الشك في صحة العمرة من غير مبرر من تسويل الشيطان
السؤال : لسبب ما شككت في صحة عمرتي الثانية قبل الحج، وقد أكملتها بالقص والحلق، ثم لبست المخيط، ولكني في اليوم التالي لبست الإحرام في سكني داخل مكة،
صورة للتوضيح فقط - تصوير:shutterstock_SATRIA NANGISAN
وفعلت مناسك العمرة من طواف وسعي وحلق، ولم أذهب إلى التنعيم، وذبحت شاة، فهل علي شيء؟
الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم تذكر ما الذي جعلك تشك في صحة عمرتك، ولم تذكر أيضًا وقت هذا الشك هل هو أثناء العمرة أو بعد فراغك منها، والمقرر عند أهل العلم أنه لا عبرة بالشك بعد الفراغ من العبادة.
قال العثيمين في منظومته:
والشَّكُّ بعد الفعل لا يؤثِّرُ وهكذا إِذا الشُّكوكُ تكثُر.
وكذلك ما فعلته من تكرار الأعمال التي ذكرتها في اليوم التالي، فلا وجه لهذا الفعل، فقد فرغت من العمرة وتحللت بالحلق، ولبست المخيط، فرجوعك لها من غير سبب بيِّن من تتبع الشكوك غير المعتبرة الذي هو من خطوات الشيطان في جلب المشقة للمسلم، وتشكيكه في عبادته، وزرع الريبة في نفسه.
والصواب أن يتعلم المسلم ما يحتاج إلى معرفته قبل الشروع في العبادة، فإذا أشكل عليه شيء سأل من فوره أهل العلم، قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل: 43}.
فينتهي المسلم حينئذ من عبادته وهو مطمئن لصحتها، ولا يلتفت للشكوك بعد ذلك، فكما هو معلوم أن من أهم القواعد الفقهية أن اليقين لا يزول بالشك.
وأما إن كان ما فعلته في اليوم التالي عمرة جديدة صنعتها لعدم رضاك عن عمرتك السابقة، فالواجب عليك حينئذ أن تحرم بالعمرة من التنعيم، أو غيره من الأماكن خارج حدود الحرم، لا من سكنك داخل الحرم، وحيث لم تفعل، فعليك دم شاة تذبح بمكة، وتوزع على فقرائها، وقد ذكرت في سؤالك أنك قد ذبحت شاة، فلا شيء عليك إن شاء الله تعالى .
والله أعلم.
من هنا وهناك
-
حكم المطالبة بالدين قبل حلول الأجل
-
هل يختلف حكم التعامل مع الأسماء عن حكم التسمية بها ؟
-
حكم من شكت في وصول الماء إلى كامل قدمها في غسل الجنابة
-
ماذا بعد رمضان ؟
-
لماذا أيّها الزّوج هذا التّعسف؟
-
ضوابط شراء عقار من وسيط، والوعد بشراء حصته بالتقسيط
-
الميل القلبي إلى المعصية... حكمه... وعلاجه
-
واجب من دخل عليه وقت العصر وهو في الحافلة ولا يصل إلا قبل خروج الوقت بقليل
-
هل يُكتب الثواب لمن فاتته الصلاة في الليل لغلبة نوم إذا صلاها قبل الظهر؟
-
ما حكم التّشريك (أي الجمع) بالنّيّة بين قضاء رمضان وصيام السّتّ من شوّال؟
أرسل خبرا