مقال بقلم المحامي شادي الصح : تحطم شيء ما !
لأول مرة في حياتي ، ليس لدي من أصوت له…. أعترف أن شيئًا ما بداخل الناس قد كُسر، أنظر إلى العديد من السياسيين الذين يطلبون
المحامي شادي الصح - تصوير: موقع بانيت
بأن نصوت لهم وأشعر بأنهم لا يستحقون تضييع الوقت، هذا لسان حال الآلاف من أبناء شعبي لقد كُسر شيئاً ما بداخلهم يصعب ترميمه، كُسرت الثقة بين من أرسلناهم ليمثلونا وبين الناس.
قناعة الناس:
قبيل فترة الانتخابات بقليل نشاهد السياسيين يهرولون كلٌ ينتقي شعاراً خاصا لحزبه كي يحاول اقناع الناس بالتصويت ولكن هذه الانتخابات مختلفة فالقناعة هي بأن القيم التي سمعناها لم تعد كيفما كانت مرة.
وعندما تنتفي القيم يصبح هم السياسي الوصول إلى الكرسي.
ولى زمن تقديس القيادات!
في الماضي كانوا يقدسون من يتقن الكلام، ويصرخ بأعلى صوته هذا كان يوضع فوق الرؤوس، يلقى احتراماً واسعاً في كل مكان يذهب اليه.
فقيادات مثيرة ولت وذهبت وغيرهم الكثير من ممن كانوا ملء السمع والبصر والآن لم يعد لهم ذكر على الاطلاق؟!!!
والسبب من وجهة نظري أن زمن تقديس الأشخاص القيادات قد ولى.
فالماضي لم يكن زمن اختبارات بل كان زمن تنظير فقط
فمن كان يحسن الخطابة والحفظ كنا نرفعه فوق الرؤوس.
والآن أصبحنا في زمن الاختبارات العملية...
ولذلك سقطت غالبية الظواهر الصوتية ولم يبقَ الا المخلصون و هم قليل هم بيننا نحبهم ويحبوننا.
فقط لمن كان معهم في المحن:
وهذا الزمن لا يرفع الناس إلا من كان بينهم في المِحَن.. وذاق مرارة الواقع الأليم و دفع ثمن كلمة الحق التي قالها هؤلاء نقدسهم.
أما الممثلون المدلسون أصحاب المستعارون فيكفيهم جداً ما أخذوه من صيت كاذب في الزمن الغابر.
لم يعد ذاك الشعور الذي كنا به نشعر به مرة نحارب من أجل إنجاح حزب معين ليكون لنا خير ممثل ليسمع صوتنا في أمكنة لا يصل صوتنا اليها.
الأرصاد الجوية تنبأت بأن الشتاء سيتأخر هذه السنة وفي الأول من نوفمبر يوم الثلاثاء سيكون الطقس معتدلاً مما يشجع للخروج في نزهة في أحضان الطبيعة.
أعرف كل الحجج:
أعرف كل الحجج وأعرف ما سيقال أولئك الذين لا يصوتون يقومون بتقوية الجانب الآخر ( اليمين) وأن عدم التصويت هو دعم لصعود كتلة اليمين إلى سدة الحكم، سيصفق لك اليمين،كل هذه الأشياء صحيحة ،لقد ذكرتها بنفسي عدة مرات في السنوات الأخيرة. لكن هنا أعترف لكم أن شيئًا ما بداخلي قد كسر. ألقي نظرة على عدد كبير من السياسيين الذين يطلبون تصويتي- فكيف لا يتعبون من انفسهم؟ من الانقسامات التي لا نهاية لها. من الأكاذيب من الغش من الحاجة إلى مزيد من المبالغة في كل شيء.
انتظرت حتى تقديم القوائم وكان لدي شعور داخلي بأن هناك شيئا ما سيحدث وحدث.
ماذا ستقولون للناس ليخرجوا من بيوتهم:
تلك الشعارات الكاذبة التي تم رفعها لن تخرج الناس من ييوتهم، هؤلاء الناس وصلوا إلى قناعة وقرار يصعب تغييره. لعدة اسباب وأهمها انهدام وزعزعة الثقة.
وحتى على صعيد محلي أسمع الناس والرأي السائد بأنه قبل الانتخابات بسنة تحديداً يتغير الجالس على الكرسي
بتقرب ويتودد للناس ذلك من أجل اقتناص أكبر عدد من الأصوات وبعدها يدير ظهره لهم لأولئك الذين أوصلوه إلى الكرسي المقدس.
وللختام أقول أسمع نبرة صوت مختلفة حتى من أولئك الذين كانوا مرة يقدسون حزباً معيناً الذين تتراوح أعمارهم بين الستين والسبعين كانوا مرة يقدسون المرشح ولكن اليوم ولكن متأخرا بعض الشيء يقولون "فهمنا أصول اللعبة".
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: bassam@panet.co.il.
من هنا وهناك
-
‘ في ذكرى وفاة أبي: لا عزيز ينسى ولو مرّ على وفاته ألف عام ‘ - بقلم : الكاتب أسامة أبو عواد
-
‘ أرجوحة ماغوطيّة ‘ - بقلم : حسن عبادي من حيفا
-
‘ تغيير الواقع ‘ - بقلم : د. غزال ابو ريا
-
المحامي زكي كمال يكتب : العنصريّة داء الأمم وبداية تفكّك الدول
-
‘ بدون مؤاخذة-التّكيّف والتّهجير ‘ - بقلم : جميل السلحوت
-
مقال: الولاء بين التقاليد والحق - بقلم: منير قبطي
-
‘ بلدتي بين الامس واليوم‘ - بقلم : معين أبو عبيد
-
‘رأيٌ في اللغة .. في مـِحنة اللّغة ومَعاني ‘الاشتهار‘ .. قُل: اشتَهَر، وقُل: اشتُهِر‘ - بقلم: د. أيمن فضل عودة
-
المحامي محمد غالب يحيى يكتب : التعاون مطلوب، الاقصاء مرفوض والبديل موجود
-
مقال: نظرية ‘إكس‘ ونظرية ‘واي‘ في سلوك الموظفين - بقلم: د. غزال ابو ريا
أرسل خبرا