‘ لقاء ترامب ونتنياهو: صياغة للبدايات أم تحديد للنهايات! ‘ - بقلم : المحامي زكي كمال
11-07-2025 05:30:52
اخر تحديث: 12-07-2025 07:52:00
بين قديم يُعاد وجديد يذكر، كانت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع إلى واشنطن، الثالثة على التوالي منذ تولي دونالد ترامب الرئيس الأمريكيّ مهامّ منصبه في ولايته الثانية، في كانون الثاني الحاليّ،

أما القديم الذي يُعاد فهي الحقيقة الواقعة، والتي يدركها كل ذي بصر وبصيرة، ودون علاقة بأيّ موقف سياسيّ أو غيره، أن زيارات رؤساء وزراء إسرائيل المتعاقبة إلى واشنطن والتي كانت طيلة عقود زيارات عاديّة تؤكّد في أحسن الحالات العلاقة الخاصّة والمميّزة بين البلدين، تحوّلت في عهد بنيامين نتنياهو وخاصّة في العقد الأخير، ومنذ أن بدأ الحديث بشكل علنيّ عن أسلحة إيران النوويّة وتحديدًا خطابه في الثالث من آذار عام 2015 (عشية الانتخابات البرلمانيّة الاسرائيليّة) خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ضدّ الاتفاق النوويّ مع إيران والذي كان حينه في حكم المرتقب والمتوقّع، إلى زيارات لا تقتصر على المجاملات وتأكيد التزام واشنطن بأمن إسرائيل والاعلان الصريح والرسميّ عن قيمة المساعدات الأمنيّة المقدّمة سنويًّا إلى إسرائيل والتي جعلها الرئيس أوباما تقف سنويًّا عند قرابة 4 مليار دولار، بل تحمل في طياتها الكثير من القضايا ما يجعل المنطقة برمّتها تنتظر نتائجها.
وهذه حقيقة واقعة، لم تكن قبل ذلك ربما باستثناء الزيارة المشهورة لرئيس الوزراء الإسرائيليّ الراحل إسحق رابين لتوقيع اتفاقيات أوسلو في سبتمبر أيلول عام 1993 وقبلها توقيع اتفاقيّات كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر بوساطة الرئيس الأمريكيّ الراحل جيمي كارتر، بل حقيقة تؤكّدها مراجعة سريعة للزيارات منذ العام 2015 وبدءًا بتلك الزيارة والتي شملت خطابه أمام مجلسي النواب والشيوخ بدعوة من جون باينر رئيس مجلس النواب، والتي أنتجت معارضة تامّة في الحزب الجمهوريّ للاتفاق النوويّ مع إيران وصلت ذروتها في زيارة لاحقة بعد انتخاب دونالد ترامب عام 2016 رئيسًا للولايات المتحدة وتحديدًا عام 2018 بإلغاء مشاركة أمريكا في الاتفاق النوويّ، إضافة إلى الزيارة الشهيرة التي تمخّضت بعد ذلك عن إطلاق ورشة المنامة الاقتصاديّة واتفاقيّات أبراهام، ومؤخّرًا الزيارتان السابقتان لبنيامين نتنياهو لواشنطن حيث تمخضت الأولى في شباط فبراير 2025 عن إعلان ترامب خطّته المعروفة باسم "ريفييرا غزة" والتي تشمل ترحيل الفلسطينيين من هناك إلى دول أخرى منها بعض الدول العربيّة ومنها الأردن. وكلّنا نذكر موقف العاهل الأردنيّ الملك عبد الله الثاني، الرافض لذلك خلال زيارته لواشنطن التي أعقبت ذلك، وإلغاء الرئيس المصريّ عبد الفتاح السياسيّ زيارته بسبب رفضه للترحيل، ومؤتمر الإعمار الذي شهدته الرياض وتمخّض عن خطّة عربيّة لإعمار غزة، وزيارته الثانية في إبريل نيسان 2025، والتي أعلنه فيها ترامب فجأة ودون تنسيق مسبق، إطلاق المفاوضات النوويّة مع إيران، والتي انتهت بعد 60 يومًا إلى لا شيء وكانت خامتها حرب الـ 12 يومًا بين إسرائيل وإيران.
وهذه حقيقة واقعة، لم تكن قبل ذلك ربما باستثناء الزيارة المشهورة لرئيس الوزراء الإسرائيليّ الراحل إسحق رابين لتوقيع اتفاقيات أوسلو في سبتمبر أيلول عام 1993 وقبلها توقيع اتفاقيّات كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر بوساطة الرئيس الأمريكيّ الراحل جيمي كارتر، بل حقيقة تؤكّدها مراجعة سريعة للزيارات منذ العام 2015 وبدءًا بتلك الزيارة والتي شملت خطابه أمام مجلسي النواب والشيوخ بدعوة من جون باينر رئيس مجلس النواب، والتي أنتجت معارضة تامّة في الحزب الجمهوريّ للاتفاق النوويّ مع إيران وصلت ذروتها في زيارة لاحقة بعد انتخاب دونالد ترامب عام 2016 رئيسًا للولايات المتحدة وتحديدًا عام 2018 بإلغاء مشاركة أمريكا في الاتفاق النوويّ، إضافة إلى الزيارة الشهيرة التي تمخّضت بعد ذلك عن إطلاق ورشة المنامة الاقتصاديّة واتفاقيّات أبراهام، ومؤخّرًا الزيارتان السابقتان لبنيامين نتنياهو لواشنطن حيث تمخضت الأولى في شباط فبراير 2025 عن إعلان ترامب خطّته المعروفة باسم "ريفييرا غزة" والتي تشمل ترحيل الفلسطينيين من هناك إلى دول أخرى منها بعض الدول العربيّة ومنها الأردن. وكلّنا نذكر موقف العاهل الأردنيّ الملك عبد الله الثاني، الرافض لذلك خلال زيارته لواشنطن التي أعقبت ذلك، وإلغاء الرئيس المصريّ عبد الفتاح السياسيّ زيارته بسبب رفضه للترحيل، ومؤتمر الإعمار الذي شهدته الرياض وتمخّض عن خطّة عربيّة لإعمار غزة، وزيارته الثانية في إبريل نيسان 2025، والتي أعلنه فيها ترامب فجأة ودون تنسيق مسبق، إطلاق المفاوضات النوويّة مع إيران، والتي انتهت بعد 60 يومًا إلى لا شيء وكانت خامتها حرب الـ 12 يومًا بين إسرائيل وإيران.
اتفاقيّات إقليميّة تضمن الهدوء في المنطقة والإقليم .
أهميّة خاصة
أما الجديد هنا، وفي هذه الزيارة فهي انها لم تكن زيارة أخرى لاستعراضات وديّة، أو إعلانٍ عن وحدة الحلفاء. بل حملت أهميّة خاصة وسعت نطاق الاهتمام والانشغال فيها إلى الصعيد الإقليميّ وحتى العالميّ، وأضافت إليه بعدًا إسرائيليًّا داخليًّا لم يكن سابقًا، ربّما تفوح منه رائحة انتخابات قريبة ومبكّرة لا تنتظر موعدها الدستوريّ عام 2026، فاهتماماتها لم تكن تتعلّق بالحرب في غزة والتي أنهت منتصف هذا الأسبوع شهرها الحادي والعشرين، أراد ترامب أن تنتهي وأعلن نيابة عن إسرائيل موافقتها على ذلك، بعد أن كان قد حذّر "حماس" من مغبّة رفض "موقفه ورغبته"، في تجسيد للترامبيّة الشرق أوسطيّة والتي تعتمد توزيع الأدوار وإجادة توزيع الأوراق لضمان أفضل النتائج، والحديث هنا عن ممارسة الضغوط النافذة والمباشرة على الأطراف، فترامب مارس الضغط على نتنياهو ليس فقط لمجرّد إعلانه أن نتنياهو وافق على وقف إطلاق النار بل استبق ذلك عبر ضغط "داخليّ" يتعلّق بمطالبته بإلغاء محاكمة نتنياهو لتمكينه من تأكيد النصر وإنهاء الحرب في غزة، ما خلق حالة يكون فيها نتنياهو سواء شاء أم أبى مدينًا لترامب، ومضطرًا حتى لو تظاهر بغير ذلك لقبول اقتراحه عبر موازنة يجيدها نتنياهو بين انصياعه لترامب وصيانة ائتلافه، وضغوطات عربيّة، وتحديدًا مصريّة وقطريّة على قادة "حماس" والتلميح ولو المبطّن والرمزيّ، إلى أنها ضغوطات يمكن أن تتعاظم وتزداد إذا واصلت الحركة تعنّتها واشتراطاتها وربما تصل حتى استخدام "سلاح يوم الدين" وهو إبعاد قيادات "حماس" من العاصمة القطريّة الدوحة، كما لا تكتفي بوقف إطلاق النار، بل تصل حدّ البحث في اليوم التالي، لكنها تتجاوز ذلك إلى حديث عن اتفاقيّات إقليميّة واسعة النطاق تشمل لبنان عبر تفكيك سلاح "حزب الله" وزيارة الموفد الأمريكيّ توم براك إلى لبنان يوم الإثنين، نفس يوم وصول نتنياهو إلى واشنطن، ولقاء الرئيس جوزيف عون ربما دليل على ذلك، واتفاق مع سوريا حول العودة إلى اتفاق فضّ الاشتباك من العام 1974، أو اتفاق عدم اعتداء، وانضمام دول عربيّة أخرى أو إسلاميّة إلى اتفاقيّات أبراهام، وصولًا ربما في النهاية إلى اتفاقيّات تطبيع وسلام بين إسرائيل والمملكة العربيّة السعوديّة، ستكون مسك الختام لإنهاء النزاعات بإقامة كيان فلسطينيّ رغم استحالة ذلك وفق المعطيات على الأرض في الضفة الغربيّة، أو إعلان التحرّك باتجاه ذلك، واتفاقيّات إقليميّة تضمن الهدوء في المنطقة والإقليم، أو في أسوأ الحالات تُبقي إيران وحيدة في الساحة، متمّمة بذلك ما سعى إليه الرئيس ترامب من جولته الخليجيّة السابقة والتي تجاوزت إسرائيل، وكانت نتائجها معروفة وواضحة مسبقًا من حيث العطايا والهدايا والاتفاقيّات والصفقات.
أما الجديد هنا، وفي هذه الزيارة فهي انها لم تكن زيارة أخرى لاستعراضات وديّة، أو إعلانٍ عن وحدة الحلفاء. بل حملت أهميّة خاصة وسعت نطاق الاهتمام والانشغال فيها إلى الصعيد الإقليميّ وحتى العالميّ، وأضافت إليه بعدًا إسرائيليًّا داخليًّا لم يكن سابقًا، ربّما تفوح منه رائحة انتخابات قريبة ومبكّرة لا تنتظر موعدها الدستوريّ عام 2026، فاهتماماتها لم تكن تتعلّق بالحرب في غزة والتي أنهت منتصف هذا الأسبوع شهرها الحادي والعشرين، أراد ترامب أن تنتهي وأعلن نيابة عن إسرائيل موافقتها على ذلك، بعد أن كان قد حذّر "حماس" من مغبّة رفض "موقفه ورغبته"، في تجسيد للترامبيّة الشرق أوسطيّة والتي تعتمد توزيع الأدوار وإجادة توزيع الأوراق لضمان أفضل النتائج، والحديث هنا عن ممارسة الضغوط النافذة والمباشرة على الأطراف، فترامب مارس الضغط على نتنياهو ليس فقط لمجرّد إعلانه أن نتنياهو وافق على وقف إطلاق النار بل استبق ذلك عبر ضغط "داخليّ" يتعلّق بمطالبته بإلغاء محاكمة نتنياهو لتمكينه من تأكيد النصر وإنهاء الحرب في غزة، ما خلق حالة يكون فيها نتنياهو سواء شاء أم أبى مدينًا لترامب، ومضطرًا حتى لو تظاهر بغير ذلك لقبول اقتراحه عبر موازنة يجيدها نتنياهو بين انصياعه لترامب وصيانة ائتلافه، وضغوطات عربيّة، وتحديدًا مصريّة وقطريّة على قادة "حماس" والتلميح ولو المبطّن والرمزيّ، إلى أنها ضغوطات يمكن أن تتعاظم وتزداد إذا واصلت الحركة تعنّتها واشتراطاتها وربما تصل حتى استخدام "سلاح يوم الدين" وهو إبعاد قيادات "حماس" من العاصمة القطريّة الدوحة، كما لا تكتفي بوقف إطلاق النار، بل تصل حدّ البحث في اليوم التالي، لكنها تتجاوز ذلك إلى حديث عن اتفاقيّات إقليميّة واسعة النطاق تشمل لبنان عبر تفكيك سلاح "حزب الله" وزيارة الموفد الأمريكيّ توم براك إلى لبنان يوم الإثنين، نفس يوم وصول نتنياهو إلى واشنطن، ولقاء الرئيس جوزيف عون ربما دليل على ذلك، واتفاق مع سوريا حول العودة إلى اتفاق فضّ الاشتباك من العام 1974، أو اتفاق عدم اعتداء، وانضمام دول عربيّة أخرى أو إسلاميّة إلى اتفاقيّات أبراهام، وصولًا ربما في النهاية إلى اتفاقيّات تطبيع وسلام بين إسرائيل والمملكة العربيّة السعوديّة، ستكون مسك الختام لإنهاء النزاعات بإقامة كيان فلسطينيّ رغم استحالة ذلك وفق المعطيات على الأرض في الضفة الغربيّة، أو إعلان التحرّك باتجاه ذلك، واتفاقيّات إقليميّة تضمن الهدوء في المنطقة والإقليم، أو في أسوأ الحالات تُبقي إيران وحيدة في الساحة، متمّمة بذلك ما سعى إليه الرئيس ترامب من جولته الخليجيّة السابقة والتي تجاوزت إسرائيل، وكانت نتائجها معروفة وواضحة مسبقًا من حيث العطايا والهدايا والاتفاقيّات والصفقات.
ترامب يريد ما هو لمصلحة ترامب
بغضّ النظر عن النتائج والتي تكشفت خلال الزيارة علنًا وربما دون قصد من ترامب، الذي كانت تصريحاته كالعادة، وكما في السابق غير متوقّعة، بل مفاجئة أحيانًا تؤكّد أن ترامب يريد ما هو لمصلحة ترامب، كما هو الحال في عرف رجال الأعمال، فإن السؤال المطروح قبل الزيارة وخلالها وبعدها خاصّة وأن المواعيد لدى ترامب غير مقدّسة بل النتائج، وهو يذكّرنا هنا بقول رئيس وزراء إسرائيل الراحل إسحق رابين أن المواعيد ليست مقدّسة، بل النتائج النهائيّة، فالسؤال الذي كان وما زال مطروحًا هو واحد ووحيد، وهو ليس ماذا بإمكان إسرائيل و"حماس" والدول العربيّة الجارة لإسرائيل والبعيدة عنها، أن تعطي وأن تقدّم، بل ماذا يريد ترامب، وهو الرئيس الذي يثبت في ولايته الثانية أنه مختلف وغير متوقع، فهو في نسخته الرئاسيّة الحاليّة يؤكّد خطأ أولئك الذين ظنّوا أنه لن يسعى إلى إنجازات كبيرة خاصّة وأنها الولاية الثانية ولا ثالثة بعدها، لكنّه يظهر مختلفًا فيبدي العدوانيّة كما حدث في لقائه المشهور مع الرئيس الأوكراني زلينسكي، والحزم كما كان في لقائه مع نتنياهو وعفويّ وربما عديم الصبر الذي يصرّ على تحديد كافّة التفاصيل، لتصبح طلباته المنشود والموجود في آنٍ واحدٍ معًا، فهو ليس الوسيط المحايد، أو حتى ذلك الذي يحاول التوفيق بين الطرفين المتخاصمين، بل إنه جزء لا يتجزّأ من الاتفاق والتوافقات بل في مركزها، عبر صيغة كان مبعوثوه قد طرحوها أمام الإسرائيليّين والمصريّين والقطريّين ومنهما إلى "حماس"، والهدف واضح... اتّفاق نهائيّ، أو على الأقلّ اختراقة تشكّل رسمًا لمسار المفاوضات نحو الصفقة، أو بكلمات أخرى وعلى خلفيّة الضربات الأمريكيّة والإسرائيليّة للمنشآت النوويّة الإيرانيّة، ومن ثمّ وقف إطلاق النار، وضع الأسس اللازمة للانتقال من العمل العسكريّ إلى النتائج السياسيّة، مع الإبقاء على الدعم الأمريكيّ العسكريّ المطلق لإسرائيل بما في ذلك التفكير حتى بمنحها قاذفات متفوّقة من نفس طراز تلك التي قصفت المنشآت النوويّة الإيرانيّة (2B).
الحديث عن انتخابات مبكّرة يخيف الجميع ويربكهم .
البعد الإسرائيليّ الداخليّ
الجديد الذي يذكر في هذه الزيارة هو البعد الإسرائيليّ الداخليّ، والذي تغيّر من حالٍ إلى حال، وبالتالي فإن السؤال الذي كان مطروحًا في المرّات السابقة وملخّصه ما إذا كانت أي صفقة في غزة ستؤدي إلى انهيار الائتلاف وسقوط الحكومة، لم يكن مطروحًا، بل لم يعد أصلًا ودليل ذلك أن الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين اعتادا التلويح بإسقاط الحكومة، بل تباهيا بأنهما أفشلا صفقات سابقة، اكتفيا بانتقادات خجولة وفاترة، قابلتها نداءات من المعارضة لنتنياهو بعدم الانصياع لهما، بل استعداد المعارضة بمنحه شبكة أمن لتمرير الصفقة. فالواقع اليوم أن لا أحد يريد الانتخابات في إسرائيل، أو بعبارات أدقّ فإن الحديث عن انتخابات مبكّرة يخيف الجميع ويربكهم، باستثناء نتنياهو الذي جعلته الحرب في إيران الرابح الأكبر من كل شيء، فصفقة مع "حماس" ونزع لسلاح "حزب الله" سيشكّل سلاحًا يؤكّد عبره نتنياهو، الذي سبق أن عرقل صفقات مماثلة في الماضي، لكنّه هذه المرّة يريدها لاعتبارات سياسيّة وأمنيّة داخليّة، أنه استطاع تفكيك محور المقاومة ونزع أسلحته، بينما سيشكّل رفض "حماس" للصفقة انتصارًا له سوف يستغلّه لصالحه مدّعيًا أن ذلك يؤكّد ان "حماس" هي التي ترفض الصفقة، وبالتالي لا مبرّر سوى مواصلة الحرب في غزة كما يريد سموتريتش وبن غفير، ويضمن بذلك بقاء ائتلافه الحاليّ الذي لا يريد أيّ من أعضائه أن ينفرط عقده بمن فيهم الأحزاب الدينيّة المتزمّتة التي تدرك أنه الوحيد الذي يمكن أن يضمن بتركيبته ومصالحه التي تتقاطع، إعفاء الشبان المتديّنين من الخدمة العسكريّة لدوافع سياسيّة، وبخلاف مواقف الجهات والسلطات العسكريّة والأمنيّة، أما المعارضة وهي التي يميزها عدم التجانس، بل انجرارها وراء مواقف الائتلاف الحكوميّ، وعدم طرح بديل لها حتى بما يتعلّق بالحرب في غزة واليوم التالي والعلاقات مع المواطنين العرب داخل إسرائيل وقضايا حريّة الرأي وغيرها، فإنها لا تريد الانتخابات وربما لا تدعو اليها، فهي اليوم أكثر انقسامًا وهشاشة خاصّة بعد انسحاب الجنرال غادي أيزنكوت من حزب بيني غانتس، ما غيّر ولو مؤقتًا صورة الحلبة السياسيّة والمعارضة ومعه تصريح رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت والذي يعتبر المرشّح الأوفر حظًا في منافسة نتنياهو على رئاسة الحكومة، إنه لن يقبل بضمّ أحزاب عربيّة إلى حكومته، أو ائتلافه بعكس الفترة السابقة التي كانت القائمة العربيّة الموحّدة برئاسة الدكتور منصور عباس، شريكة في الائتلاف، مع الإشارة إلى أن موقف بينيت هذا يناقض الحالة السائدة في المجتمع العربيّ والتي تشير الاستطلاعات فيها إلى أن نحو 74% من أفراده يؤيّدون مشاركة تامّة في الحكومة والائتلاف، ويبقى نتنياهو الرابح الأكبر ومعه الليكود، الذي سوف يخوض الانتخابات مستعينًا بدعم الرئيس الأمريكيّ ترامب ليس لسياسات نتنياهو فحسب، بل حتى للمطالبات بوقف محاكماته وإلغائها لتمكينه من مزاولة مهام منصبه كما يجب، بمعنى أن فوز الليكود قد يتمّ فقط "بدعم" ترامب لنتنياهو، أو بتحويل ترامب إلى لاعب أساسيّ في الانتخابات البرلمانيّة الإسرائيليّة القادمة.
الجديد الذي يذكر في هذه الزيارة هو البعد الإسرائيليّ الداخليّ، والذي تغيّر من حالٍ إلى حال، وبالتالي فإن السؤال الذي كان مطروحًا في المرّات السابقة وملخّصه ما إذا كانت أي صفقة في غزة ستؤدي إلى انهيار الائتلاف وسقوط الحكومة، لم يكن مطروحًا، بل لم يعد أصلًا ودليل ذلك أن الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين اعتادا التلويح بإسقاط الحكومة، بل تباهيا بأنهما أفشلا صفقات سابقة، اكتفيا بانتقادات خجولة وفاترة، قابلتها نداءات من المعارضة لنتنياهو بعدم الانصياع لهما، بل استعداد المعارضة بمنحه شبكة أمن لتمرير الصفقة. فالواقع اليوم أن لا أحد يريد الانتخابات في إسرائيل، أو بعبارات أدقّ فإن الحديث عن انتخابات مبكّرة يخيف الجميع ويربكهم، باستثناء نتنياهو الذي جعلته الحرب في إيران الرابح الأكبر من كل شيء، فصفقة مع "حماس" ونزع لسلاح "حزب الله" سيشكّل سلاحًا يؤكّد عبره نتنياهو، الذي سبق أن عرقل صفقات مماثلة في الماضي، لكنّه هذه المرّة يريدها لاعتبارات سياسيّة وأمنيّة داخليّة، أنه استطاع تفكيك محور المقاومة ونزع أسلحته، بينما سيشكّل رفض "حماس" للصفقة انتصارًا له سوف يستغلّه لصالحه مدّعيًا أن ذلك يؤكّد ان "حماس" هي التي ترفض الصفقة، وبالتالي لا مبرّر سوى مواصلة الحرب في غزة كما يريد سموتريتش وبن غفير، ويضمن بذلك بقاء ائتلافه الحاليّ الذي لا يريد أيّ من أعضائه أن ينفرط عقده بمن فيهم الأحزاب الدينيّة المتزمّتة التي تدرك أنه الوحيد الذي يمكن أن يضمن بتركيبته ومصالحه التي تتقاطع، إعفاء الشبان المتديّنين من الخدمة العسكريّة لدوافع سياسيّة، وبخلاف مواقف الجهات والسلطات العسكريّة والأمنيّة، أما المعارضة وهي التي يميزها عدم التجانس، بل انجرارها وراء مواقف الائتلاف الحكوميّ، وعدم طرح بديل لها حتى بما يتعلّق بالحرب في غزة واليوم التالي والعلاقات مع المواطنين العرب داخل إسرائيل وقضايا حريّة الرأي وغيرها، فإنها لا تريد الانتخابات وربما لا تدعو اليها، فهي اليوم أكثر انقسامًا وهشاشة خاصّة بعد انسحاب الجنرال غادي أيزنكوت من حزب بيني غانتس، ما غيّر ولو مؤقتًا صورة الحلبة السياسيّة والمعارضة ومعه تصريح رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت والذي يعتبر المرشّح الأوفر حظًا في منافسة نتنياهو على رئاسة الحكومة، إنه لن يقبل بضمّ أحزاب عربيّة إلى حكومته، أو ائتلافه بعكس الفترة السابقة التي كانت القائمة العربيّة الموحّدة برئاسة الدكتور منصور عباس، شريكة في الائتلاف، مع الإشارة إلى أن موقف بينيت هذا يناقض الحالة السائدة في المجتمع العربيّ والتي تشير الاستطلاعات فيها إلى أن نحو 74% من أفراده يؤيّدون مشاركة تامّة في الحكومة والائتلاف، ويبقى نتنياهو الرابح الأكبر ومعه الليكود، الذي سوف يخوض الانتخابات مستعينًا بدعم الرئيس الأمريكيّ ترامب ليس لسياسات نتنياهو فحسب، بل حتى للمطالبات بوقف محاكماته وإلغائها لتمكينه من مزاولة مهام منصبه كما يجب، بمعنى أن فوز الليكود قد يتمّ فقط "بدعم" ترامب لنتنياهو، أو بتحويل ترامب إلى لاعب أساسيّ في الانتخابات البرلمانيّة الإسرائيليّة القادمة.
عدم إيجاد صورة انتصار على إيران تهدّد مصالح نتنياهو الشخصيّة والسياسيّة
ولإيران جزء محوريّ في هذه الزيارة، فهي شكّلت فرصة ليتداول فيها ترامب ونتنياهو أطراف الحديث حول الملف النوويّ الإيرانيّ والذي ما زالت ملامحه الحاليّة غير واضحة، أو بكلمات أدقّ لم تتّضح بعد كامل تفاصيله في أعقاب الحرب الأخيرة، خاصّة تفاصيلها المتعلّقة بمدى الضرر الذي لحق بالمنشآت النوويّة في محاولة للوصول إلى "صيغة ردّ موحدة" على ما سيتّضح، سواء ما يمكن أن تصفه إسرائيل وأمريكا من تصرّفات إيران بأنه خرق للاتفاق غير المكتوب، وهل سيكون ردًّا كبيرًا على خروق كبيرة، أم نسخة أخرى ممّا يحدث في لبنان رغم وقف إطلاق النار من ردود إسرائيليّة موضعيّة ومباشرة وفوريّة على أيّ تحرك يمكن اعتباره خرقًا للاتفاق سواء في الجنوب، أو في العاصمة بيروت، أي الردّ العسكريّ على أيّ نشاط عسكريّ دون الحاجة إلى "ضوء أخضر" من أحد، خاصّة وأن وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب في الحرب بين إيران وإسرائيل كان شفهيًّا وغير مكتوب وبالتالي فمن الواضح أنه عرضة للخرق، كما أنه لا يضمن حلّ المشكلة الجوهريّة أو القضيّة الجوهريّة، وهي إصرار إيران على حقّها في امتلاك قدرات نوويّة وإعلانها بعدها الانسحاب من معاهدة حظر الأسلحة النوويّة، وتعليق التعاون مع الوكالة الدوليّة للطاقة النوويّة. وهذا ما كان بارزًا خلال اللقاء وشكّل نقطة اختلاف، فنتنياهو بدأ حديثه من "موضع الألم" الخاصّ به وهو إيران، فهو يريد هناك تسجيل إنجاز يمكنه معه القول إنه حقّق النصر في طهران خاصّة مع عدم قدرته، أو رغبته في الإعلان عن انتصار في غزة على ضوء ازدياد أعداد الجنود الذين قتلوا خلال الأشهر الأخيرة، وبالتالي فإن عدم إيجاد صورة انتصار على إيران تهدّد مصالح نتنياهو الشخصيّة والسياسيّة، بينما بدأ ترامب حديثه من قضية غزة والتي يدرك أن عدم حلّها إنما يهدّد مصالحه الشخصيّة والسياسيّة وخططه الاقتصاديّة ومئات المليارات والتريليونات التي حصل عليها خلال زيارته لدول الخليج، ويهدّد إمكانيّة حصوله على اعتراف دوليّ وعالميّ كصانع سلام أو كرجل سلام، يستحقّ جائزة نوبل، ويهدّد قبل كل ذلك الاستقرار في المنطقة والذي يؤكّد مقربو ترامب أنه يستند في نظره إلى أمرين أولهما تطبيع بين السعوديّة وإسرائيل وتوسيع لاتفاقيّات أبراهام، وهذا منوط خاصّة شقّه الأوّل بتوفير إمكانيّة قيام كيان فلسطينيّ ما يزيد من أهميّة وضرورة إيلاء أمريكا الأوضاع في الضفة الغربيّة اهتمامًا أكثر خاصّة على ضوء المعلومات التي تكشّفت عن إقامة أكثر من 22 مستوطنة جديدة وتضييق الخناق على الفلسطينيّين، وربما يتطلّب الأمر من ترامب إعلان موقف واضح بشأن الوضع في الضفة الغربيّة، لمنع أو تأخير خطوات إسرائيليّة لضمّ أراضٍ من الضفة خارج إطار اتفاق مع الفلسطينيّين. أما الأمر الثاني فهو ضمان الهدوء مع إيران وبطرق دبلوماسيّة بعد الضربة العسكريّة، ما يستوجب وضع تصوّر واضح لكيفيّة توفير ذلك وبضمنه ضمان أمن إسرائيل على المدى الطويل عبر سلسلة من الترتيبات الدبلوماسيّة، تشمل ما سبق من تطبيع مع السعوديّة وإحياء الآمال بحلّ سياسيّ للنزاع الإسرائيليّ الفلسطينيّ، والخطوة الأولى هي إنهاء حرب غزة و إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليّين، وإنهاء تواجد "حماس" كسلطة مدنيّة، أو قوة عسكرية وإبعاد قياداتها الرئيسيّة، وانسحاب عسكريّ إسرائيليّ تدريجيّ نحو أطراف القطاع، وهو ما حاول نتنياهو خلال اللقاء في البيت الأبيض، تجنّبه حاليًّا، أو على الأقلّ حاول إطالة أمد تحقيقه حتى الأسابيع القادمة، وخروج البرلمان الإسرائيليّ إلى عطلته الصيفيّة، ما يجعله يضمن استقرار حكومته ويمنع غضب أو انسحاب أحزابها اليمينيّة الاستيطانيّة وربما سيوافق على وقف إطلاق النار بعد خروج البرلمان إلى عطلته الصيفيّة، وعندها سيكون بإمكانه سنّ القانون الذي يعفي اليهود المتديّنين المتزمّتين (الحريديم) من الخدمة العسكريّة، والذي يسبّب اليوم غضبًا شديدًا خاصّة مع استمرار الحرب في غزة وحالة الإنهاك التي يعانيها الجنود في الخدمة النظاميّة والاحتياطيّة على حدّ سواء جرّاء الحرب في غزة والتي تتواصل منذ 644 يومًا.
"المغلوب مولع بمحاكاة الغالب"
ختامًا، هو لقاء تكمن أهميّته ليس فقط بمجرد انعقاده، وإنما بشكل خاصّ بما سيتلوه، فهو بعكس لقاء ترامب بالقادة الخليجيّين، لم تتّضح معالمه كلها، بل بقيت بعض أوراقه وتفاصيله خافية وربما مع سبق الإصرار والترصّد، بل كان البداية لما هو أكبر ستتضح معالمه مستقبلًا بوتيرة وموعدٍ يخدم أمرين، أولهما عالميّ إقليميّ أمريكيّ يشكّل التأكيد لقول ترامب أنه قائد يحلّ الأزمات وينهي الحروب بما يخدم مصالحه وأهدافه الشخصيّة أولًا والإسرائيليّة ثانيًا والأمريكيّة ثالثًا، وثانيهما وهو الأهمّ ترتيب الأوراق السياسيّة الإقليميّة بما يخدم بنيامين نتنياهو، ويجعله يسجّل صورة النصر على إيران، لشرعنة صورة النصر في غزة ، وفق الرؤية الترامبيّة بما يشمل وقف إطلاق النار لستّين يومًا هي البداية لوقف دائم تتلوه سيطرة عسكريّة إسرائيليّة على القطاع وربما مدنيّة لفترة انتقاليّه حتى اليوم التالي بعد "حماس"، دون تعهّد إسرائيليّ بانسحاب تامّ منها بعد ذلك، ودون تعهّد من نتنياهو بأيّ حلحلة في الضفة الغربيّة خاصّة على ضوء تصريحه خلال اللقاء أنه يرفض دولة فلسطينيّة، لأنها ستكون على حدّ قوله منصّة لمحاولة القضاء على إسرائيل، لكنّه يريد الوصول إلى حلّ يضمن للفلسطينيّين إدارة شؤونهم، في إشارة ربما إلى محاولة إحياء روابط القرى بعد تصريحات نسبت إلى مشايخ في منطقة الخليل يريدون التعاون مع إسرائيل وإعلان إمارة الخليل، أو عودة إلى ما أقصاه هو الحكم الذاتيّ الذي رفضه الفلسطينيّون بعد اتفاقيّات كامب ديفيد، وهيهات هيهات العودة إليه في ظل الواقع الحالي، وإتمام الطيف باتفاق مع سوريا تبدو بوادره عبر اعتبار أمريكا هيئة تحرير الشام منظّمة غير إرهابيّة، واتفاق في لبنان تريده الحكومة هناك كما أمريكا يشمل نزع أسلحة حزب الله الثقيلة وتسليمها للجيش اللبنانيّ، وبعدها توسيع لاتفاقيّات أبراهام والنهاية تطبيع مع السعوديّة، وعفا الله عمّا مضى، وخلاصة القول، ورغم قسوة الأمر وشدّته لكنّه الحقيقة، فهو لقاء بين زعيمين يريد الأول ترامب أن يؤكّد أنه سيّد العالم ومن يرتب الأوراق كيفما شاء، والثاني محليّ وإقليميّ وعالميّ في نفس الوقت، يرتّب الأوراق في المنطقة كيفما اقتضت مصلحته وأهدافه السياسيّة والائتلافيّة أولًا والعامّة ثانيًا، بما يمكّنه من تجاوز الأزمات الائتلافيّة وضمان بقاء حكومته وتمكينه من التوجّه إلى انتخابات مبكّرة، أو في موعدها، ومعه إنجازات كبيرة في إيران وغزة والمنطقة ثمنها توصية على ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام، وهي التي تمنح، ولسخرية القدر، من النرويج التي تلتزم بأمر اعتقال نتنياهو على خلفية الحرب في غزة، وبالمقابل تريليونات الدولارات العربيّة من المال العام لم تجدِ نفعًا، ولم تكن ولن تكون ملزمة لترامب.. فهي عطايا من طرف واحد وكرم حاتميّ، دون مقابل سياسيّ أو إقليميّ، في تأكيد للفهم الخاطئ والمأزوم للسياسة الدوليّة، وتثبيت عقدة الخواجا، والسعي إلى إرضائه مهما كلّف ذلك من ثمن... لمصلحة شخصيّة للقيادات، تصفّق لها الشعوب وتقبلها مطيعةً، منصاعةً ومغلوبة معلّلةً ذلك بأنه قرار ولاة الأمر وهم أدرى، بل مدافعة عن قرارات القيادات التي تغلبها على أمرها، كما قال ابن خلدون من أن "المغلوب مولع بمحاكاة الغالب، لأنّ الهزيمة توحي إليه أنّ مشابهة الغالب قوّة يدفع بها مهانة الضعف الذي جنى عليه تلك الهزيمة" رغم أن الوقائع تثبت غير ذلك، بل عكسها فإلى متى؟؟
من هنا وهناك
-
مقال: الشّيخ عبدالله نمر درويش: حكمة الدّعويّ وحنكة السّياسي - بقلم: الشيخ د. كامل ريان
-
مقال: من الفكرة إلى الجريمة: كيف يعيث المستوطنون فسادًا في الضفّة الغربيّة؟ بقلم : الشيخ صفوت فريج
-
يوسف أبو جعفر يكتب: حتى نلتقي .. ماذا بعد ؟
-
هل وقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيليّة الإيرانيّة استراحة محارب؟
-
رأي في اللغة 6 : بين الصدر والأصْدَرَين | بقلم: د. أيمن فضل عودة
-
‘عندما تتعثر الكلمات: تأثير حالات الطوارئ على التأتأة في مرحلة الطفولة المبكرة‘ - بقلم: أفنان بكرية
-
المحامي علي أحمد حيدر يكتب: في ظلّ الحرب الشرسة والعنصرية المتجذرة
-
حروب ضد كوكب الأرض | بقلم: رون ليفشتاين - زاڤيت
-
مقال بعنوان ‘ضد المرأة‘ - بقلم : وفاء نصر شهاب الدين
-
‘بين حربين: هل تفتح الحرب الإسرائيلية الإيرانية نافذة للحل الفلسطيني؟‘ - بقلم: علاء كنعان
أرسل خبرا