بلدان
فئات

13.08.2025

°
23:52
‘فورين بوليسي‘: قبل نهاية العام وربما أواخر هذا الشهر.. حرب جديدة بين إسرائيل وإيران
22:56
مصابان بحالة خطيرة اثر انقلاب سيارة على شارع 6 قرب مفرق ايال
22:25
رجل بحالة حرجة اثر تعرضه لإطلاق نار في دالية الكرمل
21:56
المغرب: وصول أطفال القدس للمشاركة في الدورة الـ 16 للمخيم الصيفي لوكالة بيت مال القدس الشريف
21:55
مصرع شاب تعرض للغرق داخل حوض ‘تطهير ديني‘ في حولون
21:54
مصادر فلسطينية: ‘71 شهيدا بنيران الجيش الاسرائيلي في غزة منذ فجر اليوم‘
21:17
الجيش الاسرائيلي: تحييد 5 مسلحين تواجدوا قرب مركبة وُسمت بشعار منظمة المساعدات الإنسانية الدولية في غزة
21:13
شاب بحالة خطيرة اثر تعرضه لضربة شمس في أشدود
20:19
إدارة ترامب: جامعة جورج واشنطن انتهكت القانون فيما يتعلق بالطلبة وأعضاء هيئة التدريس اليهود
20:17
بتوصية من الوزير ليفين: استبدال الأقفال في مكتب المستشارة القضائية في تل أبيب
19:24
رئيس حركة حماس خليل الحية يزور القاهرة لإحياء محادثات وقف إطلاق النار
19:20
إيران: القبض على 21 ألف مشتبه خلال الحرب مع إسرائيل في يونيو
19:16
بيان مشترك: معاناة غزة وصلت إلى مستويات ‘لا يمكن تصورها‘
19:03
بث مباشر | ‘هذا اليوم‘ : الادارة الأمريكية ترفض اسقاط المساعدات الانسانية جوا على غزة، أصحاب مطاعم في حيفا يشكون قلة الزوار
18:56
اعتقال 3 مشتبهين من اللد والرملة بالضلوع في محاولة قتل قرب الرملة
18:45
اعتقال 4 مشتبهين بسرقة حقائب وهواتف نقالة من مستجمّين في شواطئ تل أبيب
18:39
مصرع شخص وإصابة اخر جراء حريق بشقة سكنية في نتانيا
18:36
دبي تشارك بمعرض ‘غيمز كوم‘ الأكبر عالمياً بأول جناح حكومي من منطقة الشرق الأوسط
17:53
اتهام موظفَيْن في سلطة الضرائب بتقاضي رشاوى والاحتيال بملايين الشواقل
17:39
مدير مجمع الشفاء الطبي: المجاعة في غزة دخلت مراحل متقدمة وخطيرة
أسعار العملات
دينار اردني 4.84
جنيه مصري 0.07
ج. استرليني 4.62
فرنك سويسري 4.23
كيتر سويدي 0.36
يورو 3.98
ليرة تركية 0.11
ريال سعودي 0.98
كيتر نرويجي 0.33
كيتر دنماركي 0.53
دولار كندي 2.49
10 ليرات لبنانية 0
100 ين ياباني 2.31
دولار امريكي 3.43
درهم اماراتي / شيكل 1
ملاحظة: سعر العملة بالشيقل -
اخر تحديث 2025-08-13
اسعار العملات - البنك التجاري الفلسطيني
دولار أمريكي / شيكل 3.44
دينار أردني / شيكل 4.87
دولار أمريكي / دينار أردني 0.71
يورو / شيكل 3.99
دولار أمريكي / يورو 1.1
جنيه إسترليني / دولار أمريكي 1.31
فرنك سويسري / شيكل 4.23
دولار أمريكي / فرنك سويسري 0.83
اخر تحديث 2025-08-12
زوايا الموقع
أبراج
أخبار محلية
بانيت توعية
اقتصاد
سيارات
تكنولوجيا
قناة هلا
فن
كوكتيل
شوبينج
وفيات
مفقودات
كوكتيل
مقالات
حالة الطقس

قراءة في رواية ‘عودة الموريسكي من تنهداته‘ - بقلم : صافي صافي

بقلم : صافي صافي
01-08-2025 13:47:13 اخر تحديث: 05-08-2025 07:43:00

إن أهمية أي عمل أدبي هو ديمومته، فهو ليس علاجا للحظة تاريخية معينة، أو تشخيصا، أو تأملا. الأدب الحي يدوم حتى لو مرت عليه سنوات، لذلك ما زلنا نقرأ لكبار الكتاب، الذين “تحول عظمهم لمكاحل”، ليس تخليدا لهم،


وإنما تخليدا لهذا الفن الرفيع، والفن لا يعني الرواية فقط، بل يعني كل ما يكتب، وكل ما يرسم، وكل ما يغنى، وكل ما يمسرح، وكل ما يرقص، وكل ما يقال.

إن أهمية العمل الروائي بالذات الذي سأتناوله هذه المرة، هو إثارة الأسئلة التي لا تجد لها إجابة واحدة بالضرورة، بل تلد مزيدا من الأسئلة، وانفتاح الإجابات على مصراعيها من قراء ونقاد ومفكرين. الأعمال الفنية تثير التفكير، تعمل على تحفيز العقول للشغل الداخلي، ما بين الأذنين، لإعادة قراءة الماضي، والتنبؤ بالمستقبل، فكل مرة تقرأه بشكل مختلف. فالرواية هي مدخل للتفكير النقدي وما فوقه، بحيث ترى نفسك من نقطة أعلاها، مما يعيد تشكيل المنظومة الفكرية بشكل جديد، يدفعك لتغيير رؤيتك، وتغيير سلوكك.

إذا صح أن “الفلامنغو” مشتق من”الفلاح المنكوب”، وكثير من الكلمات العربية انسلت إلى اللغة الإسبانية، بعد حكم امتد لحوالي ثمانية قرون في الأندلس، وبعد الاحتكاك الثقافي الواسع بين بلاد الشام وإسبانيا، وبين شمال أفريقيا والأندلس على مدى قرون وقرون. إذا صح معنى ذلك المصطلح، فإنني يمكن أن أرتكز عليه، وأجد منطلقا ومعنى لما سأقوله تاليا.

نشأ “الفلامنغو”، بعد انتهاء الحكم العربي الإسلامي هناك، فالحكم العربي تم تفتيته، وجعله على شكل جزر منعزلة، حتى أن الدويلة الواحدة حاربت جارتها، وتآمرت عليها، واستعدتها، وتواطأت مع “حكم البيض” في الشمال، بل ناصرت الأعداء، وطل
وطلبت نصرتها، لمواجهة الأخوة الأقربين، دون وعي بأن الكل مستهدف، والاستهداف وجودي، بحيث يقتلع الجميع دون رحمة، دون شفقة، ودون إنسانية.

انتهى حكم غرناطة، بالقتال، وبالمؤامرات، وبالإتفاقيات الموقتة طبعا، كما يحدث هذه الأيام في منطقتنا. فتوزع الموريسكيون بين قتيل، ومهجر، ومن لم يقتل في “الدويلات” تم قتله في الطريق. انتهى حكم غرناطة وغيرها من دويلات الأندلس، وتم تنصير من تبقى منهم، أو تعذيبهم أبشع تعذيب، بكل الوسائل المتاحة والوحشية، بالنار وبالصلب، وبالحصار والتجويع، والاغتصاب، وفصل الأبناء عن الوالدين، وبسجون الموت الجماعي، وبالسحل، وبكل أدوات التعذيب والقتل وقتها.

الموريسكيون هو المصطلح الذي أطلق على العرب والذين ناصروهم في الأندلس، وهو مشتق من المغربيين، بصفتهم الأقرب جغرافيا إلى الأندلس، ويستخدم مصطلح “مورو” كمسبة، بمعنى الفوضوي والمتوحش، أو كصفة للذين يسكنون جنوب المتوسط، كما يستخدم اليوم مصطلح “إرهابي” من قبل الغرب في وصفهم لنا.

انقسم الموريسكيون لعدة أقسام، منهم من تعامل مع الدولة، وتم الغدر بهم، ومنهم من بقوا في الأندلس تحت الحكم الكاثوليكي، وأجبروا على اعتناق دين الدولة، ومنهم من تم تهجيرهم إلى شمال أفريقيا، ومنهم من تم قتالهم وتعذيبهم، ومنهم من اختفوا في الجبال، فاختلطوا ب “الغجر” القادمين من شرق أوروبا، ومن الهند أصلا. فهم متنقلون مثل البدو الرحل، مهمشون، لهم ثقافتهم الخاصة، وعاداتهم وتقاليدهم، وفنونهم.

اجتمع بعض “الموريسكيين” مع “الغجر”، ليحموا أنفسهم، ويشكلوا حماية لبعضهم، فنشأ اختلاط بين فنونهم، الفن “الغجري” من جهة، والفن الأندلسي من جهة أخرى، فكونوا عجينة غريبة، هي ما نراه اليوم ونسميه “الفلامنغو”.

راقبوا فن “الفلامنغو”، لا ترى أي ابتسامة أو ضحكة على وجوه المغنين والراقصين. إنهم عابسوا القسمات، جديين جدا. غناؤهم هو صرخات ومواويل، ورقصهم هو دق الأرجل بالأرض، وأياديهم تلوح شمالا ويمينا، نحو السماء تارة ونحو الأسفل تارة أخرى، يفردونها ويجمعونها بحركات متناسقة. إنه فلكلور العوام، المهمشين. إنه فن المهمشين، الذي انتقل في فترة لاحقة إلى الشوارع والساحات العامة، ثم إلى المسرح الرسمي بعدما تبنته الدولة (هذه قصة طويلة، حين يتبنى المنتصر فنون المنهزم، وي
ويصبح جزءا من تراث الحكام). ثم انتقل إلى المسارح العالمية. بالعكس تماما من الإرث الخاص بمصارعة الثيران، الذي ابتدأ من الفلاحين، ثم تبنته الطبقة الأرستقراطية، وأقيمت الساحات والمسارح الخاصة بذلك، والمهرجانات الشعبية، وبدأ بالتراجع بعد حملات إعلامية لما في ذلك إساءة للحيوانات.

غناء “الفلامنغو” يعبر عن مأساة، فيه الغضب، والألم، والحزن، والبكاء، والنواح، والأذان والدعاء والصلاة، مع الطبيعة ومنها. إنه الولولة والندب على ما جرى ويجري لهم، وترافق التصفيق مع اللحن وحركة الأرجل. إنه التمرد الإيجابي، رفض الواقع، واقع التهميش، واقع الاستعباد، واقع تغيير الهوية وطمسها. بالفقاشات حينا، وبدونها وبغيرها حينا آخر، بألوان ثيابهم الزاهية الفاقعة، الأحمر والأسود. يغنون جماعة أو فرادى، ويحكون جملا هنا وهناك، كقواطع للغناء أو جزء منه، فهم يحكون قصة، وحكايات، وتاريخ وجغرافيا.

قلت التمرد، التمرد لا يعني الخنوع، وهو عكس الانتحار الجسدي، وعكس انتحار “ألبير كامو”، فالانتحار عنده أن تلتصق تماما بفكرة، ولا تتغير مع الزمن، أن تصبح عبدا، ومقودا من آخرين، يفكرون عنك، ويتخذون القرارات بالنيابة عنك. لكن التمرد

التمرد هو خيار في هذه الحياة “العبثية”، التي لا تعرف بالضبط لماذا تعيش، ولماذا ستموت. لم تكن الحياة خيارك، ولا يكون الموت خيارك أيضا.

موسى الأول، الذي عاش حوالي 120 سنة، مات في ظروف غامضة، ولا يعرف قبره حتى الآن، رغم المقامات العديدة التي بنيت هنا وهناك، وموسى ابن أبي غسان، اختار المواجهة، ثم ألقى بنفسه في النهر (انتحر)، وموسى النابلسي، هو الآخر، واجه الأعداء، كما موسى الأندلسي، فرأى الخيانة، والمستسلمين، والتآمر، وخذلان بني جلدته، ورأى قتل الذي استسلموا، فأطلق رصاصة في رأسه، واضعا حدا لحياته.

هل هذا هو المقصود من الرواية؟ أن يتم القتل والتعذيب والتهجير والاختلاط بالغجريين (المتمردين)، ثم ننتحر؟ هل كتب علينا الانتحار، لنظل نذكر المنتحرين في قصائدنا وأغانينا ورقصنا ومواويلنا الحزينة؟ هل سنظل نولول تاريخنا المعيب، وغير المتحلي بأخلاق ولا قيم توقف التهجير والقتل والتعذيب؟ هل تتحول هويتنا لهوية المظلوم الذي انتهى وقتل نفسه؟

لا أظن أن د. عدوان قصد ذلك، بل أراد التنبيه لما جرى بالأمس البعيد، وما جرى بالأمس القريب، وما يجري اليوم. أظنه أنه يدعو للتمرد، وعدم قبول هذا الواقع القاسي الذي يحولنا لعبيد، دون نصرة الأقربين، ولا الأبعدين الذي سنوا قواعد وحقوق الإنسان، ومجلس الأمن، والأمم المتحدة، وعديد المنظمات الإنسانية. إنه دعوة لإظهار الخذلان من الذين تباكوا على حقوق الحيوانات، والرفق بها، والذين دعموا مؤسسات غير حكومية لحقوق المعاقين، والمرأة والطفل وكبار السن.

أخشى أن تتحول فنوننا وفنون العالم لبكائيات على مصيرنا، وحاضرنا، كما تسللت الألحان “الفلامنغوية”، كما في أغنية “ألف ليلة وليلة” لأم كلثوم، وألحان فريد الأطرش خاصة في أغنيته “الربيع”، وفي “ يا ريم وادي ثقيف” لنجاح سلام، وفي الأغاني الصوفية المغاربية، والمواويل المصرية، والحبل على الجرار.

ويبقى السؤال الأهم، هو اسم موسى، لماذا موسى؟ سيقول البعض بأنه اسم عربي. نعم صحيح، لكن له رمزيته، وإن تم تعريبه أو العكس. لماذا موسى هو المنتحر في الحالتين؟ موسى الأندلسي، وموسى النابلسي، موسى في غرناطة، وموسى في ج
بال الأندلس بين “الغجر” ومعهم، وموسى بين جبلين في نابلس. فهل الذي واجه وأنتحر هو موسى الذي يخصنا، أم موساهم؟

أظن أن الكتابة خيار، والأسماء خيار، فهل نحن الموريسكيون الجدد، أم هم؟

الانتحار ليس من قيمنا، ولا تاريخنا بالشكل العام، لكن المواجهة والصبر والتحمل هي ما يميز النابلسي، بين الجبلين وعليهما، بين جرزيم وعيبال، جبال النار. بينما يرد في تاريخ الآخرين أنهم انتحروا، واختاروا غير الحياة.

الرواية كتبت منذ أكثر من عقد، وانتشرت، وهي بين أيدي القراء. لكن المهم في الرواية هو هذه الأسئلة التي ما زالت تطرح مني ومن آخرين.


صافي صافي - روائي فلسطيني

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ

إعلانات

إعلانات

اقرأ هذه الاخبار قد تهمك