logo

ماكرون يرد على الرسالة الحادة لنتنياهو: تُعرضون أنفسكم لمزيد من العزلة وزيادة معاداة السامية

من عماد غضبان مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما
26-08-2025 18:16:18 اخر تحديث: 26-08-2025 18:35:55

"دعوة للانضمام إلى خطوة تاريخية تحقق الاستقرار الإقليمي، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، والالتزام بأمن إسرائيل، ورد قوي على الاتهامات بشأن التعامل مع معاداة السامية في فرنسا" ، هذه هي النقاط الرئيسة لرسالة الرد المكونة

من ست صفحات التي أرسلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي نشرها موقع واينت .

وقال ماكرون في رده على تحذير نتنياهو: "احتلال غزة، والتهجير القسري وتجويع الفلسطينيين، ونزع الإنسانية منهم، وخطاب الكراهية إلى جانب ضم الضفة الغربية لن يجلب النصر لإسرائيل أبدا . على العكس، هذه الإجراءات ستجعل دولتكم أكثر عزلة، وستشجع من يستخدمونها ذريعة لمعاداة السامية. الفلسطينيون لن يختفوا من الأرض التي جذورهم فيها. لا أحد يستطيع أن يفهم كيف يمكن تحقيق رغبة إسرائيل في البقاء ديمقراطية كبيرة وبيتا قوميا لليهود بهذه الطريقة" .

وأضاف ماكرون: "باختصار، هذه الخطوات ستكون نصرا لأولئك الذين يرفضون الاعتراف بإسرائيل كصديقة، وحليف موثوق، وشريك جدير بالثقة، كما يجب أن تكون، كما نريد أن تكون. فرنسا لا يمكن أن ترى إسرائيل تتجاهل الفرصة التي يوفرها لها اليوم التاريخ" . وقال أيضا: "أقترح العمل معا، مع جميع الشركاء الدوليين، لتحقيق سلام دائم لكم، لشعبكم، ولكل المنطقة. إطار موثوق لإنهاء الأزمة في غزة في متناول اليد. وقف إطلاق النار في متناول اليد. ما الطريق الآخر الذي يمكن أن تقدموه لحلفائكم وشعبكم؟" .

" حماس لن تستطيع البقاء في الحكم "
كما كتب ماكرون عن "الصور الوحشية للمختطف الإسرائيلي أيتيار دافيد"، وقال إن "حماس لن تستطيع البقاء في الحكم. من خلال هذه الإجراءات، تسعى حماس أيضا لجعلكم تتخذون قرارات لا رجعة فيها تحافظ فقط على وجودها ونفوذها الأيديولوجي، وتؤدي إسرائيل إلى مستقبل من الحروب. لديكم اليوم فرصة تاريخية لتجنب ذلك" .

وافتتح ماكرون رسالته بالرد على اتهامات نتنياهو بعدم كفاية مكافحة معاداة السامية في فرنسا، وذكر التزامه بالاعتراف بالتعريف الرسمي لمعاداة السامية الذي وضعته الـIHRA. وقال: "حماية يهود بلدنا كانت دائما من أولوياتي"، وأضاف أن "فرنسا مسؤولة عن أمنهم وأن جميع أجهزة الدولة مجندة لذلك".

وذكر الخطوات التي اتخذتها فرنسا لمكافحة معاداة السامية، بما فيها "تخصيص 15 ألف شرطي لحماية المؤسسات اليهودية منذ 7 أكتوبر". وأوضح: "التعريف الرسمي لمعاداة السامية لا يمكن أن يرفع مسؤولية إسرائيل عن السياسة التي تنتهجها اليوم في غزة وبقية المناطق الفلسطينية" .
وأضاف: "لدينا خلافات حادة، لكن باسم الولاء والصداقة التي تكنها فرنسا للشعب الإسرائيلي، اخترت إدارة حوار قريب ومكثف قائم على العلاقة التي لا يمكن قطعها بين بلدينا والالتزام بوجود إسرائيل وأمنها".

" سنواصل العمل من أجل السلام والأمن للجميع "
واختتم: "ستبقى فرنسا دائما صديقة لإسرائيل والفلسطينيين، وباسم هذه الصداقة، سيدي رئيس الوزراء، سنواصل العمل من أجل السلام والأمن للجميع. وبناء عليه، أدعوك للخروج من دائرة التصعيد الدموي وغير القانوني للحرب المستمرة في غزة، والتي تُذل إسرائيل وتقود شعبك إلى طريق مسدود؛ ووقف الضم غير القانوني وغير المبرر للضفة الغربية والاستجابة بالإيجاب ليد الشراكات الدولية الممتدة، المستعدة للعمل من أجل مستقبل سلام وأمن وازدهار لإسرائيل ولكل المنطقة" .

وفي رسالته لماكرون الأسبوع الماضي، كتب نتنياهو أنه "أشعل نار معاداة السامية"، حسب قوله. وأضاف: "أنا قلق من الارتفاع المقلق في معاداة السامية في فرنسا ومن نقص الإجراءات الحاسمة من جانب حكومتكم لمعالجتها. في السنوات الأخيرة، اجتاحت معاداة السامية مدن فرنسا، ومنذ تصريحاتكم العلنية التي هاجمت إسرائيل وأشارت إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية ازدادت هذه الظاهرة" .

وسرد نتنياهو أحداثا معادية للسامية وقعت في فرنسا، وادعى أنه خلال فترة حكم ماكرون ساءت الأمور. وقال: "هذه الأحداث ليست منفردة، إنها جائحة. دعوتكم لإقامة الدولة الفلسطينية تغذي نار معاداة السامية هذه، وتكافئ إرهاب حماس، وتقوي رفضه إطلاق سراح المختطفين وتشجع من يهددون يهود فرنسا، وتغذي الكراهية لليهود التي تتجول الآن في شوارعكم" .

تصوير : كوبي جدعون - مكتب الصحافة الحكومي