logo

نقص في المعلمين مع اقتراب افتتاح السنة الدراسية | تحققوا من الوضع في منطقتكم

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
14-08-2025 16:57:00 اخر تحديث: 14-08-2025 18:48:49

في الأول من أيلول ستُفتتح سنة دراسية جديدة في ظل أزمة نقص المعلمين التي ما زالت تلقي بظلالها على عمل جهاز التعليم. ووفقا لمعطيات وزارة التربية والتعليم



 والتي تم نشرها في موقع واينت هناك نقص فعلي قدره 4,254 معلما، إضافة إلى نحو 12 ألف معلم عامل يُصنفون ضمن فئة "نقص نوعي" أي أنهم لا يملكون شهادة تدريس أو تدريبا مخصصا للمادة التي يدرّسونها، لكن بسبب الوضع القائم حصلت المدارس على تصريح بتشغيلهم.

بحسب المعطيات، فإن النقص الأبرز موجود في منطقة المركز (2,040 معلما) ومنطقة تل أبيب (1,304)، تليهما منطقة الشمال (530)، ثم منطقة القدس (215) ومدينة القدس (165). ويؤكد مديرو مدارس في مدن مختلفة أن النقص على أرض الواقع أكبر من ذلك بكثير، وأن العديد منهم يجدون صعوبة في إعداد جدول الحصص لبداية السنة. والأسابيع المتبقية حتى نهاية العطلة الصيفية سيضطرون لاستغلالها في البحث عن حلول إبداعية لسد النقص في الصفوف.

بسبب هذا النقص، سيُرسل طلاب أيضا هذا العام إلى منازلهم قبل انتهاء يوم الدراسة، أو سيحصلون على حصص فراغ، أو ستصلهم في الصباح رسائل نصية تُعلمهم بإلغاء حصة أو حصتين وإمكانية القدوم متأخرين. وسيضطر مديرو المدارس للتنازل عن بعض المواد على أمل غير كبير أن يُعثر العام المقبل على معلمين يسدّون الفجوات.

نتائج استطلاع أجرته الهيئة القومية للقياس والتقييم (رامه) في وزارة التربية بين مديري المدارس توضح عمق الأزمة: 70% منهم أفادوا بصعوبة في تجنيد معلمين جيدين، فيما أشار قرابة نصفهم (39%) إلى أن النقص في المعلمين هو أحد التحديات الرئيسية في عملهم. كثيرون أضافوا أن المعلمين القادمين من الأكاديميا غير جاهزين فعليا للتدريس، وأن تدريبهم يتطلب استثمارا كبيرا.

النقص يضاف إلى رفض كثيرين تولي مهام التربية الصفية، ما يدفع المدارس لتكليف معلمة واحدة بتربية صفين، وبذلك تتحمل مسؤولية رسمية عن نحو 70 طالبا، دون قدرة حقيقية على متابعة الجميع. ووفق معطيات وزارة التربية ، فقد تضاعف تقريبا خلال العقد الأخير عدد المعلمات اللواتي يربين صفين معا من 117 إلى 350.


عرض لأزمة منهجية

قبل نحو عقدين، حذّر مكتب الإحصاء المركزي من نقص متوقع بآلاف المعلمين، لكن وزارة التربية لم تُعطِ التحذيرات أهمية كافية، وظلت سنوات ترفض صرخات مديري المدارس. فقط في السنوات الأخيرة بدأ الاعتراف بوجود أزمة مستمرة، لكن يبدو الآن أنها تحولت إلى هوة بلا قاع.

رغم تنفيذ بعض الإجراءات مثل دمج الأكاديميين في التدريس، تقليص مدة التدريب وغير ذلك إلا أن وتيرة ترك المعلمين للمهنة تتزايد والفجوة تتسع.


 المديرة العامة لنقابة المعلمين، يافا بن دافيد، حذّرت مرارا من تفاقم النقص، وقالت: "هذا العام استقال 2,000 معلم، وهناك معدل تبديل مرتفع بين مديري المدارس بسبب انعدام الثقة والدعم من وزارة التربية. المدير الذي لا يشعر بالدعم يغادر الجهاز".

وعن أسباب الموجة قالت:"المشكلة في ظروف العمل والمعاملة، وتشمل تدخل الأهل. أضف إلى ذلك غياب الاستقلالية، المهام اللامتناهية، والصفوف المكتظة، فتحصل على إنهاك شديد".


وعن دور الأهل أضافت: "هناك معلمون يشعرون بالتهديد من أهال لا يعترفون بسلطتهم، بعضهم يهددهم أو يشتمهم أمام الطلاب، وآخرون يقومون بالتشهير بهم على الشبكات الاجتماعية أو حتى الاعتداء الجسدي. حدث أن ولي أمر حاصر مدير مدرسة بسيارته. بعض الأهالي يرفضون التوصيات، ويتهمون المعلمين بتجاهل احتياجات أطفالهم".

وأضافت: "بدلا من أن يتوجه الأهالي أصحاب الشكاوى إلى المعلم أو المديرة، يتوجهون مباشرة إلى الوزير أو الوزارة، التي تطلب ردودا من مدير اللواء، فينتقل الطلب إلى المفتش ثم المدير فالمعلم، ثم تعاد الإجابات للأهل. الشعور السائد هو انعدام الدعم، وهذا يجعل المعلمين والمربيات لا يرغبون في التدريس".



الأرقام والدوافع

من معطيات مكتب الإحصاء يتضح أنه خلال العقد الأخير ، 26 ألف خريج من كليات إعداد المعلمين اختاروا عدم مزاولة المهنة والانخراط في مجالات أخرى. ووفق عيدو أهرونوفيتش، مدير شبكة مدارس "برانكو فايس"، فإن النقص يتركز في الإنجليزية، الرياضيات، والعلوم، حيث ما يزال نحو 5% من الوظائف شاغرًا.

وعن الأسباب قال: "إلى جانب الزيادة الطبيعية في أعداد الطلاب أي ببساطة هناك المزيد من الأطفال فإن مهنة التعليم لا تحظى بالمكانة أو الشروط التي تستحقها في دولة متقدمة".


رد وزارة التربية والتعليم

"الاستعداد للسنة الدراسية بدأ منذ أشهر، ويجري حاليا مسح دقيق للاحتياجات في جميع المناطق. العام الماضي، وبعد جهد مكثف، بدأنا السنة مع نقص قدره 500 معلم فقط انخفاض كبير مقارنة ببيانات البداية.

هذا العام نواصل تنفيذ خطوات لتقليص الفجوات، منها توسيع تجنيد المجندات كمعلمات، دمج الطلاب الجامعيين في التدريس أثناء دراستهم، وبرامج تحويل الأكاديميين للتدريس في مجالات مطلوبة مثل الرياضيات والإنجليزية. هذه مجرد بعض الخطوات ضمن جهد شامل لضمان استجابة تعليمية مثالية لكل طالب منذ اليوم الأول".




وعن تصريحات يافا بن دافيد بخصوص مكانة المعلمين قالت الوزارة: "المعلمون هم قلب جهاز التعليم ونبض العمل التربوي. تقوية مكانتهم هدف مركزي وملموس، ويتضمن تحسين ظروف العمل، توفير أدوات للتطوير المهني، ومرافقة شخصية على مدار مسيرتهم.

العلاقة بين الأهل والمعلمين عنصر أساسي في العمل التربوي، وفي الغالبية الساحقة من الحالات هي شراكة وثيقة وإيجابية تضع مصلحة الطالب في المقدمة. وعندما تظهر توترات، تفعل المنظومة آليات مهنية لتهدئة وحل الخلافات بشكل متزن ومحترم".



صورة من الفيديو - للتوضيح فقط تصوير موقع بانيت