لم تكن تُحضّر لجنازة بل لخطوبة.. أمّ عماد تحتضن بدلة العرس: ‘صارت كفن الأحلام‘ .. شقيقته: ‘بجوز بعرف القاتل‘
في صالون بيتها، تجلس والدة عماد مذهولة، محاطة ببناتها والنساء المعزيات، تُحدّق في باب لن يُفتَح بعد الآن، وفي هاتفٍ لن يرنّ بصوته من جديد. منذ أن وصلها الخبر، تحوّل الزمن إلى لحظة واحدة متكرّرة: الصدمة. ابنها عماد،
لم تكن تُحضّر لجنازة بل لخطوبة.. أمّ عماد تحتضن بدلة العرس: ‘صارت كفن الأحلام‘ .. شقيقته: ‘بجوز بعرف القاتل‘
الذي كانت تراه المستقبل والأمان، خُطف منها برصاصة قتلته وكسرت قلبها.
لم تكن والدة الشاب عماد عماش من جسر الزرقاء تنتظر ثروات الدنيا، فقط كانت تحلم أن ترى ابنها يبتسم، يعمل، يُحب، ويعيش حياةً بسيطة بكرامة. لكن الجريمة سبقتها، وأخذت منها نور عينيها، وتركَتها تواجه الحزن، والأسئلة التي لا جواب لها.
والدة عماد التي جلست وهي تحمل بين يديها بدلة العريس لم تكن تُحضّر لجنازة، بل لخطوبته القريبة بعد عودتها من اداء العمرة . كانت تنتظر أن تراه عريسًا يُهديها دعوة الفرح، لا أن تُجبر على وداعه بكفنٍ أبيض بدلًا من بدلة الزفاف.
"عماد انطخ"
تروي والدة الشاب المرحوم عماد عماش التفاصيل بصوتٍ مكسور وحرقة قلب لا تُطفئها الكلمات وتقول لموقع بانيت وقناة هلا حول تلقيها نبأ مقتل فلذة كبدها: " "كنت في درس ديني، اتصلت عليّ بنتي، قالتلي: يما وينك؟ قلتلها: أنا بالدرس، كان مولد النبي عليه الصلاة والسلام. قالتلي: عماد انطخ. قلتلها: يما، عبير شو بتحكي؟! قالتلي: عماد انطخ. رجعت عالدار، لقيت الدنيا مقلوبة، الناس كلها ملمومة، سمعت كنة دار سلفي بتحكي: لا تقول عماد، خلص، خلص… رحت أدوّر وين ابني، وين الحادث، والبوليس ما خلاني أشوفه. ابني كان على الشارع، شفت ابني ميت، حاطينه بكيس… هذا ابني عماد."
"ابني مش أزعر"
ثم تابعت، ودموعها تُغرق كلماتها: "والله الله يشهد، ابني مش أزعر، ما بحكي إلا الصدق، لو إنه أذى حدا، كنت بقول: يمكن هذا جزاؤه. بس ابني بحياتو ما اذاش. قبل أيام، يوم 11/8، كان عيد ميلاده. احتفلت فيه، طلعتله مصاري، اشتريتله تلفون. كان يشتغل، والحمدلله… عماد مات مظلوم، حسبي الله ونعم الوكيل في الظالم."
"يا مجرم، يا قاتل، وين ضميرك؟!"
حكت عن طبعه، عن علاقته بالعائلة، عن حنانه، عن تفاصيل صغيرة لا يلاحظها الغرباء، لكنها كانت تُشكّل كلّ حياته: "صح عصبي، بس حنون، على أحفادي، على بنات بنتي. بنتي صارلها سنتين متزوجة، كل ما تحبل بتنزل، وهالمرة صار معها أربع شهور حامل، وعالقصة هاي، على قصة أخوها، نزلت. يا مجرم، يا قاتل، وين ضميرك؟! حرمت بنتي من ضناها، وحرمتني أنا من ضناي، وحرمت أم تانية من ابنها".
وتابعت قائلة: "أهم شي بحياته كان عبير، وولاد عبير، وخواته. كنا بدنا نطلع عالعمرة، مفاجأة لبنتي من جوزها، بمناسبة عيد زواجهم. حكالي: يما، طلبت من المدير شك، بدي أصرفه، وأعطيكي إلك ولخواتي مصروف.. الله يرضى عليه قلتلو طيب يما".
وتكمل الأم حديثها عن تفاصيل آخر أيامه، آخر وجبة، وآخر لحظة: "بيحب البرجيت، عملتله برجيت ورز بالفرن، أكل. بعدين صاحبو بدو يوكل كنافة. طلع هو، وابن عمه، وصاحبه… قاموا ولاد الحرام، المجرمين. ابني غول، ما حدا بقدرله، بس قلبه طيب وحنون". واختتمت قائلة وهي ممسكة ببدلته التي لم يلبسها ويزف فيها: "كنت بعد ما نرجع من العمرة بدي أخطبله. هاي بدلة عماد، هاي قنينة العطر، إجته هدية. حبيبي، يما."
" حلمت فيه إنه مطخوخ وميت"
ثم يأتي صوت أخته، صوت الألم الآخر في ذات العائلة، صوت الفقد من جهة تانية: "عماد أخوي، حلو وأشقر وحنون. كل أسبوع يزورني، يسأل عني. حلمت فيه إنه ميت، قلتله: عماد، خيي، حلمت فيك إنك مطخوخ وميت… قاللي: كرامتي أغلى من روحي. قلتله: أنت روحي. رد وقاللي: تخافيش، أنا من الشغل عالدار، ومن الدار عالشغل". وأردفت الاخت : "يمكن بعرف القاتل، يمكن شفتو بحياتي، يمكن أشوفو بعدين، بس مش رح أعرف إنه هو اللي قتل أخوي. أخذلي روحي، مش روحو. حسبي الله ونعم الوكيل… يا رب، خذ حق أخوي." وتختم حديثها بشيء من الحنين: "عماد كان بدّه يخطب، بس ما حب يقولنا مين العروس. قال بعد العمرة، بعرّفكم عليها… كان مدلل، كثير مدلل" .
وكان الشابان محمود توفيق جربان وعماد عيسى عماش، في العشرينات من العمر، قد لقيا مصرعهما، مساء يوم الخميس الماضي، إثر تعرضهما لإطلاق نار داخل مركبة بالقرب من ناحشوليم، على شارع 7011 أسفل شارع رقم 2 في منطقة الشارون. والدة المرحوم الشاب عماد عيسى عماش
شقيقة المرحوم الشاب عماد عيسى عماش

من هنا وهناك
-
هل تحتاجون إلى خدمات صحية؟ دراسة تكشف: زمن الانتظار مبالغ فيه
-
التوثيق الأول بعد 701 يوم : صورة المختطف ألون أوهل في فيديو نشره حماس
-
مؤثر: والدة الطفل ميلار الشعار أحد ضحايا انفجار الصاروخ في مجدل شمس ترعى مريضا طفلا من جنوب سوريا سُمي تيمنا بابنها
-
وفاة الشاب حسن الزبارقة من اللد متأثرا باصابته بحادث بين دراجة نارية وسيارة في تل أبيب
-
محاكمة نتنياهو تتجدد هذا الأسبوع وتدخل مرحلة قد تحسم كل شيء
-
نحو 50 ألف مواطن زاروا المحميات الطبيعية والحدائق العامة اليوم
-
‘كله صحة‘ على قناة هلا يستضيف أخصائية التغذية يارا غزاوي مصاروة
-
أكثر من 25 ألف متنزّه في شواطئ اتحاد مدن طبريا خلال عطلة نهاية الأسبوع
-
الجيش الإسرائيلي يشن غارة على مبنى متعدد الطوابق في غزة
-
اصابة خطيرة لشاب بحادث طرق بين دراجة نارية وسيارة قرب كريات بياليك
أرسل خبرا