لضمان موسم حج ناجح. يأتي ذلك بالتزامن مع اعلان المملكة العربية السعودية عن سلسلة إجراءات بدأ تنفيذها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، تمهيدا لوصول الحجاج من شتى ارجاء المعمورة .
للحديث عن موسم حج 2025 والتحضيرات له، استضافت قناة هلا الشيخ هاشم عبد الرحمن من أم الفحم – رئيس لجنة المراقبة في لجنة التنسيق لشؤون الحج والعمرة لمسلمي 48.
كيف يستعد الحجاج لهذه الرحلة الإيمانية؟
"أول ما أود قوله لهم: انسوا ما سمعتموه من عامة الناس. أنا أقول لكم، هذه ستكون من أمتع الرحلات في الحياة، بل قد تكون الأمتع على الإطلاق. لن تُنسى تفاصيلها، ولا أوقاتها، ولا الصحبة الطيبة التي ستعيشونها، ولا التعامل مع الناس كجماعات، حيث يكون الجو من أروع وأسهل ما يكون. الحمد لله، الحافلات مكيفة، والطائرات كذلك، والغرف مكيفة في كل من عرفات ومنى. بل حتى في منى وعرفات يوجد طعام، وفي الأبراج أيضًا. صحيح أن في الفئات (أ، ب، ج) قد لا يتوفر الطعام بنفس الشكل، لكن كل شيء متاح ومتوفر بفضل الله. لذلك، ستكون هذه رحلة ممتعة بحق.
ثانيًا، دعونا نبتعد عن الحديث عن الأسعار والتكاليف وما شابه، الآن هو وقت الاستمتاع بهذه الرحلة. إنها "رحلة العمر". نسأل الله أن تكون رحلة ميسّرة للجميع، وأن يعود الحجيج مغفورًا لهم من كل الذنوب بإذن الله. ومن باب الملاحظة الأخوية، نود أن نوضح أن ارتباطنا كجمعية الحج والعمرة يتم عبر المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية. وقد نكون من أوائل بعثات الحج التي تم إصدار تأشيراتها هذا العام. عندما نقول إن تأشيرة الحج صادرة، فهذا يعني أنها تشمل السكن في المدينة المنورة، ومكة المكرمة، وعرفات، ومنى، وأن جميع الترتيبات مدفوعة مسبقًا.
بمعنى آخر، عندما تُصدر المملكة العربية السعودية التأشيرة، فهذا يعني أن كافة الالتزامات المالية والخدماتية قد تم دفعها وتأكيدها. لذلك، ننصح دائمًا الحجاج، لمن يرغب طبعًا، بأن يؤمنوا لأنفسهم تأمينًا للحج عبر شركات التأمين، وذلك لضمان حقوقهم في حال حدوث أي طارئ، لا قدّر الله. فمثلًا، هناك من يُمنع من السفر بسبب أمر إداري أو صحي، ولا يتمكن من رؤية المنع إلا في المطار. في هذه الحالة، لا نستطيع كجمعية الحج والعمرة إعادة المبالغ أو الترتيبات، لأننا فقط قناة تنظيمية، ولسنا جهة تملك الموارد لإعادة الأمور من بدايتها. نحن نقدم الخدمات المتاحة فقط ضمن الإطار المتفق عليه".
4500 حاج هذا العام – ما الذي يميز حجاج هذا الموسم؟ وهل صحيح أن نسبة الشباب بينهم مرتفعة؟
"نعم، هذا العام يُعتبر مميزًا من حيث التركيبة العمرية للحجاج. إذ بلغ عدد الحجاج 4500 حاج، ولو نظرنا إلى تركيبة الأعمار في أي دولة من دول العالم الإسلامي، نلاحظ أن غالبية الحجاج عادةً من كبار السن، ويصل معظمهم إلى الحج في أعمار متقدمة – أحيانًا في السبعين أو الثمانين – كما هو الحال في مصر، والأردن، وسوريا، وغيرها من الدول، وذلك لأن المملكة العربية السعودية تخصص لكل دولة نسبة حجاج تعادل واحدًا لكل ألف مواطن. لكن في حالتنا، وبفضل التقدير الذي حظينا به، وصلنا إلى مرحلة فريدة، حيث أن نسبة كبيرة من الحجاج هذا العام – يُقدّر أنها تصل إلى 70% – هم من فئة الشباب. نحن نتحدث عن شباب من مواليد التسعينيات، أي من هم في منتصف الثلاثينات من العمر، كأن تقول شاب عمره 35 عامًا يخرج لأداء الحج، وهذا أمر نادر نسبيًا في دول إسلامية أخرى".
توصياتك للحجاج، وماذا عن الإداريين، وما هي وظيفة الإداري؟
"شكرًا لإداريينا، فهم يبذلون جهدًا كبيرًا في المتابعة والمراقبة والدفع وغيرها من المهام. جزاهم الله خيرًا، ونحن نُثني عليهم ونقدّر جهودهم المباركة. ولهذا السبب، وكما شهدنا تطورًا في العملية التقنية من حيث التسجيل والمتابعة وغيرها، فإننا أيضًا نحاول إدخال التجديد. فمثلًا، الذين بلغوا من العمر 67 عامًا، قمنا بتكريمهم قبل يومين في مدينة أم الفحم، وهم من خدموا على مدار سنوات طويلة. هذا التكريم يأتي في إطار سعيِنا لنقل الخبرة إلى جيل آخر، ومنح الفرصة للشباب للمشاركة، لأن الحج يتطلب خدمة، وكذلك العمرة. ومسيرة الحج طويلة نسبيًا، وتحتاج إلى شباب يواصلون السعي لخدمة الحجاج، فالحمد لله رب العالمين، لدينا اليوم دورات خاصة بالإداريين. وفي الوقت نفسه، نحاول تطوير قدراتهم وخبراتهم ومفاهيمهم حول موضوع الحج".