(Photo by Kremlin Press Office/Anadolu via Getty Images)
فلاديمير بوتين لم تثمر عن وقف لإطلاق النار.
وفي تحول كبير لموقفه، قال ترامب أيضا إنه اتفق مع بوتين على ضرورة أن يستهدف المفاوضون مباشرة اتفاق سلام، وليس وقف إطلاق نار مثلما تطالب أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه سيسافر إلى واشنطن يوم الاثنين لمناقشة الخطوات التالية، بينما رحب حلفاء كييف الأوروبيون بجهود ترامب لكنهم تعهدوا بدعم أوكرانيا وتشديد العقوبات على روسيا، وحثوا الولايات المتحدة مجددا على تقديم ضمانات أمنية لكييف.
واجتمع ترامب مع بوتين لثلاث ساعات تقريبا في ألاسكا يوم الجمعة في أول قمة أمريكية روسية منذ أن شنت موسكو غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير شباط 2022.
وكتب ترامب على منصة تروث سوشيال "خلص الجميع إلى أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا هي الانتقال مباشرة إلى اتفاق سلام، والذي من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار، والذي لا يصمد في كثير من الأحيان".
روسيا سترحب على الأرجح بموقف ترامب
ستحظى هذه الكلمات بالترحيب في موسكو، التي تقول إنها تريد تسوية كاملة -وليس هدنة- لكن هذا الحل سيواجه تعقيدات لأن المواقف "متعارضة تماما".
وتحقق القوات الروسية تقدما تدريجيا منذ أشهر. وتسببت الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ 80 عاما في مقتل أو إصابة أكثر من مليون شخص من الجانبين، بينهم آلاف المدنيين ومعظمهم أوكرانيون، بحسب محللين.
قبل القمة، قال ترامب إنه لن يكون سعيدا ما لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار. إلا أنه بعد ذلك عقب حديثه مع زيلينسكي قال "إذا سار الأمر على ما يرام، سنحدد موعدا لاجتماع مع الرئيس بوتين".
سيجتمع زيلينسكي مع ترامب يوم الاثنين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، حيث وبخ الرئيس الأمريكي ونائبه جيه.دي فانس الزعيم الأوكراني علنا في فبراير شباط، واتهماه بنكران الجميل.
وقال زيلينسكي بعد اتصال مطول مع ترامب عقب قمة ألاسكا إنه يدعم فكرة عقد اجتماع ثلاثي. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي "تؤكد أوكرانيا من جديد استعدادها للعمل بأقصى جهد لتحقيق السلام".
لكن بوتين لم يشر إلى عقد اجتماع مع زيلينسكي عند حديثه للصحفيين. وقال مستشاره يوري أوشاكوف لوكالة تاس الروسية للأنباء إنه لم تجر مناقشة القمة الثلاثية.
ضرورة الضمانات الأمنية لأوكرانيا
أشار ترامب في مقابلة مع شون هانيتي من شبكة فوكس نيوز إلى أنه ناقش مع بوتين إمكانية تبادل الأراضي وتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وقال لهانيتي "أعتقد أن هذه نقاط تفاوضنا بشأنها، وهذه نقاط توافقنا عليها إلى حد كبير". وأضاف "أعتقد أننا قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق... يجب أن توافق أوكرانيا على ذلك. ربما سيقولون لا".
وعندما سأله هانيتي حول ما سينصح به زيلينسكي، قال ترامب "يجب التوصل إلى اتفاق". وأضاف ترامب "انظر، روسيا قوة كبيرة جدا، وهم ليسوا كذلك".
وأكد زيلينسكي على ضرورة الحصول على ضمانات أمنية لأوكرانيا تردع روسيا عن شن هجوم جديد في المستقبل. وقال إنه وترامب ناقشا "إشارات إيجابية من الجانب الأمريكي" بشأن الاضطلاع بدور في هذا الصدد.
ولم يُشر بوتين إلى أي تغيير في المواقف التي تنتهجها روسيا منذ فترة طويلة إزاء الحرب، لكنه قال إنه يتفق مع ترامب على ضرورة "ضمان" أمن أوكرانيا.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي لم يتلق فيه هو ولا ترامب أي أسئلة "آمل أن يُمكّننا التفاهم الذي توصلنا إليه من الاقتراب من هذا الهدف وفتح الطريق أمام السلام في أوكرانيا".
وأضاف "نتوقع من كييف والعواصم الأوروبية أن تنظر إلى كل هذا بنظرة بناءة وألا تضع عقبات وألا تحاول عرقلة التقدم المُحرز من خلال الاستفزاز أو المؤامرات الخفية".
وبالنسبة لبوتين، كان مجرد الجلوس مع الرئيس الأمريكي انتصارا. فقد ظل الرئيس الروسي منبوذا من قادة الغرب منذ بداية الحرب، وقبل أسبوع واحد فقط واجه تهديدا بفرض عقوبات جديدة من ترامب.
" 1-صفر لصالح بوتين"
تحدث ترامب أيضا إلى قادة أوروبا بعد عودته إلى واشنطن، وشدد عدد منهم على ضرورة مواصلة الضغط على روسيا. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن إنهاء الحرب بات أقرب من أي وقت مضى، بفضل ترامب، لكنه أضاف "في غضون ذلك، وإلى أن يوقف (بوتين) اعتداءه الهمجي، سنواصل تضييق الخناق على آلته الحربية بمزيد من العقوبات"
وقال بيان صادر عن القادة الأوروبيين "أوكرانيا يجب أن تحصل على ضمانات أمنية صارمة للدفاع بفعالية عن سيادتها وسلامة أراضيها"، مضيفا أنه لا ينبغي وضع أي قيود على قواتها المسلحة أو حقها في السعي للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي، وهي مطالب ترفضها روسيا بقوة.
وكان لبعض السياسيين والمعلقين الأوروبيين آراء قوية. وكتب فولفجانج إيشينجر السفير الألماني السابق لدى الولايات المتحدة على إكس "حصل بوتين على معاملة السجادة الحمراء مع ترامب، بينما لم يحصل ترامب على شيء. كما كان يُخشى: لا وقف لإطلاق النار ولا سلام".
وأضاف "لا تقدم حقيقي، (النتيجة) 1-صفر بوضوح لصالح بوتين، لا عقوبات جديدة. بالنسبة للأوكرانيين: لا شيء. بالنسبة لأوروبا: خيبة أمل كبيرة".
وكتب مؤرخ الحرب الباردة سيرجي رادشينكو "بوتين خصم عنيد، ونعم، فاز في هذه الجولة بشكل أساسي لأنه حصل على شيء مقابل لا شيء. ومع ذلك، لم يبع ترامب أوكرانيا".
وقال أولكسندر ميريجكو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني لرويترز إن ترامب يتبنى موقف بوتين باقتراحه التخلي عن وقف إطلاق النار، مضيفا "للأسف اتخذ ترامب موقف فلاديمير بوتين".
"المرة القادمة في موسكو"
نفذت كل من روسيا وأوكرانيا هجمات جوية خلال الليل، وهو أمر يومي في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، بينما قالت كييف إنه كان هناك 139 اشتباكا على خط الجبهة خلال اليوم الماضي.
وقال ترامب لشبكة فوكس إنه سيؤجل الآن فرض رسوم جمركية على الصين بسبب شرائها النفط الروسي، لكنه قد يضطر إلى "التفكير في الأمر" في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
وأنهى ترامب تصريحاته بعد القمة بقوله لبوتين "أود أن أشكركم جزيل الشكر، وسنتحدث إليكم قريبا جدا، وربما نراكم مجددا قريبا جدا". ورد بوتين باللغة الإنجليزية مبتسما "المرة القادمة في موسكو". وقال ترامب إنه قد "يتعرض لبعض الانتقادات بسبب ذلك"، لكنه "ربما يرى حدوث ذلك".