كان محمد يستعد للتبرع بكليته لوالده المريض، وفي نفس اليوم كان يحلم بإتمام زفافه القريب، لكن الرصاصة سبقت الفرح، وخطفت الحياة من جسدٍ لم يُعرف عنه إلا المحبة، الرجولة، والنية الطيبة. كما يقول والده لقناة هلا وموقع بانيت.

في حديث تقشعر له الأبدان، يفتح الأب المكلوم قلبه، ليبوح بالحزن، بالغصة، وبصرخة وجع ما زالت تتردد، قائلاً لموقع بانيت وقناة هلا: "عاصفة هاي هاد خبر هاد ، انهد حيلنا هاد عمود البيت كسرلي ضهري والله لو بستاهل يموت هالموتة رح أقول الله يسهل عليه، لا لا.. حمودة لا. اليوم هاد التاريخ هاد كان رايح يعطيني كليته بتل ابيب في المستشفى ببيتح تكفا، هل ترى يا عالم واحد بدو يعطي ابوه كليته وعينيه ، هاد بطلعلو يموت، لو انو حادث طرق او وقع.. اما الولد واقف بشغلو خلص شغلو سكر الباب عم برفع البسطة مع صاحبو جارو، استنوه لوقف لحالوا وبلشوا يطخوا عليه". 

وأردف الوالد: "هو عندو بسطة، هو بشتغل محلي الولد، لانو انا بديش اشتغل ظروفي الصحية بتسمحليش عشان الكلية والولد بدو يتبرع لي بكليته وقلي يابا خلص هسا بتصير توكل كل اشي وتشرب كل اشي قلتلو انا رح اكل واشرب زيك حتى بمزح معو بقلو يعني بصير اشرب اكس ال بقلي اه قلتلو طيب يابا ان شاء الله خير".

ومضى الاب الثاكل قائلاً: "يشهد علي الله والله لا جبرتو ولا آسيت عليه انو يعطيني كليتو لحالو لبالو راح عمل فحوصات وطلع دمو يتوافق مع دمي ، وهاد يلي صار يا جماعة الخير.. انا بسال حالي وبسال العالم كلياتو بطلعلو يموت هاي الموتة؟ هاي الموتة مش هوينة يا عمي مش هوينة.. بعدين سوق عكا وين البوليس وين الكاميرات وين الدنيا، عشر كاميرات فوق راسو، يعني بعيد وين انقتل اربع خمس متر يا هل ترى البوليس مش قادر يطلعو، معقول .. بسوق عكا العتيقة وبالنهار الساعة أربعة بيجي بني ادم بطخ بني ادم بالسوق والناس تتفرج عليه وين وصلنا بالغابة وين وصلنا".

"الولد فش عندو أعداء"

ويتابع الوالد قائلاً بصوت مكسور: "الولد فش عندو أعداء لو في عندو بقول في.. بوقفش بالسوق وبكشف صدروا للناس بتخبى الولد بفهم، انا فخور بهاد الولد حتى لو مات وزعلت عليه زعلي بكفينش هاد الولد فقدتو والله هاد الولد اخوي وابوي وصاحبي، كنت اسمع كلمتو لانو بفهم، ولو ولد ازعر بقول ازعر والله مهو ازعر".

"بعد اكم جمعة كان بدو يتجوز"

وعن طموحات محمد وأحلامه التي قُتلت معه، قال: "بعد اكم جمعة كان بدو يتجوز دارو حاضرة بدو يتجوز كان، هيو اتجوز هي الجيزة تبعتو جيزتو قتلوه بدم بارد، وين الحكومة وين الناس وين العالم، هذا الولد مش ازعر هو قبضاي بمعنى الكلمة، لو يجي عليه خمس زلام والله رح يدعس عليهم، اما غدروه، الغدر غدار ، زلمة راح".

واختتم كلامه بحرقة: "اكثر اشي بذكرني فيه انو زلمة وقبضاي وبفهم، ان حطيتو مع محامي بطلعلو راس وعند الحاكم، حكيم الولد ، الله يرحمك يا حمودة .. المجتمع تبعنا مش منيح واحنا مش عارفين انو في مؤامرة علينا كبيرة عالامة تبعتنا، امتنا مش هيك يا جماعة..".

صورة للتوضيح فقط - تصوير الشرطة

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ