logo

الحوثيون يصعّدون هجماتهم نحو اسرائيل .. فما السبب وراء ذلك ؟

من عماد غضبان مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما
03-05-2025 08:41:09 اخر تحديث: 03-05-2025 11:05:34

أطلق الحوثيون صباح اليوم (السبت) صاروخا باليستيا إضافيا باتجاه إسرائيل، مما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في عشرات البلدات في منطقة القدس، بيت شيمش، الخليل، عراد والبحر الميت.

سبق ذلك إطلاق صاروخين آخرين نحو الشمال صباح أمس وبعد الظهر، بالإضافة إلى طائرة مسيّرة أُطلقت باتجاه إسرائيل مساء أمس.

في الأسابيع الأخيرة، وصلت الهجمات الحوثية تقريبا إلى جميع أنحاء إسرائيل.

وبحسب تقرير تم نشره في موقع واينت فانه في إسرائيل ، يُقدّرون أن وتيرة التصعيد الحوثي تعود لسببين رئيسيين:

الأول، أن الولايات المتحدة حسّنت بشكل كبير من جودة استخباراتها خلال الشهر والنصف الأخير، حيث تقوم طائراتها بقصف أهداف في اليمن، بما في ذلك الليلة الماضية. إضافة إلى ذلك، حسّنت أمريكا من أساليبها العملياتية في تنفيذ الضربات والمباغتة، حيث إنها لا تهاجم فقط مخازن السلاح الحوثية، بل نجحت أيضا في استهداف مواقع الإطلاق ومخازن الصواريخ والطائرات المسيّرة في غرب ووسط اليمن بدقة أعلى.

السبب الثاني، بحسب التقديرات الإسرائيلية، وفق ما جاء في تقرير واينت هو أن الولايات المتحدة نجحت في إحباط تهريب الطائرات المسيّرة والصواريخ من إيران إلى اليمن، مما أدى إلى انخفاض كبير في إمدادات الحوثيين.

ونتيجة لهذين العاملين، وكما تفعل حماس في غزة حين تخشى انكشاف الصواريخ، يسارع الحوثيون إلى إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة قبل أن تُستهدف.

وهم يفعلون ذلك خلال ساعات النهار، عندما تكون الشمس ساطعة، لأن الليل يُسهّل على الولايات المتحدة رصد وملاحظة وميض الإطلاق ولهيبه، مما يسمح لها بضربه بدقة عالية.

وأوضحت إسرائيل في مطلع الأسبوع أن قرارها بعدم الرد على الحوثيين يعود إلى أن الولايات المتحدة هي التي تتولى التعامل معهم. وقال مصدر أمني إسرائيلي: "كونهم يطلقون لا يعني شيئا. العمليات الأميركية فعّالة جدا. لا يزال لدى الحوثيين القدرة على الإطلاق، لكنهم لا ينجحون في تنفيذ كميات كبيرة. معظم الهجمات تُعترض أو تسقط في الطريق وبالنسبة لإسرائيل، فإن التهديد الحوثي يشبه الذبابة المزعجة لا أكثر" وأضاف أنه من الصعب تحديد موعد انتهاء التهديد من اليمن، لكن "في كل الأحوال، نحتاج إلى الصبر".

وفي ضوء خيار إسرائيل بعدم الرد، أشار المصدر وفق ما جاء في واينت إلى أن "الأميركيين يقومون بعمل جيد هناك، ولا يمكننا أن نُضيف شيئا من خلال الهجوم".

وعلّق مصدر إسرائيلي آخر على العملية ضد الحوثيين قائلا: "في كل يوم من هذا الشهر والنصف، عدد الضربات الأميركية يعادل تقريبا عشرة أضعاف ما يمكننا فعله في اليمن خلال عام كامل".

منذ انطلاق العملية الأميركية ليل 15-16 آذار، شنّ الجيش الأميركي أكثر من 800 غارة على أهداف حوثية، وقُتل مئات المسلحين. كما أعلنت الولايات المتحدة مؤخرا أن وتيرة إطلاق الصواريخ الباليستية انخفضت بنسبة 69%، وهجمات الطائرات المسيّرة بنسبة 55%.

 ووفقا لمنظمة ACLED، التي تجمع بيانات عن النزاعات العسكرية، نفذ الجيش الأميركي 351 غارة على الأقل خلال هذه الأسابيع الستة وهو أعلى عدد ضربات له في شهر واحد منذ عام 2017. ومع ذلك، فإن الهدف الرئيسي للعملية وقف العدوان الحوثي ضد إسرائيل وفي البحر الأحمر لم يتحقق بعد.

Photo by Mohammed Hamoud/Getty Images