ووسط مخاوف من أن تكثف إسرائيل هجماتها إذا لم يتم ذلك.
وستكون الجلسة التي بدأت في الثالثة بعد الظهر (12:00 بتوقيت جرينتش) في القصر الرئاسي اللبناني هي المرة الأولى التي يناقش فيها مجلس الوزراء مصير سلاح حزب الله، وهو أمر لم يكن متصورا عندما كانت الجماعة في أوج قوتها قبل عامين فقط.
وتصاعدت الضغوط من الولايات المتحدة وخصوم الجماعة المحليين من أجل تخليها عن سلاحها في أعقاب حرب العام الماضي مع إسرائيل، التي أسفرت عن مقتل كبار قادة حزب الله والآلاف من مسلحيه وتدمير جزء كبير من ترسانته الصاروخية.
وفي يونيو حزيران الماضي اقترح المبعوث الأمريكي توماس برّاك على المسؤولين اللبنانيين خريطة طريق لنزع سلاح حزب الله بالكامل، مقابل وقف إسرائيل هجماتها على لبنان وسحب قواتها من خمس نقاط لا تزال تسيطر عليها في جنوب لبنان.
وتضمن الاقتراح شرطا بأن تصدر الحكومة اللبنانية قرارا وزاريا يتعهد بوضوح بنزع سلاح حزب الله.
وذكرت رويترز الأسبوع الماضي أن صبر واشنطن بدأ ينفد بعد أن قام برّاك بعدة زيارات للبنان للحث على إحراز تقدم في الخطة. وضغطت واشنطن على وزراء لبنانيين للإسراع في تقديم التعهد العلني حتى يمكن مواصلة المحادثات.
لكن مسؤولين ودبلوماسيين لبنانيين يقولون إن مثل هذا التعهد الصريح قد يثير توترا طائفيا في لبنان، حيث يحتفظ حزب الله وترسانته بدعم كبير بين الطائفة الشيعية في البلاد.
الصيغة المقترحة
انطلق العشرات مساء يوم الاثنين على دراجات نارية من أحد أحياء ضواحي بيروت، حيث يحظى حزب الله بتأييد قوي، حاملين رايات الجماعة.
وقال مسؤولان لبنانيان إن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وهو حليف رئيسي لحزب الله، يجري محادثات مع الرئيس جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام قبل جلسة يوم الثلاثاء للاتفاق على عبارة لتضمينها في قرار مجلس الوزراء لاسترضاء الولايات المتحدة وكسب المزيد من الوقت لصالح لبنان.
وذكر المسؤولان أن الصيغة التي اقترحها بري ستلزم لبنان بوضع استراتيجية دفاعية وطنية والحفاظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل، لكنها ستتجنب التعهد الصريح بنزع سلاح حزب الله في جميع أنحاء لبنان.
وقال كمال شحادة، وهو وزير ينتمي إلى حزب القوات اللبنانية المناهض لجماعة حزب الله، إن وزراء آخرين يخططون لاقتراح صيغة تلزم لبنان بمهلة لنزع سلاح حزب الله. وقال شحادة لرويترز "بصراحة، لا داعي لتأجيل اتخاذ القرار. علينا أن نضع مصلحة لبنان أولا ونتخذ قرارا اليوم".
ويقول مسؤولون لبنانيون ومبعوثون أجانب إن كبار مسؤولي لبنان يخشون من أن عدم صدور قرار واضح يوم الثلاثاء قد يدفع إسرائيل إلى تصعيد هجماتها بما في ذلك على بيروت.
وأنهى وقف إطلاق نار توسطت فيه الولايات المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي الصراع بين حزب الله وإسرائيل، لكن إسرائيل واصلت تنفيذ ضربات على ما تقول إنها مستودعات أسلحة ومسلحين تابعين لحزب الله معظمها في جنوب لبنان.(Photo by Fatemeh Bahrami/Anadolu via Getty Images)