قصة بعنوان ‘حل السلام‘ - بقلم : الكاتبة اسماء الياس من البعنة
هذا الوضع خطير. يجب ازالة المتاريس. وخلق جو يجعلنا متأكدين بأننا ذاهبون نحو لغة الحوار، ونكون مطمئنين بأننا من الشعوب التي تستحق الحياة، هيا إذًا حتى نبني ونشيد البنيان، فنحن أمة خلقت كي تحيا على هذه الأرض، لنا كل الحق، هذه أرضنا.
الكاتبة اسماء الياس - صورة شخصية
ومن يقول غير ذلك، لا يكون لديه فكرة عما كتب في كتب التاريخ. بأن هذه الأرض فلسطينية حتى النخاع.
على هذه الأرض ولد جدي وابوه وجده وجد جدجدجد جده
هنا مسقط رأسي، هل تفهمون ولا أعيد الكرة مرة أخرى، بأن هذه الأرض تتسع لكلا الشعبين، عيشوا ودعونا نعش بسلام.
كان الصمت الذي تبع نداءها الحماسي مشبعاً بالأمل. نظرت إلى عيني نور، المعلمة الشابة التي لطالما شاركتها حلمها. بجانبهما، كان يقف الياس، المهندس المعروف بتفانيه في المشاريع المجتمعية المشتركة.
أصبتِ الهدف تماماً. السلام لا يُكتب في المعاهدات فحسب، بل يُزرع في عقول الصغار.
التعليم هو أرضنا الخصبة. كيف لنا أن نزيل المتاريس في الواقع إذا لم نزلها أولاً من مناهجنا وقلوب أطفالنا؟
يجب أن نبدأ ببناء جسور المعرفة المشتركة.
وهذا يتطلب البناء. لا أعني بناء الجدران، بل بناء فضاءات مشتركة. تخيلي مدرسة تُصمم ليدرس فيها أبناء الشعبين جنباً إلى جنب. لا فصول منفصلة، ولا كتب تاريخ متعارضة. بل مختبر واحد، ومكتبة واحدة، وساحة لعب واحدة. سأبنيها من مواد هذه الأرض، حجراً حجراً، كرمز لمتانة علاقتنا.
هذا هو الجواب. السلام في بناء الإنسان. عندما يتعلم الطفلان معاً، يكتشفان أن خوفهما واحد، وأحلامهما متشابهة. التعليم المشترك يجعلهما يدركان أن هذا الكوكب يتسع للجميع، وأن هويتنا ليست حاجزاً بل غنى. لنبدأ بمشروع بذور التعايش، مدرسة تتنفس السلام، حيث تُروى القصة بحيادية وتُحتَرَم الذكريات، لكن النظرة والتطلع دائماً نحو الأمام.
لنبدأ غداً. لنرسم منهجاً جديداً يركز على الإنسانية المشتركة، بدلاً من التركيز على الحدود الفاصلة. سنعلمهم أن الاختلاف قوة، وأن التعايش هو أسمى أشكال المقاومة... مقاومة اليأس.
يدي في يدكِ. لنحول هذا الحلم إلى هيكل ملموس يرتفع نحو السماء، ليثبت أن الإرادة في البناء أقوى من إرادة الهدم.
عادل الفنان والناشط، الذي كان يستمع إليهم بعمق، يتدخل الآن بنبرة هادئة ولكن مؤثرة:
ما تقولونه عن التعليم والبناء هو الأساس. لكن تذكروا، لغة الحوار الحقيقية لا تأتي فقط من الفصول الدراسية، بل من الروح. دوري كفنان هو أن أكسر حواجز الخوف عبر الجمال. أريد أن أخلق مساحات فنية مشتركة، حيث يمكن لشبابنا أن يرسموا ويغنوا ويحكوا قصصهم لبعضهم البعض دون ترجمة. الفن لغة عالمية، لا تحتاج إلى متاريس.
يا له من صدق إذاً، يجب أن يتضمن مشروع بذور التعايش ليس فقط فصولاً للرياضيات والعلوم، بل ورش عمل مشتركة للفنون والمسرح. عندما يتبادلون الأدوار على خشبة المسرح، سيتعلمون أن يروا العالم من عيون الآخر، وهذا هو قمة التعايش.
هذا صحيح. سأقوم بتصميم مسرح خارجي في ساحة المدرسة، مفتوح للجميع. وسيكون بمثابة منارة ثقافية للحي كله. مكان تتلاقى فيه موسيقى الشرق والغرب، وتُعرض فيه قصائد تحكي عن جمال هذه الأرض المشتركة، بدلاً من أوجاعها المنفردة.
إذًا، مشروعنا مكتمل. هو ثلاثي الأبعاد: التعليم لبناء العقول (نور)، البناء المشترك لتوفير الفضاء (الياس)، والفن والثقافة لتوحيد الأرواح (عادل). لن ننتظر أن يحل السلام من القمم، سنبنيه نحن من الأسفل، في كل مدرسة وكل جدار نرسم عليه الأمل.
هذا هو الإرث الذي نستحقه. إرث من المحبة والسلام، نزرعه اليوم ليحصد أولادنا ثماره غداً.
كانت هذه الكلمات والتعهدات الثلاثية ليست مجرد أحلام، بل إعلانٌ عن ميلاد إرادة جديدة. إرادة تؤمن بأن الحق في الحياة هو حجر الزاوية الذي لا يمكن التنازل عنه لكلى الشعبين على هذه الأرض. إن الضرورة الملحة لوقف الدماء لا يمكن أن تتحقق إلا عندما نغير مسار التاريخ من صراع إلى قصة مشتركة.
لقد اتفقوا، وبقوة، أن الإجابة تكمن في مكانين لا يعترفان بالمتاريس: الفصل الدراسي والخشبة الفنية. في التعليم المشترك، يبدأ كل طفل برؤية وجه صديقه لا وجه عدوه. وفي ساحات الفن، تذوب الحدود عندما ترقص الألوان وتتحد النغمات، ليصبح الفن الجسر الحقيقي الذي يعبر فوق كل خندق وخلاف. هذا الجسر الروحي، الذي يُبنى بأيدي نور وعادل، هو الضمانة بأن البناء الذي سيشيده الياس لن يُهدم أبداً.
ومن تلك اللحظة، بدأ في مشروع بذور التعايش رحلته، ليثبت أن الإيمان بأن هذه الأرض تتسع لنا جميعاً، والعمل من أجل ذلك، هو أرقى أشكال الدفاع عن الحياة والسلام.
من هنا وهناك
-
شركة الطيران تبدأ بفرض رسوم على إرجاع مقعد الطائرة إلى الخلف!
-
من هي المرأة التي أشاد بها ترامب ودعاها للوقوف لتحيّتها أمام الكنيست؟
-
مصافحة غريبة بين ترامب وماكرون تثير الجدل في قمة شرم الشيخ!
-
ترامب يُغازل رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني في شرم الشيخ!
-
حالة الطقس: أجواء غائمة جزئيا وباردة تسود البلاد
-
حالة الطقس: أجواء غائمة وارتفاع طفيف على درجات الحرارة
-
رصد سمكة قرش في هرتسليا
-
الطيبي يرّد على الموسيقي الإسرائيلي الشهير عيدان رايخل
-
مصدر مقرّب يكشف: بشار الأسد في موسكو يُدمن ألعاب الفيديو وزوجته بحالة حرجة
-
حالة الطقس: انخفاض طفيف وفرصة مهيأة لهطول أمطار خفيفة متفرقة
أرسل خبرا