تصوير موقع بانيت
حيث تجتمع التفاصيل الصغيرة لتروي حكاية حلمٍ تحقق بالاصرار والحب.
وقالت دنيا في حديث أجراه معها مراسل موقع بانيت وصقناة هلا : "لم أكن أفكّر يوما أن أكون رسامة، كنت فقط أحبّ الخط العربي وأكتب لوحات صغيرة بخطي، وأتلقى كلمات التشجيع من حولي... حتى وجدت نفسي أغوص أكثر في عالم الألوان والرسم."
رغم أن علاقتها الأولى بالرسم لم تكن ودّية، كما تصفها، إلا أن الصدفة كانت لها كلمة أخرى: "في المدرسة كنت أكره دروس الفنون، لكن بعد أن أنهيت الثانوية، رسمتُ أول لوحة لي ـ راقصة باليه ـ وعرضتها على عائلتي، فشجعوني كثيرا. ومن هنا بدأت رحلتي."
هذه اللوحة الأولى كانت الشرارة التي غيّرت مسار حياتها مع الرسم . فكما تقول دنيا: "بسبب تلك الرسمة وصلت إلى ما أنا عليه اليوم." ومنذ ذلك الحين، راحت تعمل على صقل موهبتها بالممارسة والتجربة، إلى جانب دراستها في مجال الإرشاد الفني.
تفضل دنيا الرسم بقلم الرصاص، وتجد في رسم الوجوه متعة التفاصيل التي تجعل العمل أقرب إلى الصورة الحقيقية. ومن بين أعمالها المميزة، تذكر لوحة المصباح الكهربائي، التي تقول عنها: "أحبها لأنها دقيقة جدا وتشعر أنها صورة وليست رسمة."
لكن أكثر لوحة أثّرت فيها كانت تلك التي حملت مشاعر عميقة: "رسمت صورة جد زوجي المرحوم أمين حسين ليلة وفاته، وقدّمتها لزوجي لتُعلَّق في بيت جده. كانت لحظة لا تُنسى."
مرسم دنيا لتعليم الرسم، هو مساحة تنبض بالحياة، حيث تُقام ورشات فردية وجماعية، ودورات للرسم على الزجاج والفواصل والدهان، وحتى ورشات خاصة لأعياد الميلاد، تقول عنها دنيا: "المرسم بطلع لبرا... بروح للناس وين ما كانوا."
في زمن تغزو فيه التكنولوجيا حياة الأطفال، تجد دنيا في الفن وسيلة لخلق التوازن، وتقول بثقة: "الإقبال كبير جدا، والطلاب بحاجة للابتعاد عن الشاشات، والرسم يمنحهم ذلك."
وعن الدعم، تذكر بكل امتنان عائلتها وزوجها الذين آمنوا بحلمها ووقفوا إلى جانبها في كل خطوة. أما طاقتها الإيجابية، فتؤكد أنها تستمدها من داخلها: "بحب يكون إلي حضور... بحب أترك بصمة."
واختتمت دنيا حديثها بكلمات تلخص فلسفتها الفنية والإنسانية: "مرسم دُنيا مفتوح لكل من يبحث عن لحظة هدوء... يترك الدنيا وراء الباب ويرسم من قلبه."