مرة أخرى، تكتب الجريمة سطورها بالدم، وتترك خلفها عائلات تنهش الحسرة قلبها. 

في النقب استيقظ الأهالي على وقع جريمة جديدة أودت بحياة الشاب توفيق أبو عايش، الذي قُتل إثر تعرضه لإطلاق نار، الليلة الماضية. الشاب خرج ولم يعد، بعدما خطف رصاص الغدر حياته وترك أحلامه تنزف على الأرض. الشرطة أعلنت لاحقًا عن اعتقال 3 مشتبهين في الجريمة التي تُضاف إلى سلسلة طويلة من حوادث القتل التي حوّلت النقب إلى ساحة مفتوحة للنزاعات المسلحة.

جريمة مزدوجة قرب إبطن تودي بحياة شقيقين
وفي جريمة مزدوجة أخرى هزّت المجتمع العربي، قُتل شقيقان من عائلة خوالد، بعد تعرضهما لإطلاق نار داخل مركبتهما في منطقة مفتوحة قرب قرية إبطن شمال البلاد. جمال ونضال خالدي، من ابطن، شقيقان خرجا هذا الصباح، دون أن يدركا أن ذلك الطريق سيكون الأخير. جمال لم يكن مجرد أخ أو ابن، بل كان معلمًا ومربي أجيال، حمل في قلبه رسالة، وفي عينيه حلم بمستقبلٍ أفضل لطلابه. لكن رصاصة واحدة كانت كفيلة بإسكات صوته إلى الأبد. 

وقالت الشرطة في بيانها عن جريمة قتلهما: "شرعت شرطة زفولون بالتحقيق بعد تلقيها بلاغًا عن إطلاق نار تجاه رجلين في مركبة بمنطقة مفتوحة قرب قرية إبطن. وحسب الطواقم الطبية، تم إقرار وفاتهما في المكان، وقد باشرت الشرطة بجمع الأدلة، بالتعاون مع محققي قسم الأمن الجنائي، مع نصب حواجز وتنفيذ أعمال تمشيط بحثًا عن مشتبهين". وأشارت إلى أن الخلفية على ما يبدو جنائية.

رجل الإسعاف شادي مجدوب من طواقم نجمة داود الحمراء، قال في بيان: "وجدنا الرجلين فاقدين للوعي، مع إصابات خطيرة، ولم يكن أمامنا سوى إعلان وفاتهما. المشهد كان صعبًا للغاية".

متى ينتهي هذا المسلسل الدموي؟
ما بين شمال البلاد وجنوبها، يتنقل الموت بسلاسة، وكأن أرواح أبناء هذا المجتمع أرقام في نشرات الأخبار. يستمر القتل، وتتكرر المشاهد ذاتها: صراخ، إسعافات، شريط أحمر، وبيانات شرطة، ثم ينتهي كل شيء في مقبرة، ليبدأ الحداد في بيت جديد. كم من المعلمين، والشباب، والأطباء والآباء، يجب أن يسقطوا ضحية حتى يتحرك الضمير؟ ثلاثة قتلى في ساعات معدودة.. والقائمة تطول.

تصوير نجمة داوود الحمراء

المرحوم جمال خالدي - صورة شخصية

المرحوم توفيق أبو عايش - صورة شخصية