مقال : هل الإسلام برنامج ما يطلبه المستمعون ؟!
في هذا المقال اود ان أناقش مدى شرعنة انضمام الحركة الإسلامية الجنوبية والمتمثلة في القائمة العربية الموحدة سابقا والمفككة حاليا برئاسة "فضيله الشيخ" الدكتور
د. احمد فياض محاميد - صورة شخصية
عضو الكنيست منصور عباس الى الائتلاف في الحكومة الإسرائيلية.
من الواضح بان انضمام الكتلة الى ذلك الائتلاف كان بدعم من مجلس الشورى الموقر. بداية اعترف باني لست مفتيا وكنت أتمنى أن أكون ، لذلك لم احلل ولم احرم ولكن سأطرح بعض التساؤلات على أثر ذلك الموقف وساترك القرار من ثم الى القارئ .
ومن خلال مناقشة هذا الموضوع سألتجئ الى قول اصدق الصادقين سبحانه وتعالى في كتابه منزل التحكيم والى السنة النبوية الممثلة في رسول الله سيدنا محمد صل الله عليم وسلم ، وبهذا قد اكون اقمت جدارا واقيا من حولي متينا ، والان بامكاني ان اتوجه الى صلب الموضوع.
السؤال الذي يطرح نفسه على "فضيلة الشيخ" الدكتور عضو الكنيست منصور عباس واعضاء مجلس الشوري الموقرين : الا يعتبر انضمامكم الى الائتلاف الحكومي بمثابه ولاء؟ وان كان كذلك الا يتنافى مع قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾.(51)السورة ورقم الآية: المائدة (51)?!. والسؤال الاخر الم تدعم القائمة العربية المفككة قرار الحكومة دخول المستوطنين في مسيرة الاعلام الى المسجد الاقصى وتدنيسه والحاق الإضرار المادية به ؟ هل يخفى على "عطوفة " الدكتور عضو الكنيست منصور عباس قول رسول الله عن أبي هريرة قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام، ومسجد الرسول صل الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى " رواه البخاري ومسلم؟!. وان كان يخفى عليه؟: هل كان ايضا يخفى على مجلس الشورى الموقر؟ وان لم يخف عليكم: كيف ينسجم موقفكم هذا من تدنيس الاقصى بمؤازرتكم ؟!
لفد اعلن سابقا "فخامة" الشيخ منصور عباس بانه يعترف في يهودية الدولة. هل تعلموا يا حضرات السادة بانه حسب القوانين الدولية ما تحت الارض وما فوق الأرض هو تابع لملكية الدولة ؟ هل لهذا السبب غضيتم النطر عن الانتهاكات المتكررة من قبل المستوطنين الى المسجد الأقصى؟! موقف الكتلة "المتفككة" المعلن انها لا تهتم في قضايا الشعب الفلسطيني، هي تهتم فقط في قضايا عرب الداخل وهذا لموقف واضح الى معالي حضرات اعضاء مجلس الشورى . أي بمعنى اخر الحركة الإسلامية انسلخت وتنصلت من الامة الإسلامية عامة . هل لهذا السبب تدعم كتلتكم الموقرة حكومة بينيت لبيد في السماح للمستوطنين بالانتهاكات المتتالية ضد ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية مثل قلع الاشجار والاعتداءات الوحشية على النساء والأطفال، وفي مضايقات عديدة بالإضافة الى الاعدامات الميدانية التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي في حق فتية عزل في الضفة الغربية ، اضف الى ذلك معاناة اخواننا البدو الذين يتعرضون لابتزاز اراضيهم التي هي في ملكيتهم منذ مئات السنين من قبل اقامة دولة اسرائيل؟ . أي اخوانكم في الداخل والخارج يعيشون في كروب متتالية ومتنوعة .
التمس من حضرتاكم عذرا من سؤالي هذا : كيف ينسجم موقفكم مع قول الرسول عن ابن عمرَ رضي اللَّهُ عنهما: أَن رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ: مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسلمٍ كُرْبةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بها كُرْبةً مِنْ كُرَبِ يوم القيامةِ ؟ الا يتنافى موقفكم مع كتاب الله والسنة النبوية؟ هل هذه هي الصراط المستقيم التي ترجونها من الله سبحانه وتعالى؟! . عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا))؛ متفق عليه. يا حضرات المشايخ الكرام: الاسلام عقيدة كاملة ومتكاملة راسخة ليست قابلة للتجزئة ، الاسلام ليس برنامج ما يطلبه المستمعون؟!
كوني الحمد لله مسلما اطلب من الله العلي القدير ان يعيدكم الى صوابكم !!!
من هنا وهناك
-
المحامي زكي كمال يكتب : العنصريّة داء الأمم وبداية تفكّك الدول
-
مقال: الولاء بين التقاليد والحق - بقلم: منير قبطي
-
‘ بلدتي بين الامس واليوم‘ - بقلم : معين أبو عبيد
-
‘رأيٌ في اللغة .. في مـِحنة اللّغة ومَعاني ‘الاشتهار‘ .. قُل: اشتَهَر، وقُل: اشتُهِر‘ - بقلم: د. أيمن فضل عودة
-
المحامي محمد غالب يحيى يكتب : التعاون مطلوب، الاقصاء مرفوض والبديل موجود
-
مقال: نظرية ‘إكس‘ ونظرية ‘واي‘ في سلوك الموظفين - بقلم: د. غزال ابو ريا
-
‘ رأيٌ في اللُّغة.. فُحُولُ اللُّغة يوسِّعون لا يضيّقون ..فقُل: «سَمـَّى» وقُل: ‘أَسْمَى‘ - بقلم : د. أيمن فضل عودة
-
المحامي زكي كمال يكتب : ‘الديمقراطيّة‘ في مفهوم دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو بقاؤهما في السلطة!
-
‘ الأمهات لا يمتْنَ أبدًا ‘ - بقلم : رانية مرجية
-
‘ تعزيز الذاكرة الجماعية ‘ - بقلم : د. غزال ابو ريا
أرسل خبرا