وتراوحت قوة الزلزال الذي وقع قبل الساعة الثانية فجرا بقليل بين 5.9 و6.3 درجة على مقياس ريختر، بحسب تقارير صادرة عن عدة وكالات جيولوجية، بما في ذلك مركز الأبحاث الألماني، وهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وأفاد الكثير من المواطنين الإسرائيليين في مختلف أنحاء البلاد انهم شعروا بالهزة أيضا. وحُدد مركز الزلزال على بعد نحو 48 كيلومترا جنوب شرق جزيرة كاسوس، على عمق كبير يزيد على 60 كيلومترا تحت سطح الأرض. وبعد وقت قصير من وقوع الزلزال، أصدرت السلطات اليونانية تحذيرًا دعت فيه السكان والسياح في المناطق المتضررة، جاء فيه: "ابتعدوا عن الساحل على الفور. هناك خطر محتمل لحدوث تسونامي في منطقتك. يرجى التصرف وفقًا لتعليمات السلطات المحلية". ووُضعت خدمات الطوارئ في حالة تأهب قصوى تحسبا لأي هزات ارتدادية محتملة.
"الموجات الزلزالية ضعفت بشكل كبير"
ويوضح الخبراء أن العمق الكبير للزلزال ربما يكون قد قلل من قدرته التدميرية، لكنهم يؤكدون على ضرورة أخذ تحذيرات التسونامي على محمل الجد دائما. وأشار إفثيميوس لاكاس، رئيس منظمة التخطيط والحماية من الزلازل اليونانية، إلى أن الموجات الزلزالية "ضعفت بشكل كبير" بحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى جزيرة كريت، لكن الوضع لا يزال قيد المراجعة المستمرة. وكانت السلطات تستعد لاحتمال حدوث تغييرات مفاجئة أو المزيد من الزلازل.
وطُلب من الجمهور، سواء المقيمين الدائمين أو السياح، أن يظلوا يقظين، وأن يبقوا على اطلاع دائم بالمعلومات من مصادرها الرسمية، وأن يتصرفوا وفقًا لإرشادات السلامة التي تنشرها السلطات المحلية. وشعرت جزيرة كريت، التي تعد واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في أوروبا ويقطنها أكثر من 600 ألف مقيم دائم، بالهزات بقوة كبيرة. وشعر سكان جزر أخرى في جنوب شرق بحر إيجه بالهزات الأرضية، بما في ذلك رودس وكوس وكارباثوس، وكذلك في دول مجاورة مثل إسرائيل وتركيا ومصر. ورغم قوة الزلزال الكبيرة، تشير التقارير الأولية إلى أنه لم يتسبب في وقوع ضحايا أو أضرار كبيرة حتى الآن.
السلطات تراقب التطورات
ورغم المخاوف التي تثيرها الزلازل في منطقة البحر الأبيض المتوسط، فإن خطر وقوع تسونامي في إسرائيل يعتبر منخفضا نسبيا. وقد شهدت البلاد في الماضي حالات نادرة وصلت فيها أمواج صغيرة إلى شواطئها، إلا أنها لم تتسبب في أضرار كبيرة. وفي حالة وقوع زلزال قوي في البحر، قد يكون هناك وقت كافٍ للتنظيم والإخلاء، خاصة عندما تكون الشواطئ فارغة. وعلى أية حال فإن السلطات الإسرائيلية تراقب التطورات وهي مستعدة للتحرك حسب الضرورة.
صورة للتوضيح فقط - (Photo by COSTAS METAXAKIS/AFP via Getty Images)