إحدى هذه المبادرات اللافتة هي "شبكة نساء رياديات عربيات"، التي تسعى إلى خلق فضاء داعم للنساء القياديات، وربطهن ببعضهن البعض من أجل تبادل الخبرات وبناء مجتمع أكثر عدلا ومساواة. حول هذا الموضوع، استضافت قناة هلا سهى سلمان موسى، المديرة التنفيذية لمركز مساواة، للحديث عن هذا المشروع الهام، وعن مشاريع أخرى يقودها المركز .
ماهية المشروع
وقالت سهى سلمان موسى لموقع بانيت وقناة هلا عن المشروع وأهدافه: "مشروع 'نساء رياديات عربيات' هو امتداد لعملنا في مركز مساواة، لا سيّما في مجالات التنظيم المجتمعي ودعم النساء في مواقع اتخاذ القرار. بدأنا هذا المشروع كاستمرار لبرنامج دعم عضوات السلطات المحلية العربيات، حيث رافقناهن قبل الانتخابات وخلال عملهن بعد الفوز، وقدمنا لهن الدعم في ما يخص التحديات وآليات العمل في السلطات المحلية".
هدف الشبكة
وأضافت موسى: "جاءت فكرة إنشاء شبكة "نساء رياديات عربيات" في بداية هذا العام، بهدف تأسيس منصة ومساحة داعمة للنساء اللواتي يشغلن حاليًا مواقع اتخاذ قرار. تتكوّن المجموعة اليوم من خمسة وثلاثين امرأة، وهناك العديد من النساء اللواتي تواصلن معنا وأبدين رغبتهن في الانضمام، وهو ما يعكس حجم الحاجة إلى هذه الشبكة، ويؤكد وجود قدرات نسائية مميزة تبحث عن فضاء يجمعها ويعزز حضورها".
ومضت قائلة: "الهدف الأساسي من الشبكة، كما ذكرت، هو توفير إطار داعم تتبادل فيه النساء الخبرات والتجارب، لأننا في نهاية المطاف نعي أننا في مواقع مؤثرة وتمسّ شرائح مختلفة من المجتمع، ونحتاج دومًا إلى التعلم من تجارب نساء رياديات أخريات. أما التحدي الأكبر، فهو كيفية الاستمرار في بناء هذه الشبكة وتوسيعها لتشمل أكبر عدد ممكن من النساء القياديات، من مختلف الخلفيات والمجالات.
تنوّع المشارِكات
تُشير موسى إلى أن المشارِكات في الشبكة ينتمين إلى خلفيات مهنية وجغرافية متعددة: "تواصلنا مع أكاديميات، صحفيات، محاضرات، مديرات مدارس، وناشطات اجتماعيات، إضافة إلى شابات قياديات في مجالات مختلفة. هذا التنوع يضيف غنىً حقيقيًا للمجموعة، سواء من حيث الأعمار أو المناطق، حيث ضمّت الشبكة نساء من الشمال حتى المثلث الجنوبي، ونعمل حاليًا على تأسيس مجموعة في منطقة النقب بالتعاون مع شريكة محلية".
برنامج العمل والتأثير السياسي
وحول آلية عمل الشبكة، تقول موسى: " هدف الشبكة كان واضحًا منذ البداية: لسنا بصدد تقديم دورة تقليدية تُلقَّن فيها النساء المعلومات أو تُقدَّم فيها محاضرات نمطية. فالمشاركات في هذه الشبكة يتمتعن بخبرات واسعة، ونحن نؤمن بأهمية التعلم المتبادل، حيث نتعلّم منهن بقدر ما نشاركهن من معارف ومعلومات متوفرة لدينا". وأضافت: "يتضمن برنامج الشبكة عشرة لقاءات، يركّز كل منها على محور محدد، مثل التمييز الجندري وقراءة الميزانيات من منظور جندري.
كما يشمل البرنامج تطوير مبادرات مجتمعية بالشراكة مع النساء المشاركات، ودعمها بهدف تحقيق تأثير فعلي على الأرض. بالإضافة إلى ذلك، نقوم بإعداد أوراق عمل واقتراحات لتغيير سياسات سيتم طرحها أمام لجان الكنيست، بهدف تحسين تمثيل النساء العربيات في مواقع اتخاذ القرار. نسعى من خلال هذا المسار إلى مواجهة السياسات المجحفة بحق المرأة العربية والعمل على استبدالها بسياسات أكثر عدلًا وإنصافًا".