في هذا العيد كلمتنا واحدة ضد العنف
ها وقد اصبحنا على مشارف عيد الفطر أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات، ومن شعائر هذا العيد افشاء المحبة والسلام بين الجميع
رائد برهوم - قرية عين رافا قضاء القدس - صورة شخصية
فبعد صلاة العيد وسماع خطبة العيد وكل منا ذاهب في طريقه، هيا بنا ان نأخذ على عاتقنا مهمة اضافية، كل تجاه عائلته، مجتمعه، قريته أو مدينته، افشاء المحبة والسلام، تصفية القلوب، وإصلاح ذات البين، لنتحد سويا في وجه آفة العنف، هذا الوباء المستفحل في مجتمعنا العربي.
مر شهر الصيام، شهر رمضان، بلمح البصر، البعض كان يعتقد ان في هذا الشهر الفضيل شهر المغفرة والتعبد، شهر قال عنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (اذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وصفدت الشياطين) لكن وللأسف، شياطين الانس لم تسلسل ولم تتوقف للحظة واحدة عن زهق الارواح بهذا الشهر.
وبينما أنا أكتب كلماتي هذه، مجتمعنا العربي يشهد جرائم قتل جديدة حتى بلغنا 53 قتيلا منذ مطلع هذا العام. اعمال القتل تزداد شراسة ووحشية. هذا ما شاهدناه من مقاطع الفيديو التي وثقت العديد من حالات القتل، دون رحمة، بدم بارد تقشعر له الابدان، نساء يقتلن ويذبحن في وضح النهار، والكثير في مجتمعنا غير مكترث (ما اشطرنا باستعمال الامثال الشعبية الي بقول اذا ما خربت ما بتعمر، والي بقول الف عين تبكي ولا عين امي تدمع، وانا بقول: اضرب هالطينة بالحيط ان ما لزقت بتعلم).
الى متى ؟
وانا اسأل الى متى علينا كأفراد في المجتمع، ان نأخذ موقف الحياد، والتستر على الجرائم التي تحيط بنا من كل جانب؟ متى سيكون لنا الجرأة ان نقول ( للأعور اعور بعينه ) ما حك جلدنا مثل ظفرنا، كلنا شهدنا ما قيل عن مجتمعنا، بقصد أو بغير قصد (إنهم يقتلون بعضهم البعض - هذه هي ثقافتهم )، وانا اقول ثقافتنا هي الشهامة والمروءة، العطاء واكرام الضيف، والانتماء لمجتمعنا وقوميتنا .
وفيما يتعلق بصلاة العيد، فإنها تعتبر من أهم الشعائر الدينية، حيث يؤدي المسلمون صلاة العيد في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر، وتكون صلاة العيد جماعة، ويشارك فيها الرجال والنساء والأطفال، وتتميز بخطبة العيد التي تحث على المحبة والتسامح والتعاون والتضامن، وانا أريد ان اقدم نداء لأئمة المساجد بإن يخصصوا خطبة العيد لهذا الموضوع، على الرغم ان العديد منهم تناول الموضوع فب السابق، لكن للعيد ميزته ( فذكر ان نفعت الذكرى ).
ان صلاة العيد تعكس روح المحبة والسلام بين الجميع، وتعد فرصة للتجمع والتواصل. يمكن أن تكون هذه المناسبة فرصة للتخفيف من حدة التوتر والصراعات في المجتمع، والعمل على بناء جسور التواصل والتفاهم بين الأفراد والمجتمعات.
يجب التذكير دائما بأهمية محاربة العنف التمييز والكراهية، دون كلل او ملل. وتعزيز قيم التسامح والحوار ويمكن أن تكون مناسبة عيد الفطر المبارك فرصة لإطلاق حملات توعية وتثقيفية حول هذه القضايا المهمة.
ولا ننسى قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "
واختتم بأقوال لشاعر :
هَذَا هُوَ الْعِيدُ فَلِتَصْفِ النُّفُوسِ بِهِ
وَبِذَلِكَ الْخَيْرَ فِيهِ خَيْرٌ مَا صَنَعَا
أَيَّامُهُ مَوْسِمِ لَلْبَرَ نَزْرَعُهُ
وَعِنْدَ رَبِّي يَجْنِي الْمَرْءِ مَا زَرْعًا
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: bassam@panet.co.il
من هنا وهناك
-
‘ صورة البحر في السرد الروائي ‘ - بقلم : إبراهيم أبو عواد
-
‘مشاعر ولائية عابرة لحدود القوافي الخليلية‘ - بقلم : د. نضير الخزرجي
-
‘ما بين الشهادة والوظيفة… في حقيبة لازم تجهزها! ‘ - بقلم: محمد سامي محاميد
-
‘ إرجاع ينابيع المياه الى طبيعتها ‘ - بقلم: تومر عتير – زافيت
-
‘توزيع المساعدات في غزة جزء من استراتيجية إسرائيلية-أمريكية عسكرية لتسييس وعسكرة الغذاء.!‘ - بقلم : د. سهيل دياب - التاصرة
-
مقال: هل نعيش في صراع الحضارات أم في صراع الديانات ؟! بقلم : المحامي زكي كمال
-
‘ اسرائيل بحاجة ماسة لهدنة مؤقتة..لماذا ؟! ‘ - بقلم : د. سهيل دياب- الناصرة
-
‘حقيقة المنفى بين شعر محمود درويش وفكر إدوارد سعيد‘ - بقلم : إبراهيم أبو عواد
-
‘حين تُغتال اللغة وتُغتصب القيم: صرخة في وجه الواقع‘ - بقلم: رانية مرجية
-
مقال: بدلًا من الهدم – فلنَبْنِ الأمل لأهالي السِّرّ - بقلم: عبد المطلب الأعسم
أرسل خبرا