تصوير يوسي ألوني

وكان هذا التعاون قد انطلق نهاية العام الماضي من خلال جهود مشتركة لكلا الطرفين، تم الإعلان مؤخرا عن تخريج الفوج الأول من المشاركين في دورة التأهيل، فيما يتم هذه الأيام وضع اللمسات الأخيرة على الدورة الثانية التي تضم دفعة أخرى من المشاركين الذين يرغبون في الانخراط في سوق العمل في المصانع وسائر أماكن العمل المتاحة في المنطقة.

وعن اهم أهداف هذا المشروع وإذا ما كان يتعلق بالنقص في القوى العاملة في القطاعات الصناعية في منطقة الجنوب، تحدث القائم بأعمال مدير اتحاد أرباب الصناعة في البلاد المحامي حجاي إدري وقال :" من ناحيتنا، كان الهدف الرئيسي للمشروع هو توسيع دائرة العاملين في الصناعة في الجنوب من خلال دمج الشباب البدوي في تأهيلات مخصصة تُجهزهم لسوق العمل بشكل عام، وللاندماج في الشركات الصناعية التي تشكل أرضًا خصبة لدمج مجموعات العمل جنبًا إلى جنب". وأضاف المحامي إدري في هذا السياق وقال:" إن النقص المتزايد في القوى العاملة في الصناعة، وخاصة في مناطق الضواحي، يتطلب التركيز على ضرورة توفير التأهيلات المناسبة وتطوير رأس المال البشري المحلي، وهذا المشروع هو مثال ممتاز للتعاون الناجح الذي يربط بين احتياجات الصناعة والمجتمع المحلي ذات الإمكانيات العالية للاندماج، هذا بالإضافة إلى أن الأمر يتعلق بجزء من المجموعات العاطلة عن العمل التي تخرج من هذه الدائرة ويمكنها أن تكسب رزقها بكرامة في أماكن عمل لائقة".

وعن المهارات الرئيسية التي تم التركيز عليها في التأهيلات التي اجريت قال إدري: "تم التشديد على التأهيلات التي تتعلق بمهن مختلفة اهمها الحياكة (الخياطة)، ومشغلي الآلات، وأيضًا المهارات الشخصية مثل المثابرة في العمل، والالتزام بالمواعيد، والسلامة المهنية، والعمل الجماعي. وقد كان التركيز على اكتساب أدوات عملية تمكن خريجي التدريب من الاندماج الفوري في سوق العمل، مع فهم جيد لاحتياجات أصحاب العمل ومتطلبات البيئة الصناعية.

وفي رده على سؤال حول ما اذا كانت هناك تخطيطات لإقامة مبادرات أخرى لتأهيل ايدي عاملة للعمل في الصناعة لسد النقص الحاد في السوق قال ادري في هذا السياق ان النقص في القوى العاملة في الصناعة يمثل تحديًا مستمرًا، ونحن نعمل باستمرار على المبادرة لتنظيم وتوسيع التدريبات المهنية التي تقدم استجابة حقيقية على أرض الواقع. مشاريع مثل "ماتسبين تك" التابع لأجيك هي جزء من رؤيتنا الواسعة التي ترى في الربط بين السكان المتنوعين وعالم الصناعة محرك نمو مهم - اقتصاديًا واجتماعيًا على حد سواء.

وقال خالد مدلج المدير القطري في مجال تشغيل الشباب في اجيك معهد النقب ان الحديث يدور عن برنامج ريادي يقدم مجموعة كاملة من الوسائل والأدوات للشباب المشاركين من أجل دمجهم في سوق العمل إضافة الى تقديم الدعم النفسي لهم واكسابهم للمهارات الدقيقة وغيرها من المهارات المطلوبة من اجل الاندماج في مجال الصناعة والعمل. من هذا المنطلق هنالك أهمية كبيرة في التعاون الوثيق مع اتحاد ارباب الصناعة من أجل العمل على استيعاب هؤلاء الشباب لاماكن العمل في المصانع في منطقة الجنوب، مع العلم ان هذا التعاون يستمر حتى في مرحلة ما بعد التأهيل، وحتى على مستوى التخطيط الاستراتيجي المستقبلي من حيث مسح الاحتياجات المطلوبة من حيث موضوع التوظيف والتشغيل والعلاقات مع ارباب العمل والمصنعين.

وأضاف مدلج في حديثه مشيرا الى ان الدورة الأولى لهذا المشروع قد انتهت فعليا حيث شملت مشاركة ما يقارب 60 شاب وشابه من منطقة النقب تم مؤخرا استيعاب حوالي 80% منهم في أماكن عمل مختلفة في المنطقة. اما فيما يتعلق بالدورة الثانية لهذا المشروع التي ضمت حوالي 150 مشاركا من الشبان والشابات البدو في النقب، فقال مدلج ان البدء في استيعاب الخريجين لهذه الدورة بات وشيكا في كافة أماكن العمل المتاحة في المنطقة بالتنسيق مع اتحاد ارباب الصناعة.

وتطرق رئيس لجنة الصناعات العربية في اتحاد ارباب الصناعة د. محمد زحالقة الى هذا المشروع الرائد مؤكدا ان أي مبادرة تهدف الى دمج المواطنين العرب من الشمال وحتى الجنوب في أماكن العمل في الاقتصاد والقطاع الصناعي هي مبادرة مباركة بالذات بينما يعاني القطاع الصناعي من النقص الحاد في الايدي العاملة. يجب الإشارة في هذا السياق ان النقص في الايدي العاملة بدء عمليا قبل الحرب مع وجود أكثر من 100 ألف وظيفة شاغرة، هذه الوظائف ارتفع عددها مع منع دخول العمال في فرع البناء، ونقص العمال في سائر القطاعات الصناعية في البلاد عامة بشتى الوظائف والأماكن العمل المختلفة. وأضاف د. زحالقة ان اتحاد ارباب الصناعة يعمل باستمرار من أجل التغلب على النقص في الايدي العاملة في القطاع الصناعي من خلال التشبيك مع كافة الأطر والمؤسسات التي تعنى بتأهيل الشباب. وأضاف في هذا السياق ان لجنة الصناعات العربية في اتحاد ارباب الصناعة ستنظم قريبا جدا معرض تشغيل لدمج ايدي عاملة من المجتمع العربي في أماكن عمل في القطاع الصناعي في منطقة الشمال .

تصوير اتحاد ارباب الصناعة

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ