الخلفية بتحدٍ وبمسؤولية احترام وحماية أفراد الطواقم الطبية الذين يؤدون واجبهم، إلى جانب التجربة العملياتية التي أثبتت في العديد من المناسبات استخدام حماس المتكرر لهذه البنى التحتية لأغراض إرهابية، بما في ذلك استخدام سيارات الإسعاف لنقل المسلحين والوسائل القتالية كجزء من أساليب القتال" .

ومضى البيان : " أظهر التحقيق أنه لم يُعثر على أي أدلّة لتكبيل قتلى قبل إطلاق النار أو بعده، ولا على تنفيذ إعدامات ميدانية. فهذه مجرد إشاعات وافتراءات وأكاذيب شنيعة بحق جنود الجيش الاسرائيلي . في ليلة الحادث الموافقة 23 مارس 2025، كانت القوة مكلّفة بإنجاز مهمة هامة وقيّمة، حيث نصبت كمينًا بغية استهداف مسلحين . خلال مجمل العملية، تحركت مركبات وسيارات إسعاف عبر المحور دون عوائق، وقد اعتقلت القوة أيضًا اثنين من المشاة، مما يدل على أن القوات لم تطلق النار بشكل عشوائي، بل كانت في حالة تأهب للتعامل مع أي تهديد حقيقي قد يُوجَّه نحوها. وخلال ذلك التاريخ الموافق 23 مارس 2025 وقعت ثلاثة أحداث إطلاق نار " .

وأردف البيان : " خلال الحادث الأول، أطلقت القوة النار على مركبة تم التعرف عليها كمركبة تابعة لحماس، ما زاد من يقظة القوة لاحتمال وجود تهديدات إضافية . في الحادث الثاني الذي وقع بعد ساعة تقريباً، أطلقت القوة النار على عدد من المشتبه بهم الذين خرجوا من سيارة إطفاء وسيارات إسعاف قريبة جدًا من موقع القوة في الكمين، وبعد أن شعرت القوة بتهديد حقيقي ومباشر. رصدت وحدة المراقبة خمس مركبات تتحرك بسرعة نحو الكمين وتتوقف بجانبه، حيث نزل منها أشخاص بسرعة. قائد القوة (نائب قائد السرية) اعتقد أن الحديث يدور عن مركبات لحماس جاءت لمساعدة ركاب المركبة الأولى، وفي ظل شعوره بخطر حقيقي، قرر إطلاق النار. لم يتعرّف قائد القوة في البداية على المركبات باعتبارها سيارات إسعاف بسبب محدودية الرؤية ليلاً، ولم يتّضح أمر كونها طواقم إسعاف إلا خلال عمليات التمشيط التي أجرتها القوة لاحقاً.
خلال الحادث الثالث الذي وقع بعدها بنحو ربع ساعة، أطلقت القوة النار على مركبة فلسطينية تابعة للأمم المتحدة. وحصل ذلك نتيجة سوء تقدير الظروف العملياتية. وتم الإبلاغ عن ملابسات الحادث الأولية من قبل قائد القوة، بينما كُشف عن تفاصيل إضافية في التحقيق اللاحق" .

وجاء أيضا في البيان : " قُتل في هذه الأحداث ما مجموعه 15 فلسطينيًا، منهم 6 تم تحديدهم باعتبارهم مسلحين من حماس بحسب تحقيق لاحق.
مع طلوع الفجر، تقرر تجميع الجثث وتغطيتها لمنع العبث بها، كما وتقرر إزالة المركبات من الطريق تمهيداً لاستخدامه في إخلاء السكان المدنيين من هذا المكان في وقت لاحق. تم نقل الجثث من قبل القادة في الميدان، وكذلك اتخاذ القرار بإخلاء المركبات وسحقها. وقد خلص التحقيق إلى أن قرار إخلاء الجثث كان معقولًا بالنظر إلى الظروف، بينما كان قرار سحق المركبات لاحقًا خاطئًا. وبشكل عام، لم تكن هناك أي محاولة للتكتم على ملابسات الحادث، وقد طُرحت في الحوار مع المنظمات الدولية والأمم المتحدة، من بين أمور أخرى، لغرض تنسيق إخلاء الجثث.
وخلص التحقيق إلى أن إطلاق النار في الحادثين الأولين نجم عن فهم عملياتي خاطئ من قبل القوة، في ظل تقديرهم لوجود تهديد حقيقي من قوة معادية اشتبكت معهم. أما في الحادث الثالث، فقد تم إطلاق النار خلافًا للأوامر، أثناء وقوع حادث قتالي.
وفي ختام التحقيق، أكد رئيس الأركان على التزام الجيش بمواصلة القتال ضد حماس، مع التمسك بقيم الجيش الاسرائيلي، والانضباط العملياتي، والتقيد بالتعليمات. وأشاد رئيس بقدرات الوحدة الخاصة التابعة للواء غولاني بصفتها وحدة احترافية ونوعية تخوض القتال منذ أكثر من عام ونصف بامتياز بالغ. وإلى جانب ذلك، يشير التحقيق إلى اكتشاف عدة أخطاء مهنية وتجاوزات أثناء الحادث، إلى جانب تقصير يتمثل في عدم الإبلاغ الكامل عن الحادث.

وقد صادق رئيس الأركان وقائد قيادة المنطقة الجنوبية نتائج التحقيق. وقد وافق رئيس الأركان على توصية قائد قيادة المنطقة الجنوبية بشأن الخطوات القيادية التالية:

* سيحصل قائد اللواء 14 على ملاحظة قيادية تُسجل في ملفه الشخصي، بسبب مسؤوليته الشاملة عن الحادث، بما في ذلك إجراء الاستعداد للمعركة وإدارة الساحة بعد الحادث.

* سيُنهي نائب قائد الوحدة الخاصة التابعة للواء غولاني مهامه بسبب مسؤوليته كقائد القوة في الميدان والتقرير الناقص وغير الدقيق في التحقيق.

* أكّد القادة أن نائب قائد الوحدة الخاصة التابعة للواء غولاني هو ضابط ذو سجل حافل، حيث تعكس خدمته العسكرية وقصته الشخصية روح القتال، والتطوع، والتفاني الكبير. ومنذ السابع من أكتوبر، بعد عودته من الخارج، خدم في الاحتياط، وقاتل حتى إصابته خلال القتال في غزة، حيث عاد إليه بعد فترة من العلاج والتعافي. في الأشهر الستة الأخيرة، تم استدعاؤه للخدمة ويعمل كنائب قائد الوحدة الخاصة" .

وختم البيان : " يعبّر الجيش الاسرائيلي عن أسفه لإصابة أشخاص غير متورطين. وقد أُجري التحقيق أيضًا بهدف التعلم، من أجل تقليص احتمال وقوع أحداث مشابهة قدر الإمكان في المستقبل. ومن بين الأمور التي تم القيام بها توضيح التعليمات القائمة والتشديد عليها بشأن ضرورة توخي الحذر الشديد عند التعامل مع فرق الإنقاذ والعاملين في المجال الطبي، حتى في مناطق القتال المكثف. سيتم تحويل نتائج التحقيق الذي أجرتها الآلية إلى النيابة العسكرية للنظر فيها " .

مصادر اعلامية: انتشال جثث 15 مسعفا قتلوا بنيران الجيش الاسرائيلي في رفح

وكانت صحيفة " الغارديان " البريطانية، قد نشرت تقريرا اشتمل على شهادات تتعلق بمقتل 15 من رجال الإسعاف وعاملين في مجال الإغاثة، بنيران الجيش الإسرائيلي، ودفنهم في قبر جماعي في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة.
وجاء في تقرير الصحيفة " انه تم العثور على قسم من جثث المسعفين وعاملي الإغاثة وهي مقيدة من الاقدام أو اليدين، مع علامات التعرض لاطلاق نار بالرأس أو في منطقة الصدر".
وجاء من مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة " ان رجال الإسعاف من الهلال الأحمر الفلسطيني وموظفي الدفاع المدني وصلوا الى رفح الأسبوع الماضي بهدف البحث عن زملاء لهم أصيبوا قبل ذلك بيوم باطلاق نار، فيما علقت مركبات الإسعاف والإنقاذ وتعرضت لاطلاق نار في منطقة تل السلطان، وذلك بعد يوم واحد من استئناف الجيش الإسرائيلي هجومه في منطقة رفح ".

وذكرت الصحيفة البريطانية " انه تم السماح للطواقم الأممية الدخول للمنطقة نهاية الأسبوع الأخير حيث تم العثور على جثة يوم السبت، فيما تم العثور على 14 جثة أخرى مدفونة بالرمال، في اليوم التالي، وقد تم نقل الجثث للتشريح في خان يونس ".
ونقلت الصحيفة عن د. أحمد الفارا، من مستشفى " ناصر " في خان يونس، قوله : " رأيت 3 جثث مصابة باطلاق نار في الصدر والرأس. تم تقييدهم ثم اطلاق النار عليهم ".
وكانت مصادر في الأمم المتحدة قد قالت " ان سيارات الإسعاف التي استقلها رجال الإسعاف ومركبات الإنقاذ قُبرت بالرمال من قبل جرافات كبيرة، الى جانب جثث القتلى، في محاولة لاخفاء معالم الجريمة ".

صورة توضيحية - (Photo by -/AFP via Getty Images)