logo

المئات يحيون الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت

تقرير رويترز
04-08-2025 19:13:38 اخر تحديث: 05-08-2025 04:33:08

بيروت (رويترز) - تجمع مئات اللبنانيين بالقرب من ساحل بيروت يوم الاثنين لإحياء الذكرى الخامسة للانفجار الكارثي الذي هز مرفأ بيروت في 2020 وأودى بحياة أكثر من 200 شخص، في أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ.

لبنانيون في موقع انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس آب 2025 - (Photo by Houssam Shbaro/Anadolu via Getty Images)

وحمل عدد كبير من المشاركين الأعلام اللبنانية وصور بعض القتلى، وقالوا إنهم يشعرون بخيبة أمل بالغة لعدم محاسبة أي شخص على الانفجار المدمر.

وقال وليام نون، شقيق رجل الإطفاء جوزاف الذي قُتل في الانفجار "هل يمكن لأحد أن يشرح لي لماذا لا نزال واقفين هنا بعد خمس سنوات؟ إذا كان الجميع يؤيد هذه القضية، فمن الذي يقف ضدنا إذا؟".

وأضاف من فوق منصة أقيمت قرب المرفأ "يجب إغلاق هذا الملف. لقد مرّت خمس سنوات ولا نريد سنة سادسة". وأدى الانفجار إلى تدمير مساحات واسعة من بيروت وشرد عشرات الآلاف من السكان.

وتُليت أسماء جميع القتلى بينما وقف المحتجون قبالة أنقاض صوامع الحبوب في مرفأ بيروت، التي تضررت بشدة في الانفجار واستمر تدهورها وانهيارها على مدى السنوات التالية.

وفي تمام الساعة 6:07 مساء، وهو وقت وقوع الانفجار قبل خمس سنوات، وقف المئات دقيقة صمت.

وقالت كاترين عتيق، البالغة من العمر 30 عاما "أنا هنا لأنني أجد أنه من الجنون أننا بعد خمس سنوات لا نعرف حتى الآن ما الذي حدث بالضبط. كان لدي أمل في الحصول على إجابات عام 2020. لم أعتقد أننا سنظل هنا بعد كل هذا الوقت".

ورغم أنها لم تفقد أحدا من أحبائها في الانفجار، قالت اللبنانية المقيمة في فرنسا إنها حريصة على العودة إلى بيروت كل عام للمشاركة في إحياء الذكرى كواجب تجاه رفقائها في الوطن.

وجاء انفجار المرفأ بعد مرور ما يقرب من عام على الانهيار الاقتصادي الكارثي في لبنان، والذي أعقبته أزمة سياسية أصابت الحكومة بالشلل وحرب مدمرة بين جماعة حزب الله وإسرائيل بدأت في عام 2023.

تحقيق متعثر

يُعتقد أن الانفجار نجم عن حريق اندلع في مستودع مساء يوم الرابع من أغسطس آب 2020، مما أدى إلى انفجار مئات الأطنان من نترات الأمونيوم. ووعد المسؤولون اللبنانيون في ذلك الوقت بإتمام التحقيق في أسباب الانفجار خلال خمسة أيام.

لكن التدخلات السياسية على مدى سنوات أعاقت التحقيق، إذ استمر مسؤولون قضائيون ووزراء آنذاك في تقديم طعون قانونية ضد قضاة التحقيق، مما أدى عمليا إلى شلّ مجريات التحقيق.

وعلّق بعض اللبنانيين آمالهم على تعهّدات الرئيس جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، وكلاهما تولى منصبه مطلع هذا العام، بإعطاء الأولوية لمحاسبة المسؤولين عن انفجار المرفأ.

وتعهّد عون يوم الاثنين بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة قائلا "الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها ملتزمة بكشف الحقيقة كاملة، مهما كانت المعوقات ومهما علت المناصب". وتابع "العدالة لن تموت، والحساب آت لا محالة". لكن عون وسلام لم يشاركا في إحياء الذكرى هذا العام.

واستأنف القاضي طارق البيطار تحقيقاته في وقت سابق من العام واستجوب عددا من المسؤولين في الأشهر القليلة الماضية، لكنه لم يُصدر بعد قرارا ظنيا كان كثير من اللبنانيين يأملون في صدوره مع حلول الذكرى الخامسة.

وقال بول نجار، والد الطفلة ألكسندرا التي كانت في الثالثة من عمرها حينما لقيت حتفها في الانفجار "نريد قرارا ظنيا متكاملا وشاملا. نريد أن نعرف من كان عليه إجلاء السكان حتى نتمكن من نقلها إلى المستشفى، وربما كانت ابنتي لتنجو".

نجار وزوجته تريسي هما من أبرز المطالبين بالعدالة في قضية الانفجار. وتطالب منظمات حقوقية بتحقيق شامل يكشف جميع أسماء المسؤولين عن الكارثة.

وقالت رينا وهبي، مسؤولة الحملات المعنية بشؤون لبنان في منظمة العفو الدولية "تأخير العدالة هو إنكار لها. لقد انتظرت عائلات الذين قُتلوا وأصيبوا في انفجار بيروت خمس سنوات لا تُطاق. ولا يجوز إجبارها على تحمل الإفلات من العقاب لسنة أخرى".