مقال :‘ الآباء والأبناء بين مرونة التهذيب وجدية التربية ‘
تقوم العلاقة الوالدية حسب نظريات علم النفس الحديث على أساس المحبة والتفاهم بين الآباء والأبناء، وهو ما ينتج عنه ظهور مشاعر إيجابية متبادلة ومريحة خاصةً
بلال سعيد حسونة - صورة شخصية
حين تسود بينهم أحاسيس الثقة والأمان، فمن الناحية الواقعية انتهى زمن الجبروت الصلب الذي أظهره الآباء في سنوات القرن الماضي، لتحل محله مفاهيم التربية الحديثة.
صحيح أنه يتحتم على الوالدين أن يتحلوا بالصبر والمرونة في تهذيب أبنائهم واحتوائهم، فهذا هام وضروري في العلاقات الأسرية، ولكن للأسف، فقد نزل غالبية الآباء والامهات بشكل شبه كامل عن كرسي الأبوة والأمومة، ما أدى الى تشتت الكثيرين من الشباب والصبايا بين الصواب والخطأ. ان المطلع على مجريات الأمور يرى بشكل واضح كم ابتعدت المسافة بين الطرفين. لكن لماذا؟ هل وجد الوالدان بالحياة العصرية حجّة ليتهربوا من مسئولياتهم المقدسة؟ أليس من الضروري أن يتدخل الأب حين يعلم أن ابنه يسير على درب الباطل وأنه قد اقترب من الهاوية؟ اليس من الضروري أن تتدخل الأم حين ترى أن ابنتها تملك زجاجة عطر ثمينة أو هاتفا نقالا من الطراز الحديث؟ ألا يجب ان نعلم من أين جاءت هذه الأموال والهدايا؟ وكيف حصلوا عليها؟ كيف يمكن أن نتجاهل هذا كله؟ إضافة الى ذلك، هنالك آباء وأمهات يحرّضون أبناءهم وبناتهم على الرذيلة وهم لا يعلمون. فعلى سبيل المثال كيف يمكن أن تقول أحد الأمهات لأحد أبنائها وهي تبتسم: شو أخبار صاحبتك؟ صاحبتك اللي بتحكي معها ليلا ونهارا؟ أليست هذه سذاجة وحماقة؟ اليس هذا شرعنة وتصريحا مباشرا لشقيقاته أنهن أيضا يمكن أن يكون لديهنّ أصدقاء ذكور؟! ما الذي يجري؟ أهذا هو الدّور المقدس الذي نقوم فيه على مسرح هذه الحياة؟
كفى!! فقد بلغ السيل الزبى، ولنعلم جميعاً أنه يجب علينا أن نميز متى نكون مرنين مع أبنائنا ومتى نكون جادّين وحازمين. وهنا يجب ويجب، ثم يجب أن يكون موقف الوالدين واحدا موحدا لا خلاف فيه حيال تعديل سلوك أبنائهم وتهذيبهم. أوصيكم ...التكاتف التكاتف في تربية أولادكم، وعند الضرورة اتباع أسلوب الجدّية والصرامة في تربيتهم! أقولها صدقاّ أن الله يرانا ويعلم ما نفعله معهم وأنه يجب أن نكون الى جانبهم في هذه الحياة لئلا يضلوا الطريق، فنحن هم المسؤولين أولاً وأخيراً عن نجاحهم أو فشلهم. وتذكروا أن هؤلاء هم أبناؤنا ... تعالوا نحافظ عليهم.. علّنا نؤدي الأمانة. وليكن اسم اللعبة: لا تنازل ... لا استسلام.
من هنا وهناك
-
‘لم يكن بالإمكان أفضل مما كان‘ - بقلم : وسام بركات عمري
-
الحسّ الأنثوي في رواية ‘رحلة إلى ذات امرأة‘ للروائية المقدسية صباح بشير - بقلم : علاء الأديب
-
‘ في ذكرى وفاة أبي: لا عزيز ينسى ولو مرّ على وفاته ألف عام ‘ - بقلم : الكاتب أسامة أبو عواد
-
‘ أرجوحة ماغوطيّة ‘ - بقلم : حسن عبادي من حيفا
-
‘ تغيير الواقع ‘ - بقلم : د. غزال ابو ريا
-
المحامي زكي كمال يكتب : العنصريّة داء الأمم وبداية تفكّك الدول
-
‘ بدون مؤاخذة-التّكيّف والتّهجير ‘ - بقلم : جميل السلحوت
-
مقال: الولاء بين التقاليد والحق - بقلم: منير قبطي
-
‘ بلدتي بين الامس واليوم‘ - بقلم : معين أبو عبيد
-
‘رأيٌ في اللغة .. في مـِحنة اللّغة ومَعاني ‘الاشتهار‘ .. قُل: اشتَهَر، وقُل: اشتُهِر‘ - بقلم: د. أيمن فضل عودة
التعقيبات